حزب الله يشعل الخلاف بين الوزير ليبرمان وقيادة الجيش الاسرائيلي

كانت بداية المواجهة بجدال مهني لا أحد يعلم كيف ظهر. فقد أطلقت صبيحة السبت الماضي من منطقة القنيطرة السورية، خمس قذائف صاروخية في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من هضبة الجولان.

وكان هذا الحادث غير عادي من حيث عدد القذائف التي سقطت في الجانب الإسرائيلي، مما طرح امكانية ألاّ يكون هذا عشوائيا وانما عملا مقصودا.

وكشف وزير الامن الإسرائيلي ليبرمان الذي كان في واشنطن نهاية الأسبوع المنصرم، إذ صرح مساء السبت الماضي من هناك بأن إطلاق القذائف الصاروخية الخمسة تم من قبل خلية محلية في منطقة القنيطرة بإيعاز من حزب الله بدون اطلاع القيادة السورية على ذلك.

وأعرب ليبرمان عن اعتقاده بأن إطلاق القذائف جاء ردا على قصف إسرائيلي لثلاث بطاريات مدفعية في سوريا بعد أيام ردا على إطلاق الدفاعات الجوية صاروخا باتجاه طائرة استطلاع إسرائيلية كانت تحلق فوق الاجوار اللبنانية.

وأما الدافع الآخر وراء تقديرات ليبرمان التي كشف عنها يعود الى ان حزب الله اكتسب معنويات عالية على ضوء التقدم الميداني للجيش الحكومي السوري والدعم الإيراني والروسي الذي يتمتع بهما.

أما الجيش الإسرائيلي فيؤكد انه لم يتلقى لغاية الآن أي معلومات استخباراتية تشير الى صحة ما صرح به ليبرمان من تورط حزب الله بإطلاق القذائف الخمس.

ورغم هذا فقد شعر وزير الامن بصحة أقواله وتمسك بها اكثر فأكثر. وعند عودته من الولايات المتحدة، كرر الوزير اثناء جلسة لقيادة حزبه “يسرائيل بيتينو”، مجددا ان نصر الله هو من يقف وراء اطلاق هذه القذائف الخمس.

وكان بوسع ليبرمان التراجع عن تصريحاته الأولية في هذا الشأن نظرا لأن إطلاق القذائف الصاروخية تم في ساعة مبكرة من صباح السبت، في الوقت الذي لم تكن فيه مواجهات في منطقة القنيطرة ولهذا فإن الامر يبدو على انه عن طريق الخطأ.

ولكنه فضل من تلقاء ذاته الادلاء بتقديراته التي كان لها ان تعتمد أولا على معلومات تلقاها من شعبة الاستخبارات العسكرية لدى الجيش الإسرائيلي عبر رئيس هيئة اركان الجيش.

وفي خضم هذا التناقض بين تصريحات وزير الامن الإسرائيلي وما يتوفر من معلومات استخباراتية لدى الجيش الإسرائيلي، طولب مسؤول شعبة الاستخبارات “امان” هيرتسي هاليفي عدة مرات للتطرق الى هذا الموضوع وكان في كل مرة يؤكد انه ما من معلومات لدى شعبة الاستخبارات العسكرية تؤكد تصريحات وتقديرات وزير الامن بأن إطلاق القذائف الصاروخية الخمس صبيحة السبت بإيعاز من حزب الله.

ويرى المراقبون ان هذا التباين بين موقف وزير الامن وقيادة الجيش الإسرائيلي لا يتلخص فقط في هذه المواجهة فقط، وانما يبدو جليا في دعم الوزير ليبرمان بالعفو عن الجندي ازاريا الذي قتل الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في الخليل العام الماضي، في حين ان رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي اكتفى بتخفيف حكم الجندي بأربعة اشهر وليس الاعفاء عنه.

ويعتقد المراقبون ان الهدوء الذي ساد العلاقة بين الوزير ليبرمان وقيادة الجيش على مدار سنة وخمسة اشهر، أي منذ تولي ليبرمان لحقيبة الامن، يقارب على الانتهاء ومن المرجح ان نشهد مواجهات أخرى قادمة بينه وبين قيادة الجيش، على الأقل في الفترة حتى نهاية فترة رئيس الأركان الحالي ايزنكوت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى