كاتبة امريكية تكشف اسباب تجهم الالمان والبعد عن الابتسام

يبدو أن الألمان لا يؤمنون بقول الشاعر الفيتنامي ثيت نات هانه ” أحيانا الفرح هو مصدر ابتسامتك، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون ابتسامتك مصدر فرحك”. فتجد الألمان في الشارع وفي المواصلات العامة “عاقدو الحاجبين ” خاصة يوم الاثنين، وهو بداية أيام الأسبوع. ويزداد الأمر سوءا مع تغيرات الجو وسقوط الأمطار.

وخير دليل على عدم اقتناع الألمان بهذه المقولة هو رأي الكاتبة الأمريكية كورتني تينز، التي كتبت في مقالتها لـ DW حول تأثرها بالحياة في ألمانيا لمدة 10 سنوات قضتها وسط أشخاص لا يضحكون كثيرا، مثلما هو الحال مع الأمريكيين في بلادها .

وتقول تينز إن علم النفس الإيجابي هو محور الموضوع، فالفكرة العامة وراء هذا الاتجاه هو أن أفكارك تخلق الواقع الذي تعيش فيه. فإذا قلت “أنا إنسان تعيس وحياتي مزرية” فسوف تصبح كذلك بالفعل أما إذا تفاءلت وقلت “أنا إنسان سعيد في حياتي ” فسوف يتحقق ذلك بالفعل.

وعلى الرغم من إيمان تينز بنظرية علم النفس الإيجابي إلا أنها تؤكد أنها بعد السنوات التي قضتها في ألمانيا أصبحت تفتقر إلى القدرة على “الشعور بالحماس” كما يطلق عليها الكاتب الأمريكي جون دويل في كتابه ، “لا تقلق ، كن ألمانيا.

في حين أن الأمريكيين دائما يشعرون بالحماسة لكل شيء تقريبا تجد أن الألمان عكس ذلك تماما، فالأمريكي على سبيل المثال يقول ” هذه أفضل بيتزا تناولتها في حياتي ! ” أما الألماني فيقول “ليست سيئة ! “. فعندما قامت إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة مصنع سيمنز في ألمانيا كانت كل تعليقاتها إيجابية مثل ” رائع” أو ” مدهش ” وحينها علق أحد الصحفيين الألمان على ذلك بطريقة ساخرة. ولكن كأمريكية فإن تينز تعرف أن هذا هو أسلوب الأمريكيين في التعبير عن حماستهم لكل شيء ووصفه بصفات إيجابية، من طبيعتهم.

وتشير تينز إلى أن تعبيرات الوجه يمكنها أن تعطيك بعض المعلومات عن مشاعر الشخص الذي تتحدث إليه، فمثلا عندما كانت تحاضر في الجامعة بالولايات المتحدة كانت تتفاعل مع الطلاب أثناء الشرح، وهم أيضا يشاركونها بالتجاوب وكانت تستطيع قراءة وجوههم وتعرف من يتابعها ومن لا يفهم ما تقوله من شكل وجوههم. أما عندما ذهبت إلى ألمانيا وبدأت التدريس هناك، تقول أنها لا تستطيع معرفة من يتابعها ومن لا يفهمها نظرا لأن كل الطلبة يحدقون فيها دون أن تتغير ملامح وجوههم. وعندما سألتهم رد أحدهم قائلا أن عدم تجاوبهم معها بالابتسام هو علامة على احترامهم لها وأدركت وقتها أن الابتسامة ستكون إهانة كمدرسة لهؤلاء الطلاب.

ودوما كانت تبحث تينز عن الرأي الإيجابي والمتمثل بالنسبة لها في الابتسامة فهي كما يقول العالم أندرو نيوبيرغ، إنها أكثر تعبير جسدي حصل على أعلى نسبة تأييد كعاطفة إيجابية. وتؤكد تينز قائلة “على مر السنين اكتشفت أن الابتسامة في ألمانيا عملة نادرة !”

ومن المؤسف أن معظم الشعب الألماني غير معتاد على الابتسام أو التحمس لبعض الأشياء فالضحك أو الابتسامة ينتشر مثل العدوى بحسب رأي تينز . ففي أي وقت ترى طفلا يبتسم لك لا تستطيع إلا أن تبتسم له أيضا. وقد وجدت الدراسات أن الأطفال يبتسمون في اليوم حوالي 400 مرة، أما البالغون فيقل المعدل بالطبع ويصل إلى 20 مرة فقط باليوم. ودراسة أخرى أكدت أن الرجل يضحك 8 مرات فقط في اليوم على عكس النساء اللاتي يضحكن 62 مرة يوميا.

في النهاية تقول تينز” تعلمت في ألمانيا ألا أكثر من الابتسام للآخرين خاصة الأغراب، ولذلك فإذا كنت أطبق نظرية علم النفس الإيجابي فكنت وقتها عرفت أن عدم الابتسام ليس جيدا لصحتي “. وكما يقول رون جوتمان في كتابه ” الابتسامة : القوى المذهلة لفعل بسيط” فإن الابتسامة تفرز مادة الدوبامين المسببة للسعادة في الجسم والتي تعادل قوتها تناول 20 ألف قطعة من الشكولاتة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى