المناورات العسكرية الصهيونية دليل قاطع على الرعب

يقول بعض الخبراء عندما تلجأ بعض الدول إلى المناورات في بيئة غير مستقرة فهذا يعني أن هناك عدواً افتراضياً, وأنها اتخذت قرار الحرب وعندما توجه رسائل التطمينات إلى دول محددة فهي تحتمل التأويل , فإما تحاول تحييدها مرحليا , وإما تتعمد تضليلها , وفي كلا الحالتين الهدف الاستراتيجي واحد وهو توجيه الضربة العسكرية في اللحظة المناسبة .

لذلك فان مسلسل المناورات الصهيونية سواء كانت للوحدات العسكرية في جيش الاحتلال الصهيوني أو لجيش المستوطنين في الجبهة الداخلية فهي وجهين لعملية صهيونية محتلة واحدة لاختبار جاهزية الاحتلال في مواجهة اي حرب افتراضية سواء من جبهة واحدة او من عدة جبهات وتعرض عمق الكيان الصهيوني لإعداد كبيرة من الصواريخ وربما من طائرات للمقاومة قد تستهدف مواقع عسكرية وأمنية ومواقع للصناعات العسكرية والاقتصادية وتجمعات استيطانية وغيرها .

وقد تعمدت سلطات الاحتلال الصهيوني إدخال معادلة جديدة على واقع التجمع الصهيوني بعد هزيمة الجيش الصهيوني تحت ضربات المقاومة في عدوان تموز عام 2006 والعدوان المتكرر على غزة عدة مرات واستهداف جبهته الداخلية لصواريخ المقاومة سواءً من لبنان او من قطاع غزة الصامد والذي اثبت فشل ما يسمى القبة الحديدية الكرتونية فأصبح أمام خيارين لا ثالث لهما وهما:

اولاً: إعداد الجبهة الداخلية في مناورات سنوية أطلقت عليها  تسمية ” تحول 1 وتحول 2 و3 و4 و5  و6 وتشمل هذه المناورات كل البنى التحتية والمؤسساتية في الكيان الصهيوني المحتل من رئيس وزراء الاحتلال حتى اصغر موظف بالإضافة للجيش والأجهزة الأمنية ومختلف الوزارات والدفاع المدني ووسائل الاتصال والمشافي والإسعاف حتى صفارات الإنذار والملاجئ والطرق ومعالجة إخلاء المدن والقرى واستيعاب المهجرين وغيرها .

ثانياَ : المناورات العسكرية بمشاركة مختلف صنوف الاسلحة البرية والبحرية والجوية والتي يتم اختيار مسرحها وميدانها في معظم الاحيان شمال فلسطين المحتلة في المناطق الجليلية على الحدود اللبنانية او في الجولان العربي السوري المحتل.

لكن المناورات العسكرية الصهيونية الاخيرة الكبرى والتي لم يشهد الكيان الصهيوني مثلا لها منذ عشرين عاما والتي تعتبر الأضخم والأوسع والتي ستحاكي حرب مع مقاتلي حزب الله على جبهتي سوريا ولبنان وهدفها الأساسي المعلن والمزعوم هو الحفاظ على أمن “الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة” بالإضافة لمحاكاة سيناريوهات الحرب المقبلة مع محور المقاومة,  وخاصة بعد الانتصارات الكبرى التي شهدتها سورية من حلب الى القلمون وريفي حمص وحماة والبادية وصولا لكسر الحصار المفرض على دير الزور منذ نيف وثلاث سنوات .وفي الحقيقة إن هذه المناورة الصهيونية الكبرى تحمل رسائل عدة موجهة  لسوريا وايران وحزب الله وروسيا .

ومن جانب اخر تعمدت سلطات الاحتلال الصهيوني توجيه عدة رسائل للداخل الصهيوني بعد هذه الانتصارات الكبرى على العصابات الوهابية التكفيرية على معظم الجغرافية السورية وفي الشمال اللبناني والعراق والتي تستهدف اولاً  طمأنة قطعانها الاستيطانية المحتلة في فلسطين والاراضي العربية المحتلة من جهة ومن جهة اخرى التلويح بالقوة في امكانية مواجهة أي حرب قد يعلنها حزب الله على الجبهتين السورية واللبنانية بدعم ومساندة محور المقاومة وخاصة بعدما تعمدت وسائل الاعلام الصهيونية إطلاق الاشاعات حول ما يسمى  التمدد الايراني المزعوم في سورية وفتح بعض مصانع الاسلحة الصاروخية الدقيقة في سورية ولبنان, وهذا ما يؤكد شعور سلطات الاحتلال الصهيوني وقطعانه الاستيطانية بالرعب بعد انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه في دحر الارهاب والارهابيين المدعومين من هذا الكيان وشركائهم في الادارة الامريكية وعملائهم الصغار من بعض الانظمة الوهابية التكفيرية المتصهينة من النظام السعودي الى النظام التركي وبعض مشيخات الخليج وغيرها وما يثبت ذلك التصريحات الهستيرية لمعظم القيادات الصهيونية العسكرية والامنية والسياسية.

ومن جانب اخر تعمدت سلطات الاحتلال الصهيوني اثبات قدرة الجيش الصهيوني المتطورة في مواجهة قدرات حزب الله التي اصبحت الى جانب الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الفلسطينية وما يمتلكوه من اسلحة استراتيجية متطورة وخبرات تم اكتسبها في مواجهة العدوان الكوني على سورية منذ نيف وسبع سنوات وعصاباته الوهابية التكفيرية التي تمتلك اعتى الاسلحة الصهيوامريكية المتطورة سواء في معارك المدن وحرب العصابات والشوارع والحروب في الجبال مثل جبال القلمون بالإضافة للحرب في الصحراء والغابات كما حصل في مرتفعات اللاذقية وغاباتها الكثيفة مما ارعب سلطات الاحتلال الصهيوني بعد كسر الحصار في دير الزور بعد معارك شرسة في عدة محاور في البادية ودحر الارهاب والارهابيين من الدواعش واخواتهم في القاعدة والنصرة .

وبالرغم من سياسة التهديد والوعيد للقيادات الصهيونية العسكرية والسياسية والامنية تعمد البعض من هذه القيادات اطلاق بعض رسائل التهدئة التي تؤكد ان الجيش الصهيوني لن يتجاوز حدود المناورة فقط شمال فلسطين المحتلة .

وانطلاقا من هذه المعادلة الصعبة تعمدت القيادات الصهيونية الاستفادة من دروس الهزيمة وأضافت استراتيجية جديدة للعقيدة العسكرية الصهيونية تسعى من خلالها تعويد التجمع العسكري الاستيطاني الصهيوني في المستعمرات المحتلة على العيش في أجواء المعركة بعد أن سقطت نظرية المعركة على ارض الخصم في الحروب السابقة ضد العرب بعد أن فرضت المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين معادلة جديدة في استهداف الداخل الصهيوني بعد عدوان تموز عام 2006 والعدوان على غزة عام 2009 وفي العام 2014  بالإضافة لانتصارات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة على الارهاب والارهابيين بعد نيف وسبع سنوات من الحرب الكونية الصهيوامريكية الوهابية التكفيرية المعلنة على سورية والتي اثبت بشكل علمي وعملي انكشاف الجغرافيا العسكرية للداخل الصهيوني  لصواريخ المقاومة ومحورها.

لهذا السبب  تسعى سلطات الاحتلال الصهيوني قراءة دروس وعبر هذه الحروب ومحاكاة المتغيرات والمستجدات في الحروب المقبلة وفي مقدمتها مشاركة قطاعات المستوطنين على امتداد الكيان الصهيوني .

وفي الحقيقة تتسم هذه المناورة الصهيونية الكبرى بأهمية مميزة في ظل حالة الرعب الصهيوني وخاصة بعد التهديدات المتبادلة بين القيادات الصهيونية والقيادة السورية بعد العدوان الصهيوني الاخير على سورية واستهداف موقع عسكري للجيش العربي السوري في مصياف الهدف منه رفع معنويات عصاباتهم المهزومة تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه بالإضافة لرفع معنويات قطعانهم الاستيطانية المرعوبة في الاراضي الفلسطينية المحتلة لعدة اسباب من اهمها:

اولاً: ان كسر الحصار عن دير الزور ودحر الارهاب والارهابيين  يعني إعادة فَتح طريق الإمداد الاستراتيجي من إيران إلى “حزب الله” في لبنان عبر سورية والعراق، وهو الخَط الذي جرى إغلاقه طِوال الأعوام الثلاثة الماضية من السيطرة على دير الزور ومعظم الحدود العراقية السورية .

ثانيا : ان نهاية الحرب العدوانية على سورية يعني عَودة مقاتلي حزب الله التي اكتسبت خُبرات قتاليّة ميدانيّة هائلة في الحربين الكلاسيكيّة والعِصابات إلى جنوب لبنان والتركيز مُجدّدًا على العدو الاستراتيجي الصهيوني .

ثالثاً : خلافا لما يعتقده البعض ويتوهم من العدو الصهيوامريكي وعملائهم الصغار في المنطقة ان العدوان الكوني المعلن على سورية منذ نيف وسبع سنوات اثر على قدرات الجيش العربي السوري كمؤسسة عسكرية موحدة صلبة ومتماسكة واكتسبت المزيد القدرات والخبرات العسكرية القتالية في مختلف الظروف الصعبة والمعقدة مما يؤهلها لتصبح قوة عسكرية إقليميه ورقم صعب لا يمكن تجاهلها .

وهذا ما يؤكد بالدليل القاطع ان المتغيرات الدراماتيكية في سورية والعراق ولبنان لمصلحة المقاومة والمقاومين ستفرض على العدو الصهيوامريكي اولاً وعملائه الصغار في المنطقة ثانياً الداعمين للإرهاب والإرهابيين إعادة النظر في حساباتهم بعد هزيمة عصاباتهم الإرهابية المسلحة على معظم الجغرافية السورية وفي العراق وجرود عرسال اللبنانية بالإضافة للصمود الاسطوري لشعبنا الفلسطيني المقاوم في فلسطين المحتلة وخاصة في القدس وكذلك صمود الشعب اليمني العظيم وقواه الباسلة الصامدة امام تحالف العدوان الوهابي التكفيري السعودي .

وقد أثبتت تقديرات الموقف لدى بعض الأوساط العسكرية والامنية الصهيونية والخبراء الأمريكان في قراءاتها الميدانية للإحداث في سورية وخاصة بعد الانتصارات الكبرى للجيش العربي السوري وحلفائه ان الحرب  أصبحت في خواتيمها  وباتت  محسومة لصالح الشعب العربي السوري وجيشه الباسل بقيادة الرئيس بشار الأسد بعدما أصبحت سورية تقرع بوابة الحل السياسي بقوة لحل سوري سوري دون شروط مسبقة.

وقد اعترفت بعض الدوائر الصهيوامريكية بقوة الجيش العربي السوري الذي كان وما زال يشكل الخطر الاستراتيجي على لكيان الصهيوني وقالت أن هناك بعض الأجهزة الخاصة الصهيوامريكية التي تقوم بتقييم شهري للأوضاع الميدانية في سورية لفحص مقاييس التهديد الاستراتيجي الذي يشكله الجيش العربي السوري وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين على الكيان الصهيوني .

لذلك يتعمد العدو الصهيوامريكي وعملائه الصغار في المنطقة التدخل العسكري المباشر من هنا او هنا او من خلال عملائهم كما يحصل اليوم بعد تسليم الدواعش مواقعه لما يسمى قوات سورية الديمقراطية المزعومة بالقرب من دير الزور لقطع الطريق على انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه هذا من جهة ومن جهة اخرى  إفشال أي مشروع سياسي لحل الأزمة لبقاء سورية في دائرة الحرب واستنزاف قدراتها التي تشكل تهديدا جديا لهذا العدو الصهيوني المحتل وكل المصالح الصهيوامريكية في المنطقة .

وبالرغم من ذلك مازالت سورية تتميز بوحدة الشعب والجيش والقيادة وما زالت القوات المسلحة السورية تملك من المفاجآت والقوة الكثير بعد مراكمة الخبرات بين صفوف أبنائها البررة ومواكبة التطورات العسكرية المختلفة وخاصة في ميادين التسليح الصاروخي لحظة بلحظة بالإضافة لامتلاك أسلوب قتالي مهم وهو اكتساب الخبرة في حرب العصابات إلى جانب قوى المقاومة في لبنان وفلسطين والذي سيتم استخدامه في جبهة الجولان في المدى المنظور بعد تجاوز المنهج الكلاسيكي القديم لمواجهة احتمالات أي  عدوان اجني خارجي أو صهيوني على سورية ليشعل المنطقة في جبهات عدة ستكون بداية النهاية للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة كل فلسطين والاراضي العربية المحتلة .

وقد أكد العديد من المحللين العسكريين أن شن أي حرب صهيونية على سورية أو أي قوة من قوى المقاومة سواء كانت محدودة أو شاملة سيكون حليفها الهزيمة والخزي والعار لتحالف الشر الصهيوامريكي .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى