جمعيات أجنبية تضخ ملايين الدولارات لتمويل الاستيطان بالضفة الغربية

سلّط تقرير رسمي فلسطيني، الضوء على قيام جمعيات أجنبية مقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بضخ ملايين الدولار سنويا من أجل دعم المستوطنات والمستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضح المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان  التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الحديث يجري عن جمعية تسمى “كيرن (صندوق) سيغال ليسرائيل”، ممولة من عائلة فيلك اليهودية في بنما، وهي من العائلات اليهودية الثرية في العالم ومن العائلات التي تمول حملات نتنياهو الانتخابية وغيرها.

وأشار المكتب الوطني في تقرير الاستيطان الاسبوعي، إلى أن الجمعية، مسجلة رسميا منذ العام 2007، حيث أن من أهدافها، إقامة وتطوير مشاريع تربوية وثقافية لما يسمى “ميراث إسرائيل”، وعن الاستيطان اليهودي في القدس وفلسطين، إضافة إلى المبادرة لإقامة ودعم مشاريع نشاطات لتخليد “تراث إرث الحي اليهودي في القدس”، والمبادرة “لإقامة ودعم مشاريع ونشاطات من أجل اسرائيل وإرث اسرائيل”.

واستند التقرير بمعلوماته إلى، فاحص مسجل الجمعيات الاسرائيلي، حيث وجد أن هذه الجمعية لا تنشط بأي من الأهداف التي وضعتها، وإنما هي مجرد قناة تحويل أموال لأخطر عصابات المستوطنين، التي تنشط في القدس المحتلة، وأماكن متعددة في الضفة المحتلة، منها مشاريعها الاقتلاعية للفلسطينيين، والاستيلاء على الأراضي بوسائل الغش والخداع.

وبحسب “المسجل الاسرائيلي”، فإن الجمعية تعمل على تسجيل “التبرعات” بأسماء شركات متعددة، ولكن كل هذه الشركات مملوكة لذات العائلة، وكذلك، فإن العائلة ذاتها، تحول أموالا لهذه الجمعية، عبر جمعيات أخرى في العالم، في محاولة لإخفاء هويتها أمام العالم، عن تمويل هذا النشاط الاستيطاني ومن ضمنها جمعية “إلعاد”، المتخصصة بالاستيطان في البلدة القديمة في القدس وحولها، وبشكل خاص في حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى

وبحسب تقرير المكتب الوطني، فيتضح أيضًا أن عائلة فليك، موّلت مشاريع استيطانية في حي “سلوان” المجاور لجنوب المسجد الأقصى المبارك، كما تمول عصابة ارهابية تسمى “صندوق رعاية الفكرة الصهيونية وتحقيقها حسب الجذور اليهودية”.

واشار التقرير، إلى أنه رغم تلك المخالفات بحسب القانون الاسرائيلي، إلا أن مسجل الجمعيات لم يوصي بضرورة ملاحقة الجمعية قانونيا، بل اكتفى بمطالبتها بالعمل وفق البرنامج الذي أسست بشأنه وهو دعم التراث اليهودي.

وفي سياق متصل أشار التقرير الفلسطيني، إلى أن الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو وأذرعها الاستعمارية المختلفة صعدت حربها الشاملة على الوجود الفلسطيني في مدينة القدس والمناطق المحتلة المصنفة “ج”، عبر سلسلة طويلة من التدابير والاجراءات التهويدية العنصرية، التي تضرب مقومات الوجود الفلسطيني في تلك المناطق، وفي مقدمة تلك الاجراءات، هدم المنازل والمنشآت والمصانع والورش وتجريف أراضي المواطنين وممتلكاتهم، وحرمانهم من استغلال أراضيهم، بهدف تحقيق المزيد من السيطرة الاسرائيلية عليها وسرقتها وتخصيصها لصالح الاستيطان

وبين التقرير أنه وتطبيقا لسياسة تكثيف البناء على طول المسارات القائمة والمستقبلية للقطار الخفيف صادقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الاسرائيلية على مخطط بناء كبيرعلى الشارع الرئيسي المجاور  لبلدة بيت صفافا ، وينص المخطط على بناء عشرات المباني السكنية ومبنيين تجاريين في “سدروت دوف يوسف” في بداية الطريق الذي يصعد الى مستوطنة”غيلو”.

وفي خطوة تلفت الانتباه، قام رئيس دولة الاحتلال روبي ريفلين بزيارة مقر قيادة الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية برفقة رئيس اركان الجيش جادي ايزنكون ومنسق الجيش بولي مردخاي وقائد المنطقة الوسطى تلقى ريفلين من الإدارة المدنية التي تعتبر الذراع المدني لتنفيذ مخططات جيش الاحتلال في المناطق المحتلة، وقابل عددا من الضباط العاملين فيها.

ويبيّن التقرير انه اتضح الاسبوع الماضي أن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على زيادة ميزانية اخلاء الموقع الاستيطاني العشوائي عموناه واعادة توطين المستوطنين من جديد بعشرات ملايين الشواقل . فقد توجه مكتب نتنياهو الاسبوع الماضي الى وزارة المالية بطلب زيادة تطوير المستوطنة البديلة الجديدة المسماة عميحي والمعدة لاستيعاب مستوطني “عموناه” بمبلغ يتراوح بين 8 إلى 20 مليون دولار.

وتعتبر المستوطنات الاسرائيلية غير قانونية من وجهة نظر المجتمع الدولي، وعائقا رئيسيا امام جهود السلام لانها مقامة على اراض يريدها الفلسطينيون ضمن دولتهم المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى