بعد 100 سنة على اعلانه .. قراءة جديدة لوعد بلفور

كلنا يعلم أن القرن التاسع عشر كان بداية للتحرك الاستعماري والصهيوني في الوطن العربي وخاصة الأطماع القديمة الجديدة في فلسطين والمشرق ولم تكن الحروب الصليبية المتعاقبة بالإضافة لاتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور المشئوم إلا نموذجا وشاهدا حيا ودليلا قاطعا على هذه الأطماع وتداعياتها الإجرامية على الوطن والأمة.

لذلكما تزال حاجتنا إلى معرفة الكثير من الأمور الأساسية المتعلقة بالعدو الصهيوني بالرغم من الكثير من الدراسات والأبحاث التي قدمتها المطابع العربية والأجنبية وتناولت القضية الفلسطينية منذ نشأة الحركة الصهيونية وتداعياتها على الوضع الفلسطيني والعربي بشكل خاص وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي يشكل عام.

لكن الجزء الأهم من الحقيقة العلمية لم يتم تناوله بالتحليل والتأصيل كحقيقة لا يمكن تجاهلها مهما استمر تفكك الأمة وجهلها وخاصة بعد انتصار حرب تشرين التحريرية التي زرعت بذور الانتصارات بعد احتضان المقاومة من قبل سورية التي حصدت انتصارات المقاومة في لبنان في العام  2000 وفي مواجهة عدوان تموز والصمود أمام ثلائة حروب صهيونية على قطاع غزة المحاصر بعد تعميم ثقافة المقاومة والصمود وامتلاك إرادة القتال بالإمكانيات المتواضعة وعلى قاعدة إن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس نزاع مع العدو المحتل على حدود .

وانطلاقا من هذه المعادلة فإن الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة لم يكن أعلن قيامه بوعد بلفور فقط  ولن تقوم دولة فلسطين بوعود وقرارات دولية فقط  الأمر الذي يتطلب قراءة مغايرة لوعد بلفور ودوره في قيام الكيان اللقيط بعيدا عن الشعارات والتفسيرات المريحة للذات لكونها تُبعِد المسؤولية الذاتية – الفلسطينية والعربية والإسلامية – عما حل بنا خلال قرن الزمن كوارث هذا الوعد وتداعياته الإجرامية.

لذلك من المفيد استحضار المناسبات والأحداث التاريخية ذات الصلة بقضيتنا الوطنية وخصوصا التي مثلت محطات ومنعطفات أثّرت على مسار القضية الفلسطينية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .

ومن المعروف أن لم ندرس أو نقرأ التاريخ لا نستطيع فهم الحاضر ولا استشراف المستقبل .

وها نحن اليوم أمام مناسبة من المفروض إحالتها للتاريخ بعد مرور 99عاماما تتمثل بوعد بلفور المشئوم لمراجعة وفَهِم كيف فسر وأُوِّل العقل العربي والفلسطيني هذا الوعد البريطاني المشئوم.

وقد تعودنا في كل ذكرى أن نصب جام غضبنا على بلفور الذي وعد اليهود يوم الثاني من تشرين الثاني 1917 بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين واعتبرنا أن الكيان الصهيوني قام بسبب هذا الوعد متجاهلين أسباب الوعد الحقيقية والظروف والملابسات التاريخية في النصف الأول من القرن العشرين والأهم من ذلك دور العامل الذاتي الصهيوني الذاتي في قيام هذا الكيان المصطنع في فلسطين المحتلة.

لا يمكن أن نفصل وعد بلفور عام 1917 عن اتفاقية سايكس -بيكو 1916، ولا عن محادثات أو تفاهمات حسين – مكماهون في نفس العام ولا عن تفاهمات فيصل – وايزمان 1919 والاهم من ذلك ما كان وعد بلفور أن يكون وما كان للكيان الصهيوني أن يقوم لولا وجود الحركة الصهيونية التي وحدت كل التيارات والتوجهات الصهيونية نحو هدف واحد وأعلنت منذ مؤتمرها الاول في بازل في سويسرا عام 1897 أن هدفها قيام دولة صهيونية لليهود في فلسطين .

صحيح أن وعد بلفور شجع الصهاينة على الهجرة إلى فلسطين وخصوصا أن بريطانيا التي أطلقت هذا الوعد هي احتلت فلسطين لتحقيقه بعدما كلفت عصبة الأمم المتحدة بريطانيا بالانتداب على فلسطين في ظل وضع عربي صعب خلال الربع الأول من القرن العشرين ولم يكن من القوة ما يؤهله للوقوف في وجه الهجرة الهجرات الصهيونية المتعاقبة والمخططات الاستعمارية بل كانت معظم الأنظمة متواطئة معها.

ولكن صحيح ايضا أن اليهود لم يركنوا فقط إلى وعد بلفور بل بذلوا جهودا ذاتية كبيرة ليحققوا حلمهم بقيام دولة هذا الكيان المزعومة وخاصة إن الاستيطان بدأ في فلسطين قبل وعد بلفور منذ بداية العشرينيات بعدما نظم الصهاينة أنفسهم وأقاموا مؤسسات مثل المنظمة العمالية اليهودية ( الهستدروت) واقاموا جامعة خاصة بهم عام 1925 ونظموا انفسهم في عصابات صهيونية مقاتلة مثل “شتيرن” والهجانة” و”الملباخ”، وقاموا بعمليات إرهابية ضد العرب وارتكبوا مجاز جماعية بحق معظم سكان المدن والقرى الفلسطينية لطردهم خارج البلاد وتحقيق اهدافهم في توطنين المستوطنين كما اعتدت على الجيش البريطاني وبعض قادتهم صدر بحقهم أحكام بالإعدام من البريطانيين .

وخلال حرب 1948 دفع مجرمي الحرب الصهاينة للحرب عددا من كبير من عصاباتهم المقاتلة أكثر من مجموع السبع جيوش العربية التي ذهبت للقتال في فلسطين ومارسوا عمليات قتل وترويع وإرهاب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني سكان البلاد الأصليين .

وبعد الحرب وقيام وإعلان قيام الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة ولم يُرهن مجرمي الحرب الصهاينة أنفسهم بدولة أجنبية بعينها بل أسسوا جيشا قويا وامتلكوا السلاح النووي وخاضوا عدة حروب عدوانية على الفلسطينيين والدول العربية وارتكبوا لكثر من المجازر والمذابح الجماعية لتحقيق هذا الهدف الخ.

نقول ذلك لنبدد المغالطة عند البعض بأن هذا الكيان المصطنع قام نتيجة وعد بلفور وتوازنات وقرارات دولية – مثل قرار التقسيم وبالتالي فإن دولة فلسطين ستقوم فقط من خلال العمل الدبلوماسي ووعود وقرارات دولية مزعومة مع إسقاط أو تجاهل وإلغاء دور الجماهير سواء من خلال المقاومة المسلحة أو الشعبية السلمية بل نجد في البعض من النخب السياسية مَن يحتقر الثقافة والهوية الوطنية وهؤلاء يراهنوا فقط على العامل الخارجي للوصول إلى الدولة المنشودة وليس على شعبنا وامتنا وقواه المقاومة وأصدقائه من أحرار العالم.

إذن القراءة المغلوطة للتاريخ ووعد بلفور نموذجا -والغلط هنا ليس بالضرورة نتيجة جهل بل قد يكون تغليطا وتفسيرا موجها لخدمة سياسة ما قد يؤدي لنهج سياسي خطيرو في هذا السياق من حقنا أن نتساءل : ماذا لو اعترفت عشرات الدول بدولة فلسطينية وأصدرت عشرات القرارات تدعوا لقيام دولة للفلسطينيين؟ فهل سيتسحب العدو الصهيوني لإقامة هذه الدولة تلقائيا؟ أم سيحتاج الأمر للفعل الذاتي للشعب الفلسطيني متجسدا بكل أشكال المقاومة وفي مقدمتها الكفاح المسلح لمواجهة ومقاومة هذا العدو لفترة زمنية قد تطول وقد نخوض المزيد من الحروب مع الاحتلال؟

والخلاصة :

لا نقلل من قيمة التحرك السياسي على المستوى الدولي ولكن هذا التحرك وما ينتج عنه من اعترافات دول وقرارات دولية بدولة فلسطينية لن يؤدي لوحده لقيام دولتنا المنشودة

تعتبر القضية الفلسطينية من أهم القضايا الراهنة المطروحة على الساحة السياسية الدولية  وقد برزت منذ القرن 19 على أثر نشأة الحركة الصهيونية .

فكيف برزت هذه القضية ؟ وما أهم التطورات التي عرفتها ؟ وما أبرز مظاهر الصراع العربي الصهيوني ؟

1 –  نشأة المنظمة الصهيونية وأهدافها :

الصهيونية حركة سياسية عالمية استهدفت إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ويعتبر و” تيودور هيرتزل  ” هو مؤسس الحركة الصهيونية وقد دعا إلى ضرورة تكوين وطن قومي لليهود وفي عام 1897 عقد في بال في سويسرا المؤتمر الصهيوني الأول الذي انبثقت عنه المنظمة الصهيونية العالمية التي اعتمدت على مجموعة من الأجهزة لتحقيق حلمها الرامي الى تأسيس وطن قومي لليهود بأرض فلسطين.

فأنشأت ” الوكالة اليهودية  ” التي تشرف على تنظيم الهجرة إلى فلسطين واستيطانهم لها  ثم ” الصندوق القومي اليهودي ” الذي يقوم بشراء الأراضي في فلسطين كما تم تأسيس المزيد من العصابات الإجرامية الصهيونية المسلحة التي اعتمدت علة المجازر والمذابح الجماعية في مختلف المدن والقرى والبلدات الفلسطينية ومن أهمها  “الهاغانا ” وشتيرن ” وغيرها .

2 -التحالف الصهيوني البريطاني لاستعمار فلسطين:

أصدرت بريطانيا في 1917 وعد ” بلفور ” (نسبة إلى وزير الخارجية البريطاني) الذي التزمت من خلاله ببذل كل الجهود من أجل تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين مقابل مساعدة اليهود لبريطانيا في الحرب العالمية الاولى.

ومن جهة ثانية منح الانتداب البريطاني عام1920 للصهاينة عدة امتيازات من أهمها ضمان إنشاء الوطن القومي اليهودي وتسهيل الهجرة إلى فلسطين .

1 –  الهجرة الصهيوني الى فلسطين والامتيازات البريطانية :

تصاعدت الهجرة الصهيونية نحو فلسطين خلال العشرينات بسبب اضطهاد اليهود من قبل النظام النازي الألماني بقيادة هتلر وقد حصل الصهاينة على عدة امتيازات في فلسطين من بينها:

إقامة المستوطنات الزراعية، وتأسيس صناعات جديدة وحماية هذه الصناعات من المنافسة الأجنبية وتشجيع الاستثمارات الصهيونية في مختلف المجالات بالإضافة إلى احتكار اليهود لعمليات التصدير والاستيراد بحماية سلطات الانتداب البريطاني.

2 – نشأة وتطور المقاومة الفلسطينية:

يمكن تصنيف المقاومة الفلسطينية في فترة ما بين الحربين إلى قسمين هما:

– مقاومة سلمية مناهضة للاستيطان اليهودي تمثلت في: تأسيس بعض الجمعيات الفلسطينية.

– مقاومة مسلحة: تميزت بمناهضتها للاستيطان اليهودي وللانتداب البريطاني وتمثلت في عدة ثورات من أبرزها ” ثورة البراق ” لسنة 1929 و “ثورة عام ” 1935 بقيادة الشيخ عز الدين القسام الذي استشهد في معركة يعبد قرب مدينة الخليل في مواجهة الاحتلال البريطاني ويعود له الفضل انطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى حيث قام الفلسطينيون بإضرابات عامة وقاطعوا المنتوجات الصهيونية والإنجليزية ثم تحولت إلى ثورة مسلحة استمرت حتى عام 1939 وشارك في فعالياتها اعداد كبيرة من أبناء الشعب السوري والعراقي بقيادة فوزي القاوقجي وسعيد العاص الذي استشهد في معركة الخضر يوم 6 تشرين الأول عام 1936.

وقد كان رد فعل بريطانيا خلال هذه المرحلة هو تقديم مشروع تقسيم فلسطين سنة 1937.

1 -قرار تقسيم فلسطين وبداية الصراع العربي الصهيوني :

أصدرت هيئة الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني عام 1947 مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى عربية فلسطينية والثانية يهودية صهيونية مع وضع القدس تحت النفوذ الدولي.

وقد رفض الفلسطينيون وجامعة الدول العربية هذا المشروع الذي قبله الصهاينة.

و بمجرد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في منتصف ماي 1948 أعلن الصهاينة عن تأسيس دولة الكيان الصهيوني في الجزء المخصص لليهود حسب تقسيم 1947 , و اعتبر” ديفيد بن غوريون ”  المؤسس الفعلي للكيان الصهيوني الذي اعترفت به الدول الغربية التي التزمت بدعمها اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا  , ومنذ إعلان التأسيس قام الكيان الصهيوني على ثلاث أسس : العنصرية والإرهاب والتوسع.

2 –  قامت عدة حروب بين العرب والكيان الصهيوني في الفترة 1948-1982 من اهمها:

* حرب 1948-1949 (نكبة فلسطين): أعلنت بعض الدول العربية (مصر – الأردن – سوريا-العراق ولبنان) الحرب على سلطات الاحتلال الصهيوني غير أن هذه الأخيرة حظيت بدعم بريطاني فرنسي أمريكي وبالتالي تمكنت من الخروج منتصرة من هذه الحرب ووسعت حدودهاومساحتها.

* العدوان الثلاثي (الانجليزي- الفرنسي -الصهيوني) على مصر سنة 1956 بعد تأميم ” جمال عبد الناصر ” لقناة السويس الذي أفشل اهداف العدوان الثلاثي وفي مقدمتها كسر الارادة الصمودية المقاومة للشعب المصري وقواته المسلحة الباسلة بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر وكان للاستشهادي الضابط في الجيش العربي السوي الدور المميز في هذه الحرب بعد تنفيذ عمليته الاستشهادية التي دمرت البارجة الفرنسية جانبار.

3 –  تأسست منظمة التحرير الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الصهيوني :

لقد أدرك شعبنا لعربي الفلسطيني المقاوم داخل وخارج الوطن المحتل فلسطينأثر النكبة عام 1948 بعد تجارب قاسية ومريرة قبل وبعد النكبة ضرورة الاعتماد على النفس وتشكيل اطار وطني فلسطيني يوحد إمكانيات وطاقات الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الصهيوني بدعم ومساندة الامة العربية والإسلامية واحرار العالم وعندما نضجت الظروف الذاتية والموضوعية ضغطت احزاب حركة التحرر العربية والانظمة الوطنية على الجامعة العربية وفي مقدمتها سورية ومصر لتأسس منظمة التحرير الفلسطينية التي أعلن عن تأسيسها عام 1964  برئاسة القائد احمد الشقيري التي عملت على تعبئة الشعب الفلسطيني وإشراكه في الثورة الفلسطينية  المسلحة التي انطلقت عام 1965 ضد الاحتلال الصهيوني ونفذت أول عملية فدائية انطلاقا من الأراضي من السورية وفي عام 1969 تولى رئاسة المنظمة الشهيد القائد ياسر عرفات. وقد ضمت هذه المنظمة حينئذ بعض الفصائل والقوى والتياراتوالمنظمات والاتحادات الشعبية واللجان والشخصيات الوطنية التي تمثل الشعب الفلسطيني .

* حرب حزيران عام 1967 والنكسة :

قامت الحرب بين دول الطوق (مصر , سوريا ) والكيان الصهيوني الذيحقق نصرا كاسحاواستكمل سيطرته على الأراضي الفلسطينية بالكامل بعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى احتلال منطقة سيناء في مصر وهضبة الجولان بسوريا. وفي أعقاب هذه الحرب أقر مجلس الأمن القرار 242 القاضي بعودة الأطراف المتنازعة الى حالة ماقبل الحرب لكن الكيان الصهيوني لم يلتزم بتطبيق القرار الدولي حتى اليوم.

 

* حرب تشرين التحريرية في 16 كتوبر/تشرين اول عام 1973: التي شهدت نوعا من التفوق العربي حيث عبرت القوات المصرية قناة السويس متجاوزة الخط الدفاعي الصهيوني (خط بارليف) كما عبرت القوات السورية الخطوط الدفاعية الصهيونية في الجولان العربي السوري المحتل واستعاد الجندي العربي الثقة بالنفس ووضع بداية النهاية للهزائم ليبدأ عصر الانتصارات بعد استخدام اهم الاسلحة المتطورة في هذه الحرب.

–  التحول الذي عرفه الصراع العربي الإسرائيلي بعد حرب 1973:

1 –  الاعتراف الدولي بحقوق الشعب الفلسطيني :

عقدت الدول العربية عدة مؤتمرات لمساندة القضية الفلسطينية: حيث أصدرت قرارات من أبرزها الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطيني كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ومواجهة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والمطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967.

وعلى ضوء ذلك، أصدرت هيئة الأمم المتحدة قرارا حول قضية فلسطين يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني .

2 -اتفاقية كامب ديفيد بين النظام المصري وسلطات الاحتلال الصهيوني:

تم التوقيع على اتفاقية (كامب ديفيد ) الخيانية بين سلطات الاحتلال الصهيوني والنظام المصري في 17 ايلول عام 1978 والتي تضمنت انسحاب ” إسرائيل ” من سيناء المصرية وحق مرور السفن ” الإسرائيلية ” في الممرات  البحرية الدولية ( كقناة السويس) وتطبيع العلاقات المصرية مع العدو الصهيوني وبهذا لاتفاق تم عمليا اخراج مصر من معادلة الصراع العر بي الصهيوني لكن الله عوض على الامة بانتصار الثورية الشعبية الايرانية في بداية شهر شباط عام 1979 وشكلت ركنا اساسيا من اركان معادلة الصراع مع العدو الصهيوني لكن العدو الصهيوامريكي وعملائه الصغار في محميات الخليج العربي حرض النظام العراقي لإعلان الحرب على إيران عام 1980 والتي استمرت حتى عام 1988 لإجهاض اعظم ثورة شعبية في النصف الثاني من القرن العشرين أسقطت أهم قلاع الامبريالية العالمية بقيادة الشاه وبالرغم من جراح الحرب صمدت الثورة بدعم ومساندة الشعب الايراني ولم تستلم بالعكس انتصرت للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين كل فلسطين بعدما تخلى عنها النظام المصري بموجب اتفاقيات كامب ديفيد الخيانية والتي شكلت المقدمة لتوقيع اتفاقيات أوسلو ووادي عربة الخيانية فيما بعد مع العدو الصهيوني والتنكر لدماء الشهداء والقضية والفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين.

*  اجتياح  لينان واحتلال العاصمة بيروت 1982:

في السادس من حزيران اجتاح جيش الاحتلال الصهيوني الاراضي اللبنانية لتصفية الثورة الفلسطينية وقوى المقاومة اللبنانية واخراج سورية من لبنان بحجة استهداف السفير الصهيوني في لندن واستمرت الحرب حوالي ثلاثة أشهر من مقاومة الغزاة انتهت بتوقيع اتفاق بين ياسر عرفات والمبعوث الأمريكي فليب حبيب ينص على خروج قوات المقاومة الفلسطينية من لبنان على متن بواخر بحماية دولية إلى المنافي لإبعاد المقاومة الفلسطينية من الحدود اللبنانية الفلسطينية الى تونس والجزائر واليمن والسودان وسورية.

الانتفاضة الفلسطينية الكبرى انتفاضة ” أطفال الحجارة” 1987:

بدأت فعاليات ” انتفاضة أطفال الحجارة ” عام 1987 في قطاع غزة وامتدت للضفة الغربية المحتلة  حيث تمت مواجهات بين جماهير الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني والجيش الصهيوني وأجهزته الأمنية وقطعان المستوطنين واستمرت حوالي خمسة سنوات وكان من نتائجها:

تأسيس حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين .

إعلان قيام دولة فلسطينية بعد انتهاء جلسة المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر عام 1988 والتي رفضت الدول الغربية الاعتراف بها.

– حرب الخليج الثانية وغزو الكويت عام 1991 :

لقد أدت هذه الحرب الظالمة وغزو الكويت من قبل النظام العراقي إلى إضعاف العراق بعد إجباره على الانسحاب بالقوة من قبل التحالف الدولي بقيادة الإدارة الأمريكية عام 1991 وانعكست تداعيات هذه الحرب على القضية الفلسطينية بشكل خاص وعلى العرب بشكل عام وتعمد العدو الصهيوامريكي استثمار هذه الهزيمة للنظام العراقي لتحقيق أهدافه ومصالحه الإستراتيجية في المنطقة ومحاولته فرض الحلول القسرية على العرب خاصة بعد الدعوة الأمريكية لعقد مؤتمر مدريد تحت شعار الأرض مقابل السلام استمرت ثلاث أيام من 30 تشرين الاول حتى الاول من تشرين الثاني وشارك في المؤتمر وفد روسي برئاسة رئيس الدولة ووفد صهيوني وفود عربية من مصر وسورية ولبنان ووفد اردني فلسطيني مشترك بعد استبعاد منظمة التحرير الفلسطينية من الحضور استجابة لرغبة سلطات الاحتلال الصهيوني واقتصر الوفد الفلسطيني على شخصيات من الاراضي الفلسطينية المحتلة ولم تصل جولات اللقاءات لأي نتائج تذكر بعدما تعمد سلطات الاحتلال الصهيوني من التفرد والانفراد بالطرف الفلسطيني و توقيع اتفاق أوسلو في ايلول عام 1993 .

للأسباب التالية:

– بروز نظام القطبية الواحدة بعد انهيار الكتلة الشرقية وتفكك الاتحاد السوفياتي والضغوط الأمريكية لإيجاد حل سلمي للصراع العربي الصهيوني .

– تفكك النظام الرسمي العربي بعد حرب الخليج الثانية وغزو الكويت من قبل النظام العراقي.

وقد تضمن هذا الاتفاق استجابة الوفد الفلسطيني للشروط والاملاءات الصهيوامريكية ومن أهمها :

–  اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الصهيوني كدولة على 78% من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 باستثناء عدا الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

– نبذ الإرهاب والعنف أي (منع المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني) وحذف كل البنود المتعلقة بذلك في الميثاق الوطني الفلسطيني كالكفاح المسلح ضد الاحتلال من اجل تحرير فلسطين.

– تنسحب سلطات الاحتلال من ارض في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل تستمر لمدة خمس سنوات.

– تعترف سلطات الاحتلال بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.

– تقر دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين بإقامة حكم اداري ذاتي في الاراضي التي تنسحب منها في الضفة وقطاع غزة (وليس دولة فلسطينية مستقلة كما يحلم البعض وعاصمتها القدس)

– تشكل سلطة الحكم الإداري الذاتي شرطة فلسطينية تعمل على مواجهة ما سمي العنف والإرهاب، مع تأجيل التفاوض بشأن القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات الى اجل غير مسمى.

3 – انتفاضة الأقصى وانهيار ما يسمى مسيرة السلام المزعومة:

بعد تعثر مسيرة السلام المزعومة بسبب المواقف الصهيونية اليمينية العنصرية المتطرفة لحكومات الاحتلال المتعاقبة في مقدمتها حكومة النتنياهو الرافضة للالتزام باتفاق اوسلو بعدما وصلت المفاوضات العبثية للطريق المسدود الذي استثمره العدو الصهيوني لإغراق الضفة الغربية بالمستعمرات والطرق الالتفافية وجدار الفصل والعزل العنصري مما فرض على الشعب الفلسطيني حالة من الياس والشعور بالخيبة والمرارة والتي توجت بتدنيس المسجد الاقصى من قبل السفاح شارون في العام 2000 والتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير الصهيوني والسبب المباشر لاندلاع انتفاضة الأقصى التي استخدم في فعالياتها الشباب الفلسطيني كل اشكال المقاومة وفي مقدمتها العمليات البطولية الاستشهادية والأسلحة النارية وغيرها .

ومن نتائج انتفاضة الأقصى:

– قتل حوالي 1500 مستوطن صهيوني بالإضافة إلى آلاف الجرحى وإلحاق خسائر بالاقتصاد الصهيوني مما فرض على سلطات الاحتلال الصهيوني الهزيمة من قطاع غزة تحت ضغط قوى المقاومة وتفكيك المستعمرات رغم انف سلطات الاحتلال الصهيوني فكان هذا النصر من أهم انجازات انتفاضة الأقصى .

لكن القيادة الفلسطينية المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية أدركت هذه الحقيقة في مفاوضات كامب ديفيد بتاريخ 11 تموز عام 2000 والتي تم اتهام الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات برفض التنازل عن القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ارضهم التي شردوا منها بالقوة والمجازر عام 1948.

في الحقيقة ان انتفاضة الاقصى المباركة ترافقت مع حدث مهم تمثل في هزيمة سلطات الاحتلال الصهيوني من معظم اراضي الجنوب اللبناني المقاوم من طرف واحد ودون مفاوضات او شروط مسبقة في ايار عام 2000 لكن هذه الهزيمة جاءت بسبب ضغط المقاومة في لبنان بقيادة حزب الله وعملياتها الاستشهادية بدعم ومساندة المقاومة الفلسطينية وسورية حاضنة المقاومة والتي زرعت بذور الانتصارات في حرب تشرين التحريرية وحصدتها في جنوب لبنان المقاوم ليبدأ زمن الانتصارات وانتهاء زمن الهزائم كما قال سماحة السيد حسن نصر الله ضمير المقاومة والأمة .

وبعد الهزيمة من جنوب لبنان المقاوم انهزمت سلطان الاحتلال الصهيوني منقطاع غزة الصامد عام 2005 وكذلك تحت ضغط المقاومة.

لكن العدو الصهيوامريكي حاول في نفس هذا العام ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري في لبنان لإغلاق بوابة الانتصارات وفك الارتباط بين المقاومة في لبنان وفلسطين وحاضنتها سورية من خلال استثمار هذه العملية الإجرامية وتحقيق جملة من المكاسب السياسية وفي مقدمتها : الضغط على سورية لإخراج الجيش السوري من لبنان والبحث على ملء الفراغ الذي سيتركه بمن يحقق المصالح الصهيوامريكية لزعزعة استقرار لبنان على قاعدة تعميم ثقافة الفتنة الطائفية والمذهبية من خلال عملائها الصغار في لبنان ممن وجهوا الاتهام الى اعداء العدو الصهيوني وفي مقدمتهم سورية ثم الضباط الأربعة مرورا باتهام عناصر من الحزب الذي عالج الامور بحكمة وحنكة استثنائية واستخدم سياسة ضبط الاعصاب بالرغم من تحقيق هدف العدو وعملائه في انسحاب الجيش العربي السوري من لبنان الذي تعرض لعدوان ثلاثينيا بقيادة العدو الصهيوامريكي في تموز عام 2006 هدفة فصل الحزب عن قاعدته الجماهيرية وعزله للنيل من قواعده وتدمير بناه التحتية وهيئاته القيادية وقواعده الجماهيرية لكن الحزب صمد وصمدت قياداته بدعم ومساندة سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة الفلسطينية وحطم أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر ومرغ انف جنرالاته في وحل الجنوب المقاوم وخرج من المعركة منتصرا وصدم مجرمي الحرب الصهاينة وشركائهم الأمريكان في العدوان وعملائهم من الأنظمة العربية المتصهينة وفي مقدمتها النظام السعودي فحاول العدو الصهيوني استعادة شيء من معنويات جنوده وجنرالاته  المنهارة ليتوجه إلى الحلقة الفلسطينية الأضعف في قطاع غزة المحاصر معتقدين ومتوهمين أنهم سيحققون انتصارا ولو كان محدودا لرفع معنويات جنوده المنهارة لكنهم انهزموا في حروبهم العدوانية الثلاثة ما بين العام 2008 – 2009 الى العدوان عام 2012 ثم العدوان عام 2014 ولم يحققوا اهدافهم لان المقاومة الفلسطينية صمدت بصمود الشعب الفلسطيني الذي احتضن ابنائه المقاومين وصمد بدعم ومساندة قوى محور المقاومة والصمود وتحطمت اهدافهم العدوانية الاجرامية على صخرة صمود المقاومة الفلسطينية التي حققت انجازات مهمة وفي مقدمتها نقل المعركة الى مستعمرات العدو على امتداد الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بعد وصول الصواريخ الفلسطينية للعمق الصهيوني وابدعت نظرية الرعب في مواجهة نظرية الردع الصهيونية.

وفي ظل هذه المعادلة  ليس غريبا أن يسود الشارع الصهيوني حالة من الرعب والقلق والخوف بعد الهزائم الصهيونية المتلاحقة تحت ضربات المقاومة الباسلة من لبنان الى فلسطين فتعمدت سلطات الاحتلال الصهيوني التي شعرت بالخطر الجدي الذي يتهدد كيانها من قبل صواريخ محور المقاومة رسم سيناريوهات الرعب للحرب المقبلة لمحاكاة سقوط مئات الصواريخ بشكل يومي على الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة لتستهدف مدن وتجمعات سكنية مدنية وعسكرية واقتصادية ومراكز قيادة  بما فيها مقر الكنيست ورئاسة الوزراء في القدس المحتلة تنطلق من سورية وإيران وجنوب لبنان وقطاع غزة في آن معاً .

القضية الفلسطينية والربيع العربي المزعوم:

دخلت القضية الفلسطينية منعطفًا جديدًا بعد اندلاع ما يسمى ثورات «الربيع العربي» المزعومة التي انعكست تداعياتها على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وتراجع الزخم الجماهيري والدعم الشعبي العربي للقضية التي تراجعت ولم تعد من أولويات الأجندة القومية العربية على الصعيدين السياسي والإعلامي نظرًا لانشغال الرأي العام بلملمة جراحاته وليس أدلّ على ذلك من مقارنة الحشد والمناصرة للقضية الفلسطينية بين انتفاضة الأقصى عام 2000م، وانتفاضة القدس المندلعة حاليًا في الأراضي الفلسطينية.

على أي حالٍ فأن القضية الفلسطينية دفعت ثمنًا باهظًا جراء اندلاع ما يسمى «الربيع العربي»، ومن مظاهر ذلك أن العامل الذاتي الفلسطيني بات أضعف في مواجه الاحتلال والهيمنة الأمريكية ومأزوم من سلطة عباس الى سلطة حماس ولم يعد قادرًا على حسم القضايا الداخلية والوطنية مثل إنهاء الانقسام فتراجعت القضية للصفوف الخلفية بسبب.

الانكفاء إلى القطرية بعدما تفاقمت المشكلات القطرية لكل دولة  وانتشار فكر التيار السلفي الذي حرّف البوصلة عن القدس وفلسطين وأجج الصراع الداخلي في كل منطقة ينتشر فيها  والانقسام الفلسطيني الذي عمق الأزمة الفلسطينية بعد تغليب المكاسب التنظيمية الضيقة على المصالح الوطنية الفلسطينية وخاصة بعد انقلاب حماس على محور المقاومة والصمود وتغليب النزعة الحزبية الاخونجية على العامل الوطني والقومي المقاوم وارتبطت بمحور الاخوان المسلمين الذي سرعان ما سقط في مصر ولم يثبت وجوده في تونس ويترنح في ليبيا وتركيا مما فرض على سلطة عباس وحماس المازمومتين اعلان المصالحة الجديدة بينهما فجأة برعاية النظام المصري بعد زيارة السيسي لنيويورك لحضور اجتماعيات الجمعية العامة للأمم المتحدة واللقاء الحميم مع رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو والرئيس الامريكي ترامب والذي تم تفويضه بهذه اللقاءات لإنجاز مهمة المصالحة الفلسطينية لغاية صهيوامريكية.

وكلنا يعلم ان سلطة عباس وسلطة حماس وقعت سبع اتفاقيات للمصالحة منذ العام 2007 لكنها فشلت لأسباب ذاتية تنظيمية واسباب موضوعية خارجة عن ارادة الطرفين وفي مقدمتها ان اصحاب الاتفاق لم يعالجوا بالمعنى الجدي اسباب هذا الانقسام وجذوره الحقيقية التي تتمثل باتفاقيات اوسلو وملاحقها الامنية والاقتصادية .

وهذا بصراحة يثبت بالدليل القاطع ان الانقسام لم يكن نتيجة لخلافات بين سلطة عباس وسلطة حماس فقط بل هو نتيجة معادلة اقليمية ودولية بقيادة صهيوامريكية اولاً.

ولم يكن تحريك ملف المصالحة الفلسطينية اليوم برعاية مصرية رغبة فلسطينية بين فتح وحماس بل كان  قرار خارجي  في اطار هذه المعادلة الاقليمية والدولية لينسجم مع ما يسمى ” صفقة القرن ” التي ستوظف المصالحة الفلسطينية لفتح بوابة التطبيع لمعظم الانظمة العربية المتصهينة مع العدو الصهيوني الذي يسعى جاهدا بدعم ومساندة الرباعية الدولية والادارة الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة والتفرغ لشطب معادلة الصراع العربي الصهيوني وتحويلها لمعادلة للصراع العربي الايراني بالإضافة لصراع مع محور المقاومة والصمود واعتبار قوى المقاومة مثل حزب الله والفصائل الفلسطينية المقاومة والحشد الشعبي العراقي والحوثيين في اليمن قوى ارهابية ويجب التخلص منها لإعادة ترتيب المنطقة بمقاييس ومفاهيم صهيوامريكية وهذا من اهم اسباب المصالحة المفروضة على سلطة عباس وسلطة حماس بالإضافة لسبب اخر مهم وهو ان العدو الصهيوامريكي يدرك قبل غيره ان المنطقة دخلت مرحلة جديدة بعد سقوط حلفائهم الاخوان المسلمين في مصر ووصول الحروب العدوانية  لخواتيمها وخاصة في العراق وسورية بعد دحر العصابات الوهابية التكفيرية من الجواحش صنيعته العدو الصهيوامريكي الذي تعمد تحريك الملف التقسيمي الكردي المتصهين من قبل بعض العملاء الصغار للتغطية على هزائمهم وارباك محور المقاومة والصمود والتحضير لعدوان قد يستهدف حزب الله في لبنان وسورية وقد يستهدف الجمهورية الاسلامية الايرانية بحجة تزايد نفوذها في العراق وسورية ولبنان وخاصة بعد تصعيد الخلافات الصهيوامريكية مع ايران والخلافات مع الانظمة العربية المتصهينة بقيادة النظام الوهابي التكفيري السعودي .

وهذا بصراحة ما يفرض من كل شرفاء شعبنا الفلسطيني المقاوم وعلى فصائله المقاومة وقواه وكل فعالياته الوطنية ألتحرك العاجل وفي مقدمتهم شرفاء فتح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل سياسة التفريط والتنازلات المجانية التي قدمتها القيادة الفلسطينية المتنفذة التي فقدت شرعيتها بسبب التقادم وانتهاء ولايتها وفي مقدمتها عباس الذي يتباكى على المفاوضات العبثية في ظل تعرض أبناء شعبنا لمختلف أشكال التطهير العرقي والفتل والاعتقال من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني والمساس بمقدساتنا الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى التحرك العاجل لوضع حد لهذا النهج الخياني المدمر لشعبنا الذي تجاوز كل الخطوط الوطنية الحمراء والخضراء والصفراء وفرط بوحدة الأرض و الشعب والحقوق الوطنية والقضية والدعوة الشجاعة لتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية لعقد مؤتمر وطني فلسطيني عاجل يمثل شعبنا المقاوم ومن المقاومين لاستعادة م . ت .ف لدورها الوطني والقومي المقاوم كحركة تحرر وطني وإعادة الاعتبار لميثاقها الوطني  الصادر عن المجلس الوطني الرابع عام 1968 وتفعيل مؤسساتها وانتخاب مجلسها الوطني على قاعدة التمثيل النسبي وحل سلطة النهج الخياني في معازل أوسلو وإلغاء اتفاقيات الذل والعار وملاحقها التصفوية ودعم ومسانده الحراك الشبابي المقاوم على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة ليتحول إلى انتفاضة شعبية ثالثة يكون لها اليد الطولي في تطوير وسائل وأساليب المقاومة لمواجهة الاحتلال الصهيوني  .

وخاصة ان المستقبل سيكون لمصلحة الشعوب المقاومة بقيادة محورها المنتصر من دمشق قلب العروبة النابض والخندق المتقدم للدفاع عن الأمة الى المقاومة في لبنان وفلسطين الى بغداد وصنعاء بعدما أثبتت سورية التي كانت وما زالت متمسكة بثوابتها الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية كقضية مركزية للامة والتي تدفع اليوم ثمن مواقفها باثر رجعي بسبب دعمها ومساندتها واحتضان مقاومتها بالرغم من شراسة الحرب الكونية المعلنة على هذا البلد منذ نيف وسبع سنوات لكنها صمدت وانتصرت بوحدة الشعب والجيش والقيادة بقيادة الرئيس بشار الاسد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى