عبد الناصر يطمئن على المقاتل الأردني الخرشه

 

أثار شريط الفيديو الذي بثه الصحفي أحمد حسن الزعبي عن الجندي الأردني المقاتل مصطفى جدعان الخرشه (أبو جدعان) الشجون والأحزان معا على ما وصل إليه حال الوطن وإهمال حكومات وادي عربة المتعاقبة للوطن و للمواطن,  خاصة الذين حملوا أرواحهم على أكتافهم  ودافعوا عن الوطن وثراه الطاهر كما دافعوا عن أمتنا العربية ومقدساتها .

المقاتل البطل مصطفى جدعان الخرشه واحد من هؤلاء الذين تصدوا للعدو الصهيوني في نكسة حزيران الأليمة وقاتل قتال الأبطال كمن يحب الموت ويكره الحياة ، وتمكن هذا البطل من تدمير أربع دبابات للعدو, ورغم إصابته بجراح بليغة إلا أنه بقي يقاتل حتى سقط في ميدان الشرف أسيرا  نتيجة جروحه البليغة ، وكما يقول الأستاذ الزعبي في شريطه كتبت عنه في حينها الصحف الصهيونية لدرجة أن الجنرال الصهيوني موشيه ديان طلب بنفسه رؤية ذلك البطل الذي قاتل حتى وهو جريح قتال الأبطال الميامين ، وعندما قابله ديان لم تخن بطلنا أبو جدوع الشجاعة وقال لديان ترجم يا مترجم واسمع يا أعور  الحرب كر وفر اليوم لك وغدا لنا، الأمر الذي أفقد موشيه ديان صوابه خاصة وهو في عز نصره الرخيص ومجده الزائف الذي كانت أمريكا عموده الفقري .

البطل أبو جدعان الخرشه لم يكرم في وطنه ولم يحصل على أوسمه من الذين باعوا تضحيات الأبطال أمثال أبو جدوع  وغيره في وادي عربة .

ما لفت الانتباه وزاد حزننا أكثر كان اهتمام الزعيم جمال عبد الناصر بهذا البطل وإرسال صديقه المقرب الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل رحمه الله  للاطمئنان على هذا البطل الأردني  بعد خروجه من ألأسر الصهيوني ، هكذا كان زعيم الأمة جمال عبد الناصر لا ينسى أبناءه المقاتلين ليس في مصر وحدها, ولكن في كل الوطن العربي وكل من قاوم الوجود الصهيوني، والزعيم قرأ ما كتبته الصحافة الصهيونية عن بطلنا ابو جدعان الخرشه واهتم بقضيته لدرجة إرسال أقرب المقربين إليه الأستاذ هيكل, وكان حينها وزيرا للإرشاد القومي والخارجية بالوكالة معا, للاطمئنان على الجندي العربي من الأردن أبو جدوع الذي قاتل قتال الأبطال .

أي إنسان وأي قائد كنت يا أبا خالد، يا من حملت قضايا أمتك وشعبك ولم تنس كل بطل  من أبطال هذه الأمة من المحيط للخليج قاتل بشرف وشجاعة إلا وكنت بجانبه، كم نفتقدك اليوم ونحن نرى أشاباه الرجال، فأي قائد وأي زعيم كنت أيها الملهم ، والذي كان يتابع كل جندي ومقاوم ويوجه بندقيته نحو الكيان الصهيوني ومن أوجده  .

الفيديو الذي بثه الأستاذ أحمد حسن الزعبي عن بطلنا أبو جدعان الخرشه أعاد أحزاننا على واقع وطننا وأمتنا، وأبو جدوع اليوم ليس له دخل إلا من أرضه الطيبة وراتبه التقاعدي الذي يبلغ (240) مائتين وأربعون دينارا فقط, كان يخصم نصفه للإقراض الزراعي حتى تبرع أحد العرب الشرفاء من المغتربين في كندا من تسديد ديونه بعد أن سمع بقصته  حيث أرسل إليه أن يطلب ما يشاء ولم يطلب بطلنا سوى سداد دينه على الإقراض الزراعي حتى لا يخصم من راتبه التقاعدي وهكذا كان ، كل التقدير والاحترام للوطني الشهم النبيل .

أبو جدعان الخرشه, كما أسلفت لم يكرم في وطنه كما لم يكرم بطل الكرامة  الفريق مشهور حديثه الجازي ، ولكن أبو جدعان حصل على أوسمة الميدان الذي يفخر بها وهي رصاص العدو الذي لا تزال آثاره على جسد أبو جدعان لليوم شاهدة على عصر البطولة والتضحية والفداء ، وكم كان الزعيم جمال عبد الناصر عظيما ومتابعا علما بأن ذلك حصل في بداية حرب الاستنزاف .

رحمك الله يا زعيم الأمة جمال عبد الناصر ومتعك الله بصحتك يا أبو جدعان فأنت شمعة مضيئة في ليلنا الطويل, ولا شك إن التاريخ سينصفك كما سينصف غيرك من أحرار الأمة.. ولا نامت أعين الجبناء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى