اسرائيل تعتبر اتفاق المصالحة بين فتح وحماس فرصة وليس تهديداً

وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية، امس الجمعة، الرد الإسرائيلي على إعلان اتفاق المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، الخميس، بأنه “باهت وغير مسبوق”، وخلا للمرة الأولى من نبرة الهجوم والتهديد واتخاذ قرارات ضد السلطة الفلسطينية.

وذكرت الصحيفة في مقال لها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “لم يتسرع هذه المرة بمهاجمة الاتفاق، واكتفى بإصدار بيان باهت يركز على أن اختبار الاتفاق سيكون بالنتائج على الأرض”.

ووقعت حركتا فتح وحماس، الخميس، اتفاقاً برعاية مصرية في القاهرة، ينص على تمكين حكومة الوفاق الوطني من استلام كامل مهامها في قطاع غزة، والدعوة لحوار وطني شامل الشهر المقبل.

واعتبر نتنياهو في بيان لمكتبه تعقيباً على اتفاق القاهرة أنه “يعقد عملية السلام”، زاعماً أن “التصالح مع القتلة جزء من المشكلة، وليس جزءاً من الحل. قولوا نعم للسلام ولا للانضمام إلى حماس”.

واعتبرت الصحيفة أن الرد الإسرائيلي على اتفاق القاهرة “مدهش وغير مسبوق بالتصريح بأن إسرائيل ستدرس تطورات الأمور وتسارعها على الأرض، وبعدها ستتصرف بناءً عليه”.

ونبهت إلى أن بيان مكتب نتنياهو خلا من العبارات السابقة المعتادة عند الإعلان عن تفاهمات للمصالحة، مثلما حدث في اتفاق الشاطئ عام 2014، عندما تم تجميد الاتصالات السياسية مع السلطة، وفرض عقوبات اقتصادية من بينها حجز أموال الضرائب.

وفي هذا الخصوص أوردت هآرتس 3 أسباب للتغير الحاصل في الموقف الإسرائيلي؛ أولها رعاية مصر للاتفاق بمبادرة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، “الذي تربطه علاقات أمنية غير مسبوقة مع إسرائيل”، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا).

وذكرت أن السبب الثاني يتمثل في الموقف الأمريكي من الاتفاق “حيث لوحظ غياب رد أمريكي هجومي على الاتفاق، بل لوحظ أن الإدارة الأمريكية تدعم الاتفاق”، كما أن المبعوث الأمريكي لعملية التسوية، جيسون غرينبلت، كان دعا السلطة الفلسطينية لتحمل المسؤولية عن قطاع غزة.

أما السبب الثالث فيتمثل في أن المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي يريان في عودة السلطة إلى غزة، ولو بشكل جزئي، خدمة للمصالح الأمنية الإسرائيلية، وخطوة على طريق نزع سلاح حماس.

وشددت الصحيفة على أن الفهم الإسرائيلي الحالي بأن اتفاق المصالحة يعتبر فرصة وليس تهديداً فقط، هو “الأمر الذي دفع إسرائيل إلى عدم العمل على إفشاله هذه المرة”.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى الشك الإسرائيلي في نجاح المصالحة قبل أسبوعين، واعتقدت “إسرائيل” بأن الأمر لا يعدو كونه مناورة جديدة وأن مصيرها الفشل.

وذكرت أنه “على الرغم من امتلاك إسرائيل لجميع الوسائل القادرة على إحباط اتفاق المصالحة إلا أنها اختارت العكس، حيث يفهم نتنياهو أنه في حال دعم السيسي وواشنطن المصالحة فلم يتركوا لإسرائيل الكثير لتفعله، وكل ما تبقى لها أن يحبط الفلسطينيون أنفسهم الاتفاق مرة أخرى دون تدخل إسرائيلي هذه المرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى