ما بني على باطل فهو باطل .. وهكذا حرب ابن سلمان وابن زايد على اليمن

توعد الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، امس الاثنين، بمواجهة ما أسماها حركات التمرد المسلح في مدينة عدن، معتبرا أن المجلس الانتقالي الجنوبي اقدم على خطوات انقلابية مرفوضة بدعم خارجي.

وأشار هادي، خلال اجتماع استثنائي حضره مستشاريه ونائبه محسن صالح، أن ما يجري في عدن “ليس عفويا ويثير تساؤلات حول الجهة المستفيدة منه”، متعهدا بأنّ أي انحراف عن مسار المعركة سيواجه “بحزم وقوة ولن يتم التهاون مع أي محاولات وتحت أي غطاء كانت”.

ودعا الرئيس المستقيل جميع الاطراف في جنوب البلاد إلى الابتعاد عن “الرهانات الخاسرة والمصالح الشخصية الضيقة والوقوف إلى جانب الوطن” وعدم “التستر للانقضاض أو الانقلاب أو السيطرة”، في اشارة الى الدعم الامارتي الذي يتلقاه المجلس الانتقالي الجنوبي.

وكانت مدينة عدن اليمنية شهدت امس الاول الأحد اصطدامات عسكرية مباشرة بين قوات هادي المدعومة سعوديا وقوات الحماية الرئاسية المدعومة اماراتياً التي تسعى الى إسقاط حكومة بن دغر التابعة للرياض، وتم اغلاق مطار عدن بشكل رسمي.

وتتسارع التطورات في “عاصمة الجنوب”، منذرة باحتمالية فقدان “التحالف السعودي ” زمام التحكم بالخلافات المستفحلة بين أطراف النفوذ هناك (الامارات)، والتي ظلت على مرّ الأشهر الماضية مضبوطة بإرادة خارجية فحواها الحفاظ على التوليفة القتالية غير المتجانسة المنضوية تحت لواء السعودية والإمارات.

اخر التطورات حتى الساعة

انتهت يوم أمس مهلة الأسبوع التي أعطاها ” المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يترأسه “يدروس الزُبيدي” الموالي للإمارات، لحكومة هادي عبد ربه منصور المنتهية صلاحياته في عدن والمدعومة سعودياً، لتبدأ معها اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت حتى الساعات القليلة الماضية، معلنة في يومها الأول عن سيطرت قوات الانتقالي الجنوبي على مقر رئاسة الوزراء في عدن، إضافة إلى السيطرة على معسكر النقل بخور معسكر ومعسكر حديد في كريتر بالمدينة.

كما وسيطرت القوات التابعة للانقلابين المدعومين إمارتياً على حي دار سعد شمال المدينة الاستراتيجي وذلك بعد اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الحماية الرئاسية التابعة لقوات الرئيس المنتهية صلاحياته عبدربه منصور هادي.

واندلعت يوم أمس اشتباكات عنيفة في مديريتي كريتر وخورمكسر في محافظة عدن بين قوات اللواء الثالث حماية رئاسية والحزام الأمني المدعوم إماراتيا وقوات الحرس الرئاسي وذلك بعد منع وزارة الداخلية العدنية التابعة لحكومة داغر أنصار المجلس الانتقالي من إقامة فعالية اعتصام في ساحة العروض.

وفي هذا السياق قال شهود عيان من مدينة عدن إن ثمة انتشارا أمنيا كثيفا لقوات الحرس الرئاسي وحواجز على مداخل المدن الرئيسية وإغلاق للمدارس والمرافق الحكومية ومعظم المحال التجارية، بالإضافة إلى منع الحركة بين مديريتي خورمكسر وكريتر.

من ناحيتها كذبت وزارة الداخلية في حكومة هادي الاقاويل عن سيطرة قوات الانقلاب الجنوبي على المرافق العامة في عدن قائلة إن الأوضاع في عموم مناطق ومديريات عدن “تحت سيطرة قواتها الأمنية والعسكرية”، ودعت المواطنين في المدينة إلى “عدم الانجرار خلف الشائعات” التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.

كما وصفت “قناة اليمن الفضائية” الموالية لهادي أعضاء الانقلابي الجنوبي وانصاره بالـ “المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون” مضيفة ان انصاره يقومون بالاعتداء على مؤسسات الدولة في عدن”، وأضافت أنّ “الأجهزة الأمنية تصدّ هجوماً لمليشيات المجلس الانتقالي على مجلس القضاء والأمانة العامة لمجلس الوزراء في عدن”.

بيان التحالف السعودي

وفي هذا الصدد سارعت قيادة التحالف السعودي الى الهدوء، قائلة في بيان لها مساء السبت إنه يتابع ما يجري من مستجدات وأحداث في مدينة عدن، ودعا كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية إلى التهدئة وضبط النفس والتمسك بلغة الحوار والعمل مع التحالف لدحر ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وجاء ذلك البيان قبل ساعات من انتهاء المهلة التي أعلنها المجلس الانتقالي و”المقاومة الجنوبية” للرئيس عبد ربه منصور هادي لإقالة حكومة بن دغر. وهدد الطرفان الساعيان لـ انفصال جنوب اليمن بالتصعيد ضد الحكومة التي يتهمانها بالفشل وتجويع اليمنيين.

بن داغر يكشف المستور

من جهته رفع رئيس حكومة هادي، أحمد عُبيد بن دغر الصوت عالياً واصفاً ما يجري في عدن بالانقلاب على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية مطالباً الأطراف جميعاً بالامتناع عن “الممارسات غير الواعية” في عدن.

وكشف بن داغر في تغريدات له على تويتر، ان الامارات هي اللاعب الأكثر تأثيرا في الساحة العدنية وهي المسؤولة عمّا يجري في المدينة، قائلا “لابد من كلمة صادقة، لا ينبغي أن تذهب جهود العرب ودماؤهم في اليمن إلى سقوط الوحدة وتقسيم اليمن” مؤكداً أنّ الإمارات هي صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن، منادياً بوقف الاشتباكات فوراً وأن تعود القوات إلى ثكناتها، والعودة إلى حوار بين أطراف الحكم في عدن، وقال “يجب ألا يقبل الحلفاء اليوم تصفية الشرعية التي رعت التحالف لخوض المعركة مع الحوثيين”،.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد انتهاء المهلة التي أعطاها ما يسمى المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات والساعي لفصل جنوب اليمن لإسقاط “الحكومة الشرعية” المدعومة من السعودية والتي دعت إلى التهدئة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى