شهدت ساحة المسجد الحسيني الكبير عقب صلاة الجمعة تظاهرة حاشدة لقرابة عشرين الف مواطن عربي اردني وفلسطيني خرجوا لنصرة القدس التي يبدو ان جمرها لا زال متوهجا تحت رماد الهزائم العربية منذ احتلالها من قبل موشية دايان وجولدا مائير وبقية الاوباش .
فالوجع المقدسي قد اثار حنين جماهير الاردن من شتى اصولها ومنابتها لزمن الهدير القومي العربي في منتصف القرن الماضي، زمن الثورات على الاستعمار والاستعلاء القومي بلون قوس قزح الدولة الاموية والعباسية والفاطمية .
عاد لساحة الحسيني ما يشبه صليل سيوف خالد وصلاح الدين ومدافع ناصر وكرامة الحسين وابي عمار وقادسية صدام ووهج المقاومة الفلسطينية بيروت بالثمانينات ونصر حزب الله وكبرياء حماس وشموخها وعودة روح بدر وشقيقاتها من انتصارات زاهية بدل هذه الردة النفطية الغبية .
زأرت الجموع الشابة ممن ولدت خارج الوطن الام فلسطين التاريخية من النهر للبحر ، ومن احفاد من قضوا على اسوار القدس من ابناء القبائل الاردنية ، وعضوا جميعا على القدس بالنواجذ بساحة الحسيني تلك التي تأبى ان تكون ممرا عابرا لزمن قومي انقضى، كما توهم ترمب والصهاينة وصبيان النفط المسعور .
فساحة الحسيني بعمان ما هي الا بوابة من بوابات القدس، ومفتاح ذهبي من مفاتيحها السحرية، والاجيال الاردنية الشابة سئمت الانتظار حتى الاحتضار انتظارا لحلول سلمية واستسلامية وهمية خدرت الامة ردحا طويلا من الزمن .
فها هي الاجيال الجديدة تصنع قدرها الجديد وثوريتها العارمة، فتتمرد على الذل والاستسلام والانهزام لانها أجيال عابرة للخوف والخنوع والهزيمة والعار القومي الذي حاولوا عبثا زرعه في قلب هذه الامة الولادة .
هي اجيال تحتاج لطاقة التنشيط بدروس الكيمياء ، لكي تشعل بركان الغضب العربي انتصارا لبيت المقدس ، فمن هناك يعود الرماد جمرا ، وتتحفز مآذن الاقصى لأستقبال احفاد من غادروا الجسر ذات غفوة قومية وهجعة خمرية عربية تشبه سكرة جدنا امرؤ القيس .
ستتجاوز هذه الاجيال بثأرها الناجز كل ثارات كليب والحسين، وستنجز الوعد الصادق، وتقول مع كليب جملته الدموية للزير :- لا تصالح ، وتردد بلا تردد مع المختار الثقفي :- يا لثارات الحسين حينما أجهز على كل الطغاة من قتلة الحسين .
أنها أجيال عابرة للثأر المقدس فيها من وهج الزير ما يفل الحديد، ومن ثورة انصار الحسين ما يبدي كل كلاب يهود وأذنابهم من زعامات أدمنت العهر ولعق الخمر بأحذية بنات سالومي العاهرة اليهودية الابدية .
ان لم تسطع الاحرف نجوما زاهرة لنصرة القدس فلمن اذا نتوهج أدبا وثقافة وعطاء أدبيا يسري بشرايين ابطالنا وشبابنا الثوري صادق الوعد والعهد ، ويابى هذا الحسيني الكبير الا ان ينتصر لثارات القدس ، ويغسل عارنا ونهارنا القومي دامس الحلكة.. فعمان سيدة العواصم وهي اليوم تزهو على الرياض والقاهرة وكل عواصم الامة النائمة ، ومنها يتم أتخاذ قرار النصر على أيدي شبابها الغر الميامين المحجلين، وجيشها العربي المصطفوي الأمين.
أنها الحرب بمختلف الاشكال حيث لا خيار غيرها، وان غدا لناظره قريب ، وابشري يا زهرة المدائن بقرب الفرج وعاجل النصر على قلوب شباب الاردن الشجعان وزنودهم القوية التي تهز سيوف النصر، وحاديها صرخة كليب الدموية للزير سالم :-لا تصالح .