51 عامًا على معركة “السموع” التي مهدت لعدوان حزيران عام 67

بعد51 عامًا لم ينسِ الفلسطينيون مشاهد “معركة السموع 1966” التي وقعت قرب بلدة السموع الفلسطينية جنوبي مدينة الخليل.

روايات أهالي السموع أفادت بأن جيش الاحتلال، حوّل البلدة لـ “كومة من الحجارة بعد أن فجّر أغلب منازلها بشكل متزامن، قبل انسحابه من المعركة التي دارت رحاها عدة ساعات مع أفراد من الجيش الأردني الذي كان متواجدا في الضفة الغربية آنذاك”.

بدأت “معركة السموع”، بهجوم واسع صباح يوم 13 تشرين الثاني 1966 شنته قوات الاحتلال على قرية السموع، والتي كانت تحت الإدارة الأردنية، حيث اجتاز “رتلان” من الدبابات حدود الهدنة 1948 برفقة الطيران الإسرائيلي ووجهتها إلى السموع، لما ادعت إنه ردٌ على عمليات فدائية استهدفت الاحتلال في ذلك الوقت.

وقد عمد الاحتلال قبل انسحابه من البلدة إلى نسف قرابة 100 منزل في السموع، بعد زرعها بالألغام بالإضافة الى المدرسة والعيادة الصحية، بعد أن لجأ المواطنون العزل لداخل الكهوف، بالتزامن مع القصف بالمدفعية، وفقًا للحاج صالح.

ويقول محمد البدارين (باحث من بلدة السموع)، إن سبب اندلاع المعركة يعود لادعاء الاحتلال بأن آثار أقدام الفدائيين الذين نفذوا عملية تفجير داخل الأراضي المحتلة بتاريخ 2 تشرين الثاني 1966 قادهم إلى بلدة السموع.

وذكر البدارين، وهو من قلائل من وثّق كتابات عن معركة السموع، أن الهدف الحقيقي منها “فحص إمكانية الجيش الأردني وردود الفعل العربية والدولية؛ خاصة أن المعركة جاءت قبل فترة وجيزة من شن حرب الـ 1967”.

واستدرك في حديث سابق لـ “قدس برس” بالقول ان الطرفين لم يعلنا عن الخسائر الحقيقية للمعركة، ففي الوقت الذي أعلن الجانب الأردني عن مقتل ما بين 6 الى 20 من جنوده، أعلن الاحتلال عن مقتل جندي واحد”.

ورأى أن ذلك يعني بأن الجنود الأردنيين الذين وصلوا إلى أرض المعركة، قُتلوا جراء القصف من الطيران، متابعًا: “عدد الشهداء من الجيش الأردني يصل وفقًا لمصادر فلسطينية إلى 200 جندي”.

ولفت الباحث الفلسطيني النظر إلى أن خسائر جيش الاحتلال “فاقت الأرقام التي تم الإعلان عنها”، مضيفًا: “أعلن الناطق العسكري باسم الجيش الأردني في حينه إيقاع 50 جنديًا إسرائيليًا بين قتيل وجريح، وتدمير 10 دبابات إسرائيلية و12 مركبة مصفحة”.

وأوضح أن من بين شهداء معركة السموع أربعة مدنيين وستة فلسطينيين كانوا جنودًا في الجيش الأردني؛ اثنان من رام الله، وآخرين من دورا قضاء الخليل وخامسًا من نابلس، وجنديًا من بئر السبع كان يقطن في مدينة مادبا الأردنية.

ووفقًا لما وثقه الباحث بدارين (اعتمد على مراجع أردنية وفلسطينية وشهود عيان عايشوا المعركة)، فإن جيش الاحتلال دمّر في معركة السموع 125 منزلًا.

الحاج صالح أبو سيف (65 عامًا)، من بلدة السموع، لم ينسى مشهد الجنود الأردنيين الذين قتلوا وحولهم أكوام من الذخيرة الفارغة التي استخدموها ضد جنود الاحتلال، وآثار دماء القتلى والمصابين الإسرائيليين، وكيف شارك مع الشبان في مساندة طواقم الإسعاف الأردنية ونقل المصابين بعد انسحاب الاحتلال من البلدة”.

وأفاد أبو سيف خلال حديثه عما جرى لـ “قدس برس”، بأن صباح ذلك اليوم، شهد دخول آليات الاحتلال لبلدة السموع والسيطرة على المناطق المرتفعة منها، وسط إطلاق نار كثيف استهدف منازل المواطنين وكل من يتحرك.

وأضاف: “كان موقع الجيش الأردني يبلغ القيادة بمجريات الأمور، وكان الرد في البداية راقب وانتظر، حتى وصلت آليات الاحتلال إلى مشارف السموع”.

واستطرد الشاهد الفلسطيني: “بعد ذلك تحركت كتيبة للجيش الأردني عن طريق يطا وأخرى عن طريق الظاهرية صوب بلدة السموع وتعرضتا لقصف الطيران الإسرائيلي”.

وأوضح أن المعركة دارت بين أفراد من الجيش الأردني ممن استطاعوا الوصول للبلدة والجيش الإسرائيلي، واستمرت لأربع ساعات في وسط السموع في حالة صمود ودفاع مستميت من العناصر الأردنية”.

وشدد على أن الجنود الأردنيين “خاضوا اشتباكات قوية وصعبة مع جيش الاحتلال، ورفضوا الانسحاب وترك المواطنين في السموع (…)، عثر الفلسطينيون على جثث الشهداء وكانت إصاباتهم كلها في الوجه والرأس”.

وأكد أن الاشتباكات أوقعت العشرات من القتلى والمصابين في صفوف جيش الاحتلال؛ “بينهم قائد عملية اقتحام بلدة السموع”، لافتًا النظر إلى أن الاحتلال “تكتم” على خسائره.

وكان جيش الاحتلال، قد أعلن حينها أن خسائره اقتصرت على مقتل قائد المعركة الضابط “يواف شاهام”، إلا أن كتابات المؤرخين أفادت بأن الاحتلال مُني بهزيمة كبيرة خلال المعركة، ولم يستطع تحقيق أهدافه بسبب الخسائر التي لحقت به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى