هل تورطت تركيا في حرب طويلة بالشمال السوري من شأنها استنزاف قواتها العسكرية وخلخلة جبهتها الداخلية ؟؟

اعتقلت السلطات التركية ما مجموعه 573 شخصا من المشاركين في الاحتجاجات ضد العملية العسكرية التركية بشمال سوريا ومنتقدي “غصن الزيتون”على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية التركية، اليوم الاثنين، أنه “منذ بدء عملية “غصن الزيتون”في سوريا تم توقيف 449 شخصا لنشرهم الدعاية الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي و124 شخصا لمشاركتهم في الاحتجاجات”.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كيلين في وقت سابق أن “هناك قوانين تحظر تمجيد ودعم الإرهاب من خلال الدعاية والإعلام. والنيابة العامة تطبق القانون”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وصف بـ “الخونة” معارضي عملية “غصن الزيتون” ضد وحدات حماية الشعب الكردية بشمال سوريا، والتي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا.

هذا وتشهد منطقة عفرين استمرار العمليات القتالية بين القوات المهاجمة من قوات عملية “غصن الزيتون” من جانب، والقوات المدافعة عن المنطقة المتمثلة بالوحدات الكردية، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف في منطقة حج بلال ومحاور أخرى في منطقة الشيخ خورز بريفي عفرين الشمالي والغربي، بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية والقوات التركية من جانب آخر، في محاولة من الأخيرة تحقيق تقدم جديد في المنطقة.

وقد ترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة على محاور القتال، خلفت خسائر بشرية بين الطرفين، بعد أن كان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان حتى صباح امس الأحد، ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية في المعارك والقصف في منطقة عفرين، إذ ارتفع إلى 134 من مقاتلي وجنود قوات عملية “غصن الزيتون” ممن قضوا منذ انطلاقة العملية في منطقة عفرين في الـ 20 من كانون الثاني من العام الجاري 2018، بينهم أكثر من 19 من جنود القوات التركية التي تقود العملية، كما ارتفع إلى 108 على الأقل من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصواريخ والاشتباكات والاستهدافات في منطقة عفرين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد كذلك عمليات قصف من قبل القوات التركية بالقذائف المدفعية والصواريخ، حيث استهدف القصف مناطق في قرى زيتونك ومعرسكة ومناطق أخرى في ريف عفرين الشمالي الشرقي.

ومن جهته كشف مراسل فضائية “الميادين” عن دخول رتل عسكري تركي مؤلف من دبابات ومدرعات وشاحنات من كفرلوسين باتجاه تلة العيس في شمال سوريا صباح اليوم الإثنين.

وذكرت مصادر المسلحين السوريين أنّ الرتل التركي قد تعرّض لقذائف مدفعية من جانب الجيش السوري وحلفائه لدى محاولة اقترابه من التلّة، ولم تؤكد مصادر أخرى حدوث هذا القصف.

من جهتها قالت صحيفة ديلي صباح التركية إنّ الرتل التركي يتجه لتأسيس نقطة مراقبة سادسة بموجب اتفاق دولي على تشكيل مناطق خفض التوتر.

يأتي ذلك بعد أسبوع من قيام مدفعية الجيش السوري وحلفائه باستهداف رتل عسكري تركي دخل إلى ريف حلب الجنوبي عند تلة العيس، وحينها نشر ناشطون صوراً تظهر دخول الرتل العسكري التركي برفقة آليات وعناصر من هيئة تحرير الشام حيث حاول التمركز خلف التلّة المطلّة على نقاط تابعة للجيش السوري وقوات موالية له في منطقة الحاضر بريف حلب الجنوبي.

وأمس أعلن الجيش التركي مقتل إثنين من عناصره وإصابة خمسة خلال عملية “غصن الزيتون” في عفرين السورية.

أفاد مراسل “الميادين” بأن معظم قرى شمال عفرين الحدودية مع تركيا باتت مناطق اشتباكات بين وحدات حماية الشعب والجيش التركي، وقد اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط بلدة بقجة الحدودية بموازاة اشتباكات في القرى السورية التابعة لناحية بلبل الحدودية.

كما أفشلت وحدات حماية الشعب عدة هجمات للجيش التركي باتجاه بعض القرى الحدودية في منطقتي بلبل وراجو.

وكان موفد “الميادين” إلى الحدود التركية -السورية قال إنّ القوات التركية تقدمت بعمق 3 كلم وبعرض 10 كلم في ناحية بلبل الحدودية مع سوريا.

إلى ذلك كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده تملك معلومات بشأن هويّة الدولة التي زوّدت المسلحين الأكراد بالأسلحة التي قصفت الدبابة التركية في مدينة عفرين السورية وأسفرت عن مقتل خمسة جنود.

وقبيل سفره إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس أعلن إردوغان أن مباحثاته مع البابا ستركز على وضع القدس والقضية الفلسطينية وسوريا والعراق ومسألة اللاجئين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى