عودة ام كلثوم في صوت وصورة احدى حفيدات شقيقتها

بعد 42 عاماً من وفاة “كوكب الشرق”، سيدة الغناء العربي الفنانة أم كلثوم، برزت نجومية الفتاة سناء نبيل، لتعيد للأذهان صوتاً من الزمن الجميل.

“سناء” التي لم تتجاوز 15 عاماً، هي ابنة حفيدة أخت أم كلثوم، كل من يسمعها أو يتأمل في ملامحها يتأكد أن هناك صلة قرابة بينها وبين الراحلة أم كلثوم، وكأن الأخيرة بعثت من جديد في صورة هذه الموهبة، وفقاً لوكالة الأناضول للأنباء.

وأم كلثوم هو لقب أشهر مطربة مصرية في القرن العشرين، فاطمة البلتاجي، التي ولدت بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في العام 1900 (بحسب روايات متواترة)، وتوفيت بالقاهرة في 3 فبراير 1975، ولها عدة ألقاب، منها سيدة الغناء، وكوكب الشرق، وقيثارة الشرق، وبدأت مشوارها الفني في سن الطفولة، واشتهرت عربياً وعالمياً.

“أفرح لما أسمع إني خليفة أم كلثوم، والمسؤولية تكبر عندي؛ لأني أتمنى أن أحصل على جزء من نجاحها”، بهذه الكلمات تبدأ سناء حديثها وسط مجموعة من مقتنيات أم كلثوم، بينها معطف ونظارة شمسية وحقيبة يد وصور نادرة.

سناء نبيل لم ترث مقتنيات أم كلثوم أو بلدتها فقط، بل وغناءها وثقة تجري في عينيها وصوتها وهي تشدو بأغنية كوكب الشرق “فكّروني”.

تعلو سناء بصوتها ذي النبرة العريضة، وهي تغني طرباً “كلموني تاني عنك، فكروني.. فكروني، صَحّوا نار الشوق في قلبي وفي عيوني”.

وتعود سناء لتعزف بحبالها الصوتية باقي الأغنية وتصدح بصوت آهات كلثومية: “رجّعوا لي الماضي بنعيمه وغلاوته وبحلاوته وبعذابه وبقساوته”.

وهذه الأغنية التي غنّتها أم كلثوم للمرة الأولى في 1 كانون اول 1966، تعتبر من أقرب أغاني كوكب الشرق التي تحبها سناء نبيل، التي تقول إنها بدأت تحفظ وتسمع أغانيها منذ عمر 9 أعوام.

ولا ترتبط الفتاة فقط بمقتنيات أم كلثوم في منزلها، ولكنها تراها كل يوم في غدوها ورواحها من وإلى المدرسة عبر تمثال يخلد كوكب الشرق بأحد الميادين قرب منزلها.

حفلات وجوائز

وقفت سناء نبيل، وهي لا تزال طالبة في الصف الثالث الإعدادي، على مسارح عدة للغناء بمدينتها السنبلاوين، مسقط رأس أم كلثوم، أو بمسارح كثيرة بينها الأوبرا المصرية أكبر محفل غنائي رسمي في البلاد.

ولا تنكر الفتاة أن كونها قريبة الصلة بنسب وصوت أم كلثوم، منحها فرصة كبيرة لأن تظهر في وسائل إعلام وصحف بمصر وسط دعم كبير من أختها ووالديها.

جاءت مع والدها إلى مايسترو الأوبرا المصرية سليم سحاب، وفور أن سمعها الأخير وهي تغني أقر بموهبتها، وفق سناء، التي تقول: “أعجب بصوتي وأدائي”.

صوتها القوي أيضاً كان سبباً في اختيارها من مايسترو الإنشاد بالأوبرا، أحمد عبد الله، ورئيستها إيناس عبد الدايم، لتمثيل بلادها في مهرجان المقامات الدولي، الذي عقد في أذربيجان نهاية أكتوبر الماضي، وحصدت المركز الأول كأحسن صوت، وأفضل أغنية وطنية.

وتقول سناء إن المنافسة بالمهرجان كانت صعبة، لا سيما مع تنوع الجنسيات، لكن الصوت والموهبة كانا سببين للفوز.

وتعرب عن فرحتها بمشاركتها في حفل غنائي بالمسرح المكشوف الشهير بـ”الأوبرا”، مشيرةً إلى أنها حصدت شهادات تقدير كثيرة، فضلاً عن أكبر مكافأة مالية تقدر بنحو ألفي جنيه (115 دولاراً أمريكياً).

ولا تميل “سناء” إلى الأغاني الشعبية، وهي كلمات باللغة العامية دائماً، ويحمل بعضها كلمات ركيكة وإيقاعات سريعة، فيما تحب الأغاني ذات المغزى، وتأمل أن تقدم أغاني التراث بموسيقى شبابية، قبل أن تستدرك: “هذا أمر صعب لكن سأحاول”.

حلم 2027

بعد 10 سنوات، وفي 2027، تحلم سناء نبيل أن تحقق جزءاً من نجاح أم كلثوم..

ورغم سنها الصغيرة إلا أنها مصرة على أن تتربع على عرش الغناء، وربما القدر يمنحها يوماً ما وساماً، وتوصف من جديد بأنها كوكب جديد يولد للشرق في مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى