دعا أبو بكر البغدادي, زعيم تنظيم داعش في تسجيل صوتي منسوب إليه تداولته حسابات جهادية على الانترنت، يوم امس الاول الخميس، أنصاره إلى ” الصبر والثبات” في وجه ” الكفار” المتحالفين ضدهم في سوريا والعراق.
وجاء في التسجيل ” لقد أيقن قادة الدولة الإسلامية وأجنادها ـن الطريق الموصلة إلى… النصر والتمكين هي الصبر والثبات أمام الكفار مهما انتفشوا وتحالفوا وحشدوا”.
ويأتي نشر هذا التسجيل الذي لا يمكن التأكد منه أو من تاريخه أو مكانه في ظل خسائر عسكرية كبيرة تلحق بالتنظيم في سوريا على أيدي قوات النظام السوري المدعوم من إيران وروسيا، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، وفي العراق على أيدي القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية.
وفي واشنطن قال مصدر في أجهزة الاستخبارات الاميركية بأن العمل جار على ” التدقيق” في التسجيل، مضيفا ” ليست لدينا أسباب للشك في صحته، إلا أننا لم نتثبت من ذلك في هذه المرحلة”.
وحول تطلعات الكرد بإعلان استقلال إقليمهم عن العراق قال زعيم داعش ” تعيش الحكومة التركية مخاوف عديدة من تمدد الكرد على حدودها ما يدفعها إلى قتالهم حتى لا يطمع كرد تركيا في الاستقلال أيضاً ولكنها لا تقدم على محاربتهم خشية من غضب أسيادها الأميركيين والأوروبيون”، واصفا تركيا بالدولة ” المرتدة الإخوانية”.
وتابع التسجيل الموقّع من ” مؤسسة الفرقان” التي تنتج عادة التسجيلات الصوتية والمصورة لتنظيم داعش ” إننا، بحول الله وقوته، باقون، ثابتون، صابرون… لن تثنينا كثرة القتل والأسر وألم الجراح”.
وخلص التسجيل إلى توجيه دعوة إلى ” جنود الخلافة وأبطال الاسلام في كل مكان” لاستهداف أعدائهم.
وقال ” أوقدوا لهيب الحرب على عدوكم وخذوهم وحاصروهم واقعدوا لهم في كل مرصد، واجعلوا مراكز إعلام أهل الكفر، ودور حربهم الفكرية ضمن الأهداف”.
وتابع ” واصلوا جهادكم وعملياتكم المباركة. وإياكم أن يهنأ الصليبيون بلذيذ عيش وإخوانكم يذوقون القصف والقتل والدمار”.” الدماء التي سُفكت”وتحدّث صاحب التسجيل عن الهزائم التي مني بها تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى ” الدماء التي سفكت” في “الموصل وسرت والرقة والرمادي وحماة”.
وأكد أن ” إرهاصات النصر العظيم والفتح الكبير بادية ظاهرة، ولا أدل من ذلك من اجتماع أمم الكفر وعلى رأسهم أمريكا وروسيا وإيران وغيرهم على أرض الملاحم”.وخسر التنظيم مدينة سرت الليبية في كانون الأول من العام 2016، والرمادي في العراق في شباط من نفس العام، والموصل، ثاني مدن العراق، في تموز 2017 الجاري.
كما أن معاقله الأخيرة في الرقة في شمال سوريا وغيرها على وشك السقوط.وتعود آخر رسالة للبغدادي إلى تشرين الثاني بالعام 2016. علما أنه وخلال الأشهر الأخيرة انتشرت العديد من الشائعات حول مقتله.
وقال الجيش الروسي في منتصف حزيران إنه يحاول اثبات ما إذا كان البغدادي قتل في غارة جوية روسية في سوريا في أيار
وبقي البغدادي الذي رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، متواريا عن الأنظار، وترددت شائعات تفيد بأنه تنقل مرارا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه بين جانبي الحدود العراقية والسورية.لكن في الأول من أيلول ، قال مسؤول عسكري أميركي كبير إن زعيم تنظيم داعش على قيد الحياة على الأرجح، وانه مختبئ في مكان ما في وادي الفرات في الشرق السوري.
في حين يُعتقد بأنه غادر الموصل مطلع العام 2017.ويتعرض تنظيم داعش حاليا في دير الزور في شرق سوريا لهجومين: الأول من قوات سوريا الديمقراطية والثاني من قوات النظام السوري.
وكان الظهور العلني الوحيد للبغدادي، وهو من مواليد العراق ويبلغ من العمر ( 46 عاما)، في تموز بالعام 2014 أثناء الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل.
وجاء ذلك الظهور بعد إعلان ” الخلافة” انطلاقا من مناطق واسعة من العراق وسوريا، كان سيطر عليها التنظيم، وتقديمه كـ ” أمير المؤمنين”.