اثار ألبوم فيروز الأخير ضجة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي, حيث ذكر عدد من منتقدي هذا الالبوم انه لا يليق بتاريخ فيروز العظيم.
وقد انتشرت هاشتاغات بكثافة على موقع تويتر في الأيام الأخيرة للتعقيب على هذا الالبوم الذي اثار جدلا واسعا.
فبعد غياب سبع سنوات، طرحت المغنية اللبنانية فيروز ألبومها الغنائي الجديد “ببالي” عبر المتاجر الإلكترونية ومنصات الموسيقى على الإنترنت، قبل طرحه بالأسواق في أقراص مدمجة.
يتضمن الألبوم عشر أغان أشرفت عليها ريما الرحباني التي سبق أن نشرت ثلاثا منها على فيسبوك، في ذكرى رحيل والدها الملحن عاصي الرحباني في حزيران الماضي.
وجرى تحويل الأغاني من الأجنبية إلى اللهجة اللبنانية وهي مقتبسة لحنا وكلمات من أغان عالمية شهيرة ذاعت عبر التاريخ الحديث لمغنين وملحنين كبار.
ويتضمن الألبوم أغنية بعنوان “حكايات كتير” مقتبسة من أغنية فرانك سيناترا الشهيرة I did it my way. كما يتضمن أغنية “أنا وياك” والتي تستند إلى الأغنية المكسيكية Besame Mucho التي كتبها ولحّنها كونسويلو فيلاسكيز.
وقد سبق طرح أغنية “يمكن” في يوليو 2017، وهي نسخة ملبننة من Imagine (تخيّل) للنجم البريطاني الراحل جون لينون، العضو المؤسس في فرقة “بيتلز”.
أما أولى أغنيات ألبوم “ببالي” التي سمعها جمهور جارة القمر عبر “آي تيونز”، فكانت “لمين” التي تعتبر أيضاً نسخة ملبننة عن أغنية “لمن يسهر النجم؟” للفرنسي جان كلود باسكال.
كما ضم “ببالي” نسخة من “لمين” على البيانو، وتضمن أيضا نسخة ثانية بتوزيع جديد لأغنية “بيت صغير بكندا” التي صدرت قبل 15 عاما. وضم أيضا أغاني هي عبارة عن نسخ ملببنة من أعمال لفنانين مثل “بغير دني” و“ما تزعل منّي” و“رح نرجع نتلاقى”.
يذكر أن ريما تولّت إعداد الكلمات باللهجة اللبنانية. وكان آخر ألبوم لفيروز قد صدر عام 2010 من ألحان وتأليف ابنها زياد الرحباني.
أما آخر ظهور علني لها فكان في نهاية 2011 حين أحيت مجموعة حفلات على مسرح البلاتيا في جونية بلبنان.
وتصدّر الألبوم، قائمات أفضل الألبومات مبيعا على متجر أي تيونز بعد ساعات قليلة من طرحه في الأسواق ومتاجر البيع الإلكترونية، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك لم تكن الآراء جميعها إيجابية، بل تفاوتت بين مؤيد ومهاجم لاختيارات الألبوم.
واعتبر البعض صدور الألبوم في هذا التوقيت، الذي تعاني فيه المنطقة العربية من أوضاع غير مستقرة سياسيا واقتصاديا، “بادرة أمل”، وقال مغرد “فيروز منارة إبداع ورقي في هذا الشرق المظلم”.
فيما اعتبر البعض الآخر، أمثال الصحافي جان مخول، الألبوم “سقطة فنية لا تليق بتاريخ فيروز”، وخاصة بعد غياب طويل عن الساحة الغنائية، داعيا المجلس الدستوري إلى إبطال ألبوم فيروز وسط مطالبات من البعض بإطلاق عريضة وطنية لوقف هذه “المهزلة” على حد وصفهم.
وانتقد مخول بشدة، عبر حسابه على فيسبوك، اختيارات ريما الرحباني والكلمات التي كتبتها، وهي كلمات وألحان “مترجمة بالكامل من أغان لأعمال أجنبية عالمية ومعروفة”، حسب تأكيده. وقال أيضا “اختارت خليفة سلالة الرحابنة المدعوة ريما أن تختم مسيرة والدتها بتحفة فنية برعاية غوغل للترجمة”.
وأعادت الفنانة اللبنانية إليسا نشر تدوينة مخول على حسابها في تويتر، لتظهر بذلك تأييدها لرأيه وانتقادها بشكل غير مباشر العمل الفني الجديد.
يذكر أن إعادة نشر إليسا للتدوينة جعلت منها مادة خصبة للانتقاد.
وغردت إليسا مؤكدة أن إعادة نشرها لأي منشور لا يعني أنها تؤيده أو بمثابة موافقتها التامة على ما ورد فيه، ولكن فقط أرادت إعادة نشر أمر مثير للاهتمام.
وأطلق مغردون هاشتاغي #ريما_أطلقي_سراح_فيروز و#كفي_يدك_عن_فيروز. وقالت بعض التغريدات إن “فيروز بدت كما لو أنها عاجزة عن اتخاذ القرار، وتتلقى قراراتها بأوامر من ابنتها حتى لو آلت النتيجة إلى الفشل”.
في المقابل، رفض عشاق فيروز اعتبار أن أغنيات الألبوم مسروقة، معتبرين أنها أغان تم اقتباسها من بعض الأعمال الغنائية الأجنبية لتتم إعادة توزيعها، فيما اعتبر المعارضون أن صنّاع الألبوم لم ينجحوا حتى في الاقتباس على نحو يليق بتاريخ فيروز.
وقال مغرد “عذرا فيروز فنحن لا نستحقكِ!”. وأكد آخر “ما ذنب فيروز حتى تنتقد بهذه الطريقة البشعة سيأتي يوم تتحسرون عليها”.