النجم الساطع .. غيومه تحوم !

أفرزت أتفاقية كامب ديفيد بين نظام السادات وأسرائيل –1- المعونة الأمريكية لمصر فى شكلها النقدى أو فى شكل أسلحة تراعى ابدأً أن تكون دون المستوى وتضمن التفوق الأسرائيلى فى التطور والهجوم -2- مناورات النجم الساطع التى كانت تجريهاالقوات الأمريكية كل عامين مع القوات المصرية ,والتى أستمرت بأنتظام حتى العام 2009 والتى توقفت رسميا فى 2013 احتجاجاً على ثورة 30يونيو التى قادها الجيش والشعب المصرى ضد حكم الرئيس المعزول محمد مرسى .

المعونة الأمريكية – مكافأة لمصر وأسرائيل , وأن كان ماهو مقرر لأسرائيل يفوق بمراحل كبيرة .

مناورات النجم الساطع – لربط مصر بالمنظومة الأمريكية العسكرية تلك المنظومة التى تحافظ على الأمن الأسرائيلى كهدف أستراتيجى – ولاِغراء الحكومات العربية على قبول أسرائيل كقاعدة متقدمة للأمبريالية الأمريكية فى العالم العربى , ولكى يتحقق للصهيونية عنصريتها فى اقامة دولتها الدينية العنصرية على كامل التراب الفلسطينى وما يستجد لتحقيق حلم أسرائيل من النيل للفرات .

المعونة الأمريكية – تخطت المكافأة بمرور الزمن وصارت تستغل لتحقيق مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط , واِن تغلفت مؤخراً بورق سوليفان لتخفى حقيقتها فى أنتهاك أرادة المتلقى لها .

مؤخراً قطعت أمريكا المعونة المالية عن مصر لأسباب قدرها الكونجرس الأمريكى فيما يلى :

1- أنتهاك حقوق الأنسان من جانب الأدارة المصرية وسوء المعامله فى السجون -2- أعتراض الكونجرس على قانون منظمات المجتمع المدنى , معتبره أن مصر أتخذت مواقف ضد هذه المنظمات التى تهدف لنشر الديمقراطية -3- التعاون بين مصر وكوريا الشمالية التى تعتبرها أمريكا المُهدد للسلم والأمن الدوليين من خلال تجاربها النووية .

ورغم كل ذلك قررت الحكومتين الأمريكية والمصرية عودة مناورات النجم الساطع مؤخراً وأجرائها فى صحراء مصر الغربية على الحدود مع ليبيا وهى تُجرى الآن .

وعلى ذلك يتضح التباين فى المواقف -فى دولة المؤسسات الأمريكية – فيما بين الكونجرس وبعض منظمات المجتمع المدنى الأمريكية فى أمريكا وبين الأدارة الأمريكية – فألأدارة الأمريكية لاتخاطر بالتفريط فى العلاقات مع مصر (خوفا من مروق مصر من تحت يدها ) والهدف صالح أسرائيل وأمنها ,لكن يبقى الهدف الأستراتيجى وهو سحب البساط من تحت يد روسيا .

روسيا – ومنذ الأتحاد السوفيتى , لاتأمن لمصر ,اِلا من خلال سياسة ” ناصرية” قادها عبد الناصر ضد السيطرة الأمريكية وعبر عنها بتعاون استراتيجى مع الأتحاد السوفيتى ,وتحاذر فى علاقاتها مع حكام مصر بعد عبد الناصر وتتوجس خيفة منذ السادات مرورا بمبارك والى الآن , ونصب عينيها تجربة الأتحاد السوفيتى مع السادات الذى أفشى أسرار الأسلحة السوفيتية المتطوره ( وقتها) لأمريكا بأرساله بعضها الى الجيش الأمريكى , الذى أجهض فاعليتها , وكذلك طرد الخبراء السوفيت ,وواصل مبارك الأنحياز لأمريكا على حساب علاقات متدنيه مع روسيا – ولذلك فروسيا تريد من يطمأنها على علاقات أستراتيجية مع مصر , تحفظ لروسيا سرها فى صراعها العسكرى بالذات مع أمريكا , خاصة وأن مفاعل الضبعة النووى بأمكانيات وتقنيات روسية والمزمع أقامته بمصر مازال يواجه فى تنفيذه تلك الثقة المفقودة , وتواجه ذلك ايضا عودة السياحة الروسية الى مصر, كما وأن هيكلة بعض المصانع التى توقفت عن الأنتاج – والتى بناها عبد الناصر- قد أجهض مشروع هيكلتها مع روسيا من جانب الأدارة المصرية , رغم الاستعداد الروسى .

مؤخراً زار الصين الرئيس عبد الفتاح السيسى مدعواً لحضور مؤتمر “البريكس” , وبدت لقاءات وأتفاقات مصرية مع الرئيس بوتين والرئيس الصينى , أشتمت منها الأدارة الأمريكية محاولة مروق السياسة المصرية بعيداً عن المصيدة الأمريكية , من هنا كانت مناورات النجم الساطع رغم قرار الكونجرس بحجب المعونة عن مصر ,لتعيد من جديد سطوع الأمبريالية الأمريكية فى سماء القاهرة فتضحى غيوم متلبدة تحوم لتظلل الشعب المصرى والأمة العربية , و تضع العلاقات المصرية الروسية من جديد فى مسار الشكوك , فتفقد الدبلوماسية المصرية بوصلتها فى تحقيق التوازن فى العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى