“ما الدروس التي لا يتعلمها أكثر الناس إلا متأخرًا جدًا؟” طُرِحَ هذا السؤال في موقع كورا(Quora) المتخصص في مشاركة المعرفة و اكتسابها وتحفيز الآخرين ليتعلموا من بعضهم البعض وليفهموا العالم بشكل أفضل.
وقد تولت الاجابة عن هذا السؤال أليسا ساترا؛ الشريك المؤسس لأكاديمية قانون اللاجئين في كورا:
1- الإدراك هو الواقع
نعم إن الطريقة التي يفسّر بها العالم وفهمه يؤثّر مباشرةً في معتقدك وفي طريقة حياتك ، وإدراكك للأمر يؤدي بك إلى التحيز له بقدر ما يقود إلى الفهم ويثير الخوف بقدر ما يخلق الفضول.
هل تريد أن يكون واقعك ضيقًا أم رحبًا؟
هل الجهل ببعض الأمور نعمة أم نحتاج إلى معرفة المزيد؟
الحقيقة هي أن أغلب الناس تريد أن تعرف أكثر حتى ولو كانت أشياء غير محسوسة فالبشر بطبيعتهم يميلون إلى تتبع كل ما هو رائد و يُؤكد المجتمع على أهمية العلم من خلال مقولة “اطلب العلم من المهد إلى اللحد” و لكن لا يكمن التعلم في معرفة فعلنا و استكشافه و إنما في فهم مالا نفهم.
لذا كيف تتعرف على الذي لا تفهمه؟ ابدأ بسؤال نفسك: ما هو الشيء الذي لا أعرفه؟ ما هو الأمر الذي أريد معرفة المزيد عنه؟ فالأهم هو وعيك الكامل بأن الخطأ وارد ففيه يَكْمُن التعلّم.
2- هذا الوقت سيمضي
أفراحك و أحزانك مؤقتة فاستمتع عند السراء وتمتع بها واشكر الله عليها. واعلم بأن الضراء ستزول وأنها ليست النهاية وأن المياه ستعود لمجاريها فالحياة مليئة بالمنعطفات والتقلبات وهي كثيرة المفاجآت.. فلا ننسى أن نستمتع بالطريق الذي يوصلنا لتحقيق غايتنا وأن لا نحصر استمتاعنا على الغاية وحدها.
هناك درس نتعلمه في كل شيء وأظن أنه من الصعب على كثير من الناس وخصوصًا الشباب تقدير الحياة التقدير الذي تستحقه. كم أن ادراك مدى الصعوبات و الأخطاء التي تواجهك هو مفتاح استمتاعك برحلة الحياة، ومن المهم أن تبقى متواضعًا وشاكرًا لكل ما تقدمه لك من متعة.
كل شيء مؤقت فاحصل على أقصى ما تستطيع من السعادة.
3- أهمية العيش في الحاضر
“إن اكتأبت فأنت تعيش الماضي وإن توتّرت فإنك تعيش المستقبل وإن كنت مطمئنًا فأنت تعيش الحاضر” لاو تزو
في كثير من الأحيان يتملكنا الألم على ما مضى أو نميل للقلق مما هو آتٍ. الاهتمام بالمستقبل مهم جدًا و لكن يجب الحذر ألا يطغى اهتمامنا به على الاهتمام بالحاضر. فاللحظات تتحول إلى ذكريات فاستمتع بها طالما أنها في متناول يدك.
عادةً يستغرق الإنسان عمره كله ليدرك أن القلق يهدم ولا يبني.
العيش في الماضي غير مجدي فالفائدة تكمن في أن تكون قادراً على التفكير في نفسك و في ماضيك ولكن الاهتمام الزائد بما واجهك وكيف تخطيته يشعرك بالضيق ويستهلك الكثير من طاقتك العاطفية في الحزن ومحاولة معالجته و التغلب عليه.
التوازن بين التفكير وترتيب أولوياتك المستقبلية وبين اهدار معظم وقتك على الحاضر مهم و ذو قيمة و سيغير حياتك.
4- اعمل ما تحب وأحبّ ما تعمل.
كان هناك لوحة رخامية كبيرة بالقرب من جامعتي في لندن مكتوب عليها هذه الكلمات: (اعمل ما تحب وأحب ما تعمل) وكنت ممتن لمروري بجانب تلك اللوحة عند ذهابي وإيابي كل يوم فأقرأها وأُذكر نفسي بمدى أهمية حب العمل. يعتبر عمل الإنسان ووظيفته جانب مهم من حياته و الذي يكرسها من أجله فمن كان تعيس في عمله فإن تلك التعاسة ستؤثر على جوانب الأخرى في حياته. وحيث أن الكمال محال فمن الضروري أن تجتهد بعملك لتصل بنفسك إلى أهدافك وطموحاتك التي ترضيك.
باختصار: استثمر في نفسك.
ينطبق هذا على بقية جوانب الحياة أيضًا فما هي العادات والهوايات التي تود التوقف عنها؟ وماهي التي تود أن تطورها؟ مهم جدًا أن تكون واعيًا بنوعية الأشخاص والأنشطة المحيطة بك فالمعلومات مثل الغذاء فانتبه لِمَا تغذي به نفسك. والنجاح ليس انجاز لحظي فهو سلسة من اللحظات (و الخيارات) التي تقودنا إلى أعظم اللحظات.
أنت هو الشخص الوحيد الذي باستطاعته اختيار طريقة العيش الصحيحة في ممارسة ما تحب.
لقد أحسن بوب ديلن بقوله: “ما النقود؟! ينجح المرء عندما يصحو في الصباح وينام في الليل و يمارس ما يحب فيما بينهما”.
5- لا تحصل السعادة إلا ببذل الجهد
أسعد الناس هم أولئك الأشخاص الذين يميلون إلى العمل على أنفسهم و تطويرها فالسعادة تتطلب الكثير من الجهد فمتى ما قل الاجتهاد و العمل فقد المرء سعادته. كن حكيمًا في اختيارك ولتكون سعيدًا ينبغي إلى حد ما أن تتحكم في حياتك، بمعنى أن تقرر ألا تكون ضحية و تستخدم كل ما تملك من طاقه على نفسك. سيصعب هذا الأمر عليك في بعض الأحيان و لكن يجب أن ترتقي بنفسك وأن تمضي بها قُدُمًا.
حياتك عبارة عن سلسلة من التطورات و النمو الذاتي.
من أسوء الأمور التي من الممكن أن تقع فيها هو مقارنة نفسك بالآخرين فمن السهل أن تقع فريسة للغيرة و أن ترغب في الحصول على ما عند غيرك خاصة في ظل تعاملنا مع وسائل التواصل الاجتماعي. ينبغي عليك أن لا تنسى بأن الناس يميلون إلى إظهار الجزء الأفضل من حياتهم. فأنت تظلم نفسك عندما تشاهدهم و ترغب بما لديهم أو تريد أن تكون مثلهم. فهذا الأمر لا يصرف انتباهك عن تقدير ما لديك فحسب بل لا يضيف أي تطور إلى نفسك و غالبًا ما تخطئ في احساسك عن حياة شخص ما وحتى إن لم يكن كذلك ركز على نفسك فالرحلة هي رحلتك و الطريق الذي تسير فيه هو طريقك الذي يجب أن تهتم به.
السعادة تحتاج ممارسة سواء بتعلمك طريقة لِحُب الذات أو بِخلق عادات جديدة تحبها، كلاهما يتطلب ممارسة.
وعليه لديك حياة واحدة فقط فاجتهد لتجعلها أفضل.