اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأربعاء أن رئيس الحكومة سعد الحريري “محتجز” في السعودية، وأن وضعه يعد انتهاكا لحقوق الإنسان، معربا عن استعداده للتفاوض حول استقالة الحريري.
وقال عون -أمام المجلس الوطني للإعلام- إن الحريري الذي قدم استقالته من الرياض في الرابع من الشهر الجاري “محتجز وموقوف في السعودية” مضيفا “نعتبر ذلك عملا عدائيا ضد لبنان”.
وتابع الرئيس اللبناني “مستعدون للتفاوض حول استقالة الحريري شرط عدم المساس بالسيادة والأمن اللبنانيين”.
كما اعتبر عون أن ما يحصل مع الحريري يعتبر انتهاكا لاتفاقية فيينا وشرعة حقوق الإنسان، لأنه لا يمكن توقيف أحد بدون سبب.
وفي التفاصيل أكد رئيس عون أن “الرئيس سعد الحريري محتجز وموقوف في السعودية، ونعتبره عملاً عدائياً ضد لبنان”، مشيراً إلى أن “الحريري وعائلته مقيدو الحرية والحركة، وهم تحت المراقبة”، ومشدداً على أننا “سنواصل السعي لعودة الحريري بفضل الوحدة الوطنية التي تجلت بأبهى مظاهرها”.
وقال، امام وفد وسائل الاعلام: “لبنان سيقوم بكل ما عليه للمطالبة بالافراج عن الرئيس الحريري، ويتواصل مع الدول العربية والغربية بهذا الغرض”.
وشدد الرئيس عون على أن “ما يجري مع الرئيس الحريري في السعودية من احتجاز لحريته يمس كرامة كل اللبنانيين”.
وأضاف: “مستعدون للحوار والنقاش مع الحريري في ما جاء في مضمون استقالته، شرط عدم المساس بالسيادة والامن اللبنانيين”.
وقال عون : إن السعودية تحتجز أيضا أسرة سعد الحريري، ونحن لم نطالب بعودتها في السابق، لكننا تأكدنا أنها محتجزة أيضاً ويتم تفتيشها عند دخول أفرادها وخروجهم من المنزل.
ولفت إلى أن “الوضع المالي والنقدي منضبط ولا داعي للخوف بهذا الشأن”… مشدداً على “ان الوحدة الوطنية هي المدخل الفعلي للاستقرار ولا خوف على السوق المالية والوضع اكثر من جيد حتى على صعيد الواردات والصادرات”.
وفي هذا السياق يقوم وزير الخارجية الفرنسي، اليوم الأربعاء ، بزيارة للمملكة العربية السعودية، يلتقي خلالها عدد من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب.
وقالت وكالة “فرانس برس” إن الوزير، جان إيف لودريان، من المقرر أن يلتقي برئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري.
كما أنه من المقرر أن يلتقي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، وكذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، آنييس روماتيت أسبانيي، قالت إن “الوزير لودريان يصل اليوم الأربعاء للسعودية، في زيارة تستمر لغد الخميس حيث سيلتقي بالملك سلمان وبولي العهد محمد بن سلمان وبنظيره عادل الجبير”.
وأضافت أسبانيي أن “الوزير لودريان سيتطرق مع السعوديين لموضوع كيفية تعزيز التعاون المشترك في كل المجالات، خاصة الاقتصادي والسياسي والثقافي، وذلك ضمن إطار رؤية 2030 التي أعلنت عنها السعودية. وكذلك تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في محاربة الإرهاب”.
وكان جبران باسيل، وزير الخارجية قد صرح أمس بأن بلاده قد تعلن خطوات جديدة إذا لم يرجع رئيس الوزراء المستقيل من السعودية قبل الأحد المقبل، ودعا الاتحاد الأوروبي وفرنسا إلى تأمين عودة الحريري لإنهاء حالة الشك ودعم استقرار لبنان.