المراقبون في غزة يعتقدون ان “حماس” تمر الآن بمرحلة الواقعية السياسية

منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الداخلية لحركة “حماس” في آذار الماضي، بدأت الأنظار تتجه إلى القيادة الجديدة التي أفرزتها هذه الانتخابات بقيادة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، بانتظار القرارات التي ستصدر عن هذه القيادة سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي أو المحلي، والتي كانت أبرزها ذهاب الحركة بمرونة عالية نحو إتمام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.

النائب عاطف عدوان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة “حماس” وأستاذ العلوم السياسية يقول: “على الرغم من أن حركة حماس هي حركة شورية، ولكن مع ذلك القائد يستطيع أن يقوم بتنفيذ السياسات التي يتم الاتفاق عليها برؤيته خاصة”.

وأشار عدوان إلى أن قيادة حركة “حماس” هي “قيادة متجددة” يحكمها القانون الأساسي للحركة الذي يمنع أي قائد أن يظل لمدة دورتين متتاليتين (8 سنوات) في رئاسة المكتب السياسي.

وتطرق أستاذ العلوم السياسية إلى شخصية قائد حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار (55 عاما)، والذي أمضى في سجون الاحتلال 24 عاما، مؤكدا أن لديه تصورات معينة حول حركته وحمايتها، و الخروج  من الأزمة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني وحركته على حد سواء.

وقال: “إن  فهمه وإدراكه لهذه القضايا يجعله يتخذ بعض القرارات التي يمكن أن تحقق الهدف الذي يسعى إليه، فهو يريد أن يحرر الحركة من بعض القيود عليها”.

ورجح عدوان أن يكون هناك انفتاح لدى حركة “حماس” على الجميع، مؤكدًا أن الحركة معنية أن يكون لها علاقات متشعبة مع كل الجهات، خاصة وان المرحلة الماضية شهدت عزلة للحركة كبلت الحركة كثيرا في التحرك في العديد من القضايا.

وقال: “الآن الحركة لها علاقات منفتحة مع الكثير من الدول في مقدمتها روسيا وإيران ومصر، إضافة إلى تركيا وقطر وهناك أفاق أوسع عما كان عليه سابقا”.

وتوقع الأكاديمي الفلسطيني، أن يكون لاتمام المصالحة “آثار إيجابية على تسويق حركة حماس في الخارج”.

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة “الأزهر” بغزة الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب أنه منذ أن دخلت حركة “حماس” الانتخابات التشريعية عام 2006  “بدأت وتيرة التغيير لديها لتصل إلى نضجها السياسي اليوم”.

وقال شراب لـ “قدس برس” إن “حماس الآن تمر في مرحلة ما بعد الواقعية السياسية وهذا ينعكس على قرارها السياسي”.

وأضاف: “هناك عوامل جديدة بالنسبة لحركة حماس، فحماس لم تعد حركة صغيرة، لقد تحولت إلى فاعل إقليمي ودولي وتسعى إلى الشرعية الدولية والإقليمية، و لم تعد مجرد شريك في صنع القرار السياسي، بل أصبحت مكونا أساسيا من مكونات هذا النظام”.

ومن جهته أكد إبراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي في غزة، أن الانتخابات الأخيرة لحركة “حماس” التي أفرزت قيادة جديدة أثرت بشكل كبير في تكتيكات الحركة، مشيرا إلى أن استراتيجيات الحركة ثابتة.

واعتبر المدهون أن ملف المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، وضع على طاولة قيادة حركة “حماس” سواء الحالية أو السابقة “ولكن الظروف الدولية والإقليمية لم تكن ناضجة لإتمامها”.

وقال: “حينما نضجت الظروف الدولية والإقليمية ورفع الفيتو الأمريكي والإسرائيلي عن المصالحة استغلت قيادة الحركة هذه الظروف وذهبت إلى تمام المصالحة بمرونة عالية ولا رجعة عنها”.

ورجح الكاتب والمحلل السياسي أن يكون الملف الثاني للحركة بعد إتمام المصالحة الفلسطينية هو ملف الضفة الغربية وتفعيل المقاومة فيها وذلك لمتابعته من قبل نائب رئيس الحركة العاروري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى