كشف السناتور الروسي، فرانس كلينتسيفيتش، أن التصرف الأمريكي الأخير حول إجلاء قياديي وعناصر تنظيم “داعش” الإرهابي من مدينة دير الزور السورية، هو دليل آخر أن الولايات المتحدة الامريكية لا ترى التنظيم عدوا مباشرا لها في سوريا، بل تواجه روسيا كمنافس أول لها في المنطقة.
وقال كلينتسيفيتش “مهما حاول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يدعي محاربة تنظيم “داعش” والإرهاب في المنطقة تبرير تصرفه الأخير حول إجلاء الإرهابيين من دير الزور السورية، فهذا دليل آخر أن الولايات المتحدة لا تحارب الإرهاب بصورة جدية بل تنفذ أهدافها وأجندتها ليس إلا”.
وأضاف كلينتسيفيتش “شاهدوا ممارسات أمريكا في أفغانستان وغيرها من الدول التي دخلتها تحت شعار محاربة الإرهاب، لقد كانت دائما تقف إلى صف المجاهدين في أفغانستان والإرهابيين في دول أخرى واليوم في سوريا”.
واعتبر كلينتسيفيتش أن الولايات المتحدة بتصرفاتها باتت واضحة من تدعم وإلى جانب من تقاتل، وبالنسبة لها المنافس الأول والوحيد هي روسيا، أما الإرهابيون فهم مجرد أدوات لتنفيذ مخططاتهم.
وكان مصدر عسكري – دبلوماسي قد كشف أن سلاح الجو الأمريكي قام خلال شهر آب الماضي بإجلاء أكثر من 20 قائدا ميدانيا، وعددا من المسلحين المقربين منهم تابعين لتنظيم “داعش” الإرهابي من منطقة دير الزور السورية.
وقال المصدر لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “خلال الأسابيع الأخيرة من شهر آب، خلال التقدم الناجح للقوات السورية في شرق سوريا، تم إجلاء عدد من القادة الميدانيين العاملين تحت إشراف الاستخبارات الأمريكية إلى مناطق آمنة بشكل عاجل من أجل استخدام خبراتهم في مجالات أخرى مستقبلا”.
وتابع: “على وجه الخصوص، تم يوم 26 آب إجلاء قائدين ميدانيين لـ “داعش” من أصل أوروبي مع أفراد عائلاتهم من مدينة الطريق شمال غرب دير الزور”.
كما أشار المصدر إلى أنه تم إجلاء 20 قائدا ميدانيا وعددا من مسلحي “داعش” المقربين منهم من بلدة البوليل جنوب — شرق دير الزو إلى شمال سوريا يوم 28آب الماضي.
وأكد أن المسلحين بعد رحيل قيادييهم يتركون مواقعهم بعد إجلاء قادتهم وهذا يسهم في إنجاح تقدم القوات السورية.
وكشف المصدر لـ”سبوتنيك”، أن هناك معلومات تدل على تورط استخبارات التحالف الدولي، وخاصة الأمريكية في دعم المجموعات المسلحة التي يشرف عليها تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال المصدر إنه “مع اقتراب دحر القوات السورية لتنظيم “داعش” بالقرب من دير الزور، ترد أدلة جديدة على تورط عميق لاستخبارات ما يسمى بـ”التحالف الدولي”، وخاصة الولايات المتحدة في تموين ودعم فصائل المسلحين العاملة بقيادة “داعش” في سوريا. ويتحدث مسلحون تم أسرهم، خلال استجوابهم، عن وقائع عديدة لدعم الاستخبارات الأمريكية للقياديين الميدانيين للجماعات الإرهابية منذ عهد الإدارة السابقة وحتى الآن”.
وأشار إلى أن عملية إجلاء المسلحين من دير الزور ليست الأولى من نوعها. وقال: “في أيار الماضي، قامت المروحيات الأمريكية بإجلاء قياديين ميدانيين ومرتزقة أجانب من أصل أوروبي من بلدة كسرة في محافظة دير الزور. وفي حزيران وتموز تم رصد عمليات إجلاء مسلحين في محافظة الرقة”.