اول مؤتمر تعقده المعارضة القطرية يطالب بتغيير رأس الدولة

اتفق معارضون قطريون في أول مؤتمر من نوعه يعقد لمناقشة أزمة الحكم في قطر، على أن الحل الوحيد يكمن في عملية تغيير لرأس السلطة في الدوحة.

وعزز حضور سياسي غربي رفيع لجلسات مؤتمر قطر من منظور الأمن والاستقرار الدوليين من أهمية إجماع المعارضة القطرية على التغيير السياسي، إذ استطاعت المعارضة أن تفاجئ السلطات القطرية بدعوة وحشد سياسيين رفيعي المستوى من مسؤولين حاليين وسابقين، ممن دعموا مبادرة المعارضة بضرورة التوصل إلى صيغة يمكن من خلالها وضع التغيير على مسار أكثر شمولية من إجبار قطر على قطع علاقاتها مع التنظيمات الإرهابية، وقالوا إن المصالحة مع دول المقاطعة غير ممكنة قبل تحقيق ذلك.

وفي قاعة كبرى في فندق أنتركونتيننتال الواقع شرق العاصمة البريطانية لندن، احتشد مراسلون من وسائل إعلام عدة لنقل وقائع المؤتمر، الذي سيكون نقطة تحول في نظرة الغرب عموما لدور قطر في خلق فجوة واسعة بين دول الخليج التي ينظر إليها في بريطانيا والولايات المتحدة كعمود استقرار جيواستراتيجي، في منطقة تضربها النزاعات.

وقال خالد الهيل المنسق العام للمعارضة القطرية في كلمة الافتتاح إن السلطات القطرية سعت لإفشال عقد المؤتمر في لندن، وإنها دفعت لأجل ذلك الرشاوى، وأعدت تقارير إعلامية مختلقة لتشويه المؤتمر والشخصيات الحاضرة.

وأشار الهيل إلى أن الدوحة دفعت بمنظمات طوعية وهمية لإثناء بعض الضيوف عن المشاركة، ووصل الأمر إلى حد إصدار الوعود والتهديدات.

وأضاف أن القطريين المشاركين في المؤتمر جاؤوا إلى هنا للقول إن الوقت قد حان للتغيير لمصلحة قطر ومصلحة المنطقة ككل، مشددا على أن المؤتمر سيكون حدثا فاصلا في مستقبل قطر، وأنه سيبحث إيجاد الحلول العقلانية.

ووعد بعقد مؤتمر جديد للمعارضة القطرية يناقش استضافة قطر لكأس العالم 2022 وفضح الممارسات غير الإنسانية التي تنتهجها السلطات مع العمالة التي تقوم بتشييد الملاعب، بغية تقديم صورة حقيقية لعشاق كرة القدم في العالم عما يجري في قطر.

وقال محمد بن جلاب المري إنه جاء خصيصا من الدوحة من أجل الحديث إلى الجمعيات الحقوقية عن مشكلة قبيلة الغفران التي تنتمي إلى قبيلة بني مرة، كاشفا عن أنه تلقى عدة اتصالات من داخل قطر أثناء جلسات المؤتمر بهدف ثنيه عن الحديث عن المشاركة.

وأشار إلى أن عددا كبيرا من أبناء الغفران تم سحب الجنسية القطرية منهم، على الرغم من مشاركتهم في حرب الخليج الثانية في صفوف الجيش القطري، مضيفا أن سحب الجنسية من أفراد قبيلة بني مرة وتهجيرهم تم على مراحل عدة خلال العقد الماضي مرورا بعامي 2005 و2006، كما تم قطع الأرحام ومنع تواصل أبناء القبيلة مع امتدادها في السعودية.

وناشد المري العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز التدخل وحل المشكلة، كما ناشد الأمم المتحدة التي قال إنها تخلت عن أبناء قبيلة بني مرة تماما.

واعتبر المستشار علي الدهنيم، المعارض القطري والموظف السابق في المخابرات القطرية، من جهته، أن “النظام القطري نظام دكتاتوري بوليسي يعتبر كل المعارضين مجموعة من اللصوص والإرهابيين”، معتبرا أن النظام “حرق كل أوراقه عندما قرر التحالف مع تركيا وإيران اللتين تعرفان جيدا أن النظام القطري لا يمكن الوثوق به”.

وأكد سياسيون بريطانيون، من بينهم عضو البرلمان دانيال كافشنسكي والدبلوماسي وزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار السابق اللورد بادي اشداون، خشية قطر من انعقاد هذا المؤتمر، وتلقيهم تهديدات ومضايقات من منظمات مدعومة من قطر من أجل ثنيهم عن الحضور.

وما كانت قطر تخشى منه وقع بالفعل، إذ خلق المؤتمر توافقا دوليا على ضرورة وضع حد للممارسات القطرية، كما وجه الحضور رسائل عدة إلى الحكومات الغربية، مطالبين بإعادة النظر في علاقاتها مع الدوحة.

وذكر قادة عسكريون أميركيون سابقون أن قطر بدأت تقامر عبر تعزيز علاقاتها مع إيران، وأن ذلك من الممكن أن يقود إلى تفكير واشنطن في نقل قاعدة العديد الأميركية الاستراتيجية من الأراضي القطرية إلى دولة خليجية أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى