قطر تتراجع تكتيكياً عن طلب تدويل الاماكن المقدسة بالسعودية بعدما وصفه عادل الجبير بـ”اعلان حرب” وهدد بالرد عليه

فيما يشبه التراجع التكتيكي السريع, نفى وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، امس الأحد ، طلب بلاده “تدويل الحج”، كما نفت الدوحة قيام الدول المحاصرة لها بتخصيص ممرات طوارئ جوية لطائراتها.

وجاء نفي الوزير القطري في تصريحات نقلتها عنه قناة “الجزيرة” بعد ساعات من اتهام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للدوحة بـ”محاولة تسييس الحج”، واعتبر أن “طلبها تدويل المشاعر المقدسة بمثابة إعلان حرب”.

وقال آل ثاني: “لم يصدر أي تصريح عن أي مسؤول قطري بشأن تدويل الحج (…) ولم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية”.

وتابع أن “قطر لم تسيس الحج، بينما تم تسييسه للأسف من قبل السعودية”.

وكان عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، قد اتهم السلطات القطرية امس بأنها تطلب تدويل المشاعر المقدسة، مشيرا إلى أن ذلك أمر عدواني وإعلان حرب ضد المملكة.

وقال الجبير، في حديث لقناتي “العربية” و”الحدث، امس الأحد، على هامش الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية دول مقاطعة قطر في العاصمة البحرينية المنامة: إن “طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب ضد السعودية، ونحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل على تدويل المشاعر المقدسة”.

وفي وقت سابق من امس الأحد، اتهم الجبير، خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي المشترك لوزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، السلطات القطرية بمحاولة “تسييس الحج”، مؤكدا ترحيب بلاده بالحجاج القطريين.

وقال الجبير في هذا السياق: “المملكة لا تقبل أن يكون هناك تسييس للحج لأن هذه مشاعر مقدسة… تاريخ المملكة واضح فيما يتعلق بتسهيل قدوم أي زائر لبيت الله الحرام سواء في عمرة أو حج، ونرفض ما تقوم به قطر من محاولة لتسييس هذا الأمر، ونعتبره لا يحترم الحج ولا الحجاج”.

وأردف الجبير: “المملكة تبذل جهدا كبيرا في تسهيل وصول الحجاج والمعتمرين، فالأشقاء في قطر مرحب بهم مثل ما نرحب بكل مسلم في أي مكان بالعالم، لزيارة الأماكن المقدسة”.

وشدد وزير الخارجية السعودي، في الوقت ذاته، على أن الإجراءات، التي اتخذتها المملكة، سيادية وسببها “سياسات قطر الداعمة للإرهاب”.

واعتبر الجبير أن “قطر لم تطبق بنود اتفاق الرياض”، الذي تم إبرامه في أيار الماضي خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية في العاصمة السعودية، التي جرت بمشاركة رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب،  كما شدد على أنه “لا تفاوض بشأن مبدأ وقف دعم الإرهاب”.

وتأتي تصريحات الجبير إثر إعلان اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية أنها “خاطبت المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة، حول العراقيل والصعوبات التي تواجه حجاج دولة قطر من المواطنين والمقيمين”.

وذكرت اللجنة في بيان لها أنها عبرت عن “قلقها الشديد إزاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية”، بينما تعهدت الرياض في وقت سابق بتسهيل إجراءات الحج للمواطنين القطريين، ولكن وفق شروط.

واعتبرت اللجنة ذلك “انتهاكا صارخا لجميع المواثيق والأعراف الدولية التي تنص على حرية ممارسة الشعائر الدينية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى