المال الخليجي يخترق اعرق الجامعات البريطانية وينفذ الى عمق برامجها

أثار قبول جامعات بريطانية لأموال في صورة تبرعات من بعض الدول العربية والأشخاص جدلا سياسيا في مجلس العموم، لكنّ ذكر اسم قطر قلب المشهد رأسا على عقب نظرا لعلاقتها بتنظيمات إرهابية.

ووجه سياسيون وخبراء انتقادات لاذعة لإدارة جامعة أوكسفورد بعدما قبلت تبرعا بلغ 3 ملايين جنيه إسترليني من مؤسسة قطر للتطوير. وتم قبول التبرع في صورة برنامج منح دراسية يحمل اسم “قطر-ثاتشر” نسبة إلى رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر.

وأدى ذلك إلى موجة غضب عارمة في لندن، إذ تصاعدت الشبهات حول محاولة قطر التأثير على استقلالية برامج البحث العلمي في الجامعة بما يخدم مصالحها، خصوصا في برامج الدراسات العربية والإسلامية.

وقال المستشار الإعلامي السابق لثاتشر، السير برنارد إنغهام إن “قبول الجامعة بهذه المنحة من دولة تدعم الإرهاب هو تصرف فظيع″.

وأضاف في تصريحات لصحيفة “صنداي تلغراف” إنه “يبدو لي غريبا أن الجامعة التي رفضت منح السيدة ثاتشر درجة علمية فخرية تستعمل اسمها اليوم في برنامج منح دراسية ممول من دولة تروّج للإرهاب”.

وقال “لا أعرف ماذا يحدث بالضبط. أعتقد أن السيدة ثاتشر لو كانت على قيد الحياة اليوم، كانت لتطرح أسئلة مؤلمة للغاية حول هذا الموضوع، لا أعرف بالضبط إلى أين نحن ذاهبون، هل مازالت هناك أيّ أخلاق أو مبادئ باقية؟”.

وعلى ما يبدو تتعاظم يوما بعد يوم سمعة قطر كدولة راعية للإرهاب في الغرب. ومن وقت إلى آخر يظهر تأثير انكشاف حقائق علاقاتها بتنظيمات جهادية ومتشددة تباعا على العامة والمؤسسات الحكومية والأهلية في الدول الغربية. ومن شأن ذلك أن يخلق مع الوقت حساسية مفرطة من التعامل مع الدولة القطرية أو إحدى مؤسساتها، وهو ما سيضع الاستثمارات والتحركات القطرية خصوصا في أوروبا على المحك.

وتمثل المنح التي تتلقاها جامعات كبرى حول العالم من دول وشخصيات خليجية أحد أهم الموارد التي تعتمد عليها لتمويل برامج البحث العلمي. ومن بين هذه البرامج أموال تلقتها جامعة كامبردج كمنحة من الأمير الوليد بن طلال بقيمة 8 ملايين جنيه إسترليني من أجل تأسيس مركز “مركز الوليد بن طلال” للدراسات الإسلامية.

كما تلقت جامعة إكستر منحة تفوق 8 ملايين جنيه إسترليني من حاكم إمارة الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على مدار العقدين الماضيين. وتركز تبرعات الشيخ سلطان على مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع للجامعة. وفي عام 2007 ذكر تقرير أصدرته الجامعة أن الشيخ سلطان بن محمد القاسمي هو أهم متبرع داعم للجامعة على الإطلاق.

لكن تبرعات قطر خصوصا كان لها وقع مختلف. وإذا كان سياسيون، مثل روبرت هالفنون رئيس لجنة التعليم في مجلس العموم البريطاني، لديهم حساسية تجاه كل المنح القادمة من منطقة الشرق الأوسط حفاظا على استقلال الجامعات، فإن تبرعات قطر تحيط بها مخاوف نشر أفكار متشددة عبر برامج الأبحاث والدراسات الإسلامية التي يدرسها طلاب غالبيتهم من المسلمين.

ويقول أندرو بيرسي، الوزير السابق والنائب في البرلمان عن حزب المحافظين، إن “الجامعات قد تحوّلت إلى أرض خصبة لنشر الكراهية والتطرف بين الطلاب على مدار الأعوام الماضية، وتم تحويل طلاب كثر إلى متطرفين داخل مباني هذه الجامعات”.

وأضاف “لا يجب على إدارات الجامعات تلقّي أيّ منح من أناس يحاولون التأثير على مسار طلابنا أو جعلهم يؤمنون برؤى وأفكار تقف على النقيض من نشر التسامح وقيم الاحترام المتبادل والديمقراطية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى