اهالي الرقة يطالبون بعودة مؤسسات الدولة ووقف سيطرة القوات الكردية

طالب أهالي الشمال السوري بدخول الجيش العربي السوري إلى مناطقهم التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، وأعلنوا أن الدولة السورية هي السلطة الشرعية الوحيدة، وسط أنباء عن انشقاقات في صفوف القوات الكردية.

في هذا السياق كشف أمين سر الجبهة الوطنية التقدمية رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالرقة عيد الدرويش، في حديث خاص لـ “سبوتنيك”، نقلاً عن مصادر أهلية، أن سكان المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال سورية يطالبون بدخول الجيش السوري وعودة مؤسسات الدولة السورية، فيما انشقت أعداد كبيرة من مسلحي “قسد” الأكراد والعرب وعادوا إلى حياتهم الطبيعية بعد طرد تنظيم “داعش” من تلك المناطق.

واستبعد الدرويش وقوع صدامات عسكرية بين الجيش السوري و”قسد” في المرحلة القادمة، كون ذلك يعني تصادماً أمريكياً مع الجانب الروسي وهو ما تتجنبه الولايات المتحدة التي سحبت قبل نحو أسبوعين 400 جندي من شمال سوريا، مشيراً إلى أن الحياة بدأت تدب في مناطق واسعة من ريف محافظة الرقة بعد عودة الأهالي المهجرين إلى قراهم وأراضيهم وممتلكاتهم ودخول المؤسسات الحكومية وبدء عملها بشكل رسمي في تلك المناطق.

وأضاف الدرويش أن هناك أعداد كبيرة من أهالي ريف الرقة الشمالي انضموا إلى “جيش العشائر” تحت إشراف الجيش العربي السوري، وأن هؤلاء لا يقبلون بوجود أي قوة سوى الجيش السوري ومؤسسات الدولة السورية، لافتاً إلى أن الأمور تسير بعيداً عن الصدام العسكري وأن الكثير من العناصر الكردية الذين تعاونوا مع القوات الأمريكية أدركوا أنهم مخدوعون وبدؤوا بالانخراط مجدداً بمؤسسات الدولة السورية.

وحول الأنباء عن نية انضمام “قوات سوريا الديمقراطية” إلى الجيش السوري، أوضح رئيس اتحاد الكتاب العرب أن هذا الموضوع بحاجة لبعض الوقت وبعد أن تتضح نتائج اجتماعات أستانا وسوتشي القادمة، لافتاً إلى أن مجريات الميدان والانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه وظهور القطب الروسي كقوة مؤثرة ورئيسية في مجريات الحرب على الإرهاب غير كثيراً من خارطة الصراع الدولي في المنطقة، فيما يلهث الجانب الأمريكي إلى الحل السياسي بعد أن غير الميدان السوري المسار التفاوضي لصالح دمشق وحلفائها.

وأوضح أمين سر الجبهة الوطنية التقدمية أن بعض التيارات السياسية الكردية تعاونت مع الجانب الأمريكي في محاولة لرسم ملامح كونفدرالية في الشمال السوري، فيما بذلت واشنطن كل ما تستطيع لتحقيق ذلك من إثارة للنعرات الطائفية والعرقية بين السكان وتدمير البنى التحتية وتهجير أهالي المنطقة الأصليين وخاصة في محافظة الرقة التي لا تضم سوى نسبة قليلة من المكون الكردي، لكن كثيراً من الأكراد السوريين لم ينخرطوا في هذا المشروع إدراكاً منهم لهذه الخدعة، على حد قوله.

وكان الرئيس المشترك لـ “مجلس سوريا الديمقراطية” رياض درار صرّح، الشهر الماضي، أن “قسد” ستنضم للجيش السوري مستقبلاً وهو من سيتكفل بتسليحها، فيما نفت مصادر من “قوات سوريا الديمقراطية” لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية  منذ أيام ما تناقلته وسائل إعلام عن مفاوضات حول انضمام “قوات سوريا الديمقراطية” للجيش العربي السوري، وأكدت أنها حليف أساسي للولايات المتحدة الأميركية، لكن الأمور تبقى رهن المفاوضات القادمة وما ستؤول إليه طاولة الحوار السوري السوري، بحسب مراقبين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى