عدد جديد من مجلة “قضايا معاصرة”

 

أصدر المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية العدد الثاني من مجلته قضايا معاصرة. وخصصت المجلة ملفها الرئيسي لتسليط الضوء على التحديات الكبرى التي يواجهها الطرح الليبرالي في العالم العربي الراهن و”تحليل الإشكالات المعيقة والشروط الموضوعية لنجاح الفكرة الليبرالية في العالم العربي بعد الحراك وقبله”.

وجاء في تقديم المجلة التي يرأس تحريرها المفكر المغربي محمد سبيلا أن هناك عوامل كثيرة أدت إلى انحسار القيم الليبرالية حيث “ساهمت عدة عوامل في انحسار القيم الليبرالية، منها الانتشار الكبير للأيديولوجيات الاشتراكية والشيوعية الشعبوية، بعد النجاح المتوالي للانقلابات العسكرية ذات الأيديولوجية القومية العروبية في عدد من البلدان المفصلية في العالم العربي كمصر والعراق وسوريا. ومما سارع أيضا في تراجع الطرح الليبرالي تصاعد الإسلام السياسي المتشدد، الرافض للثقافات الأخرى ولقيم الليبرالية وروح التسامح وحق الاختلاف وتقبل الفكر الآخر المختلف”.

وفي هذا السياق ساءلت مواد هذا العدد “الاختلالات الكبرى التي اكتنفت مسيرة تطبيق الليبرالية في الدول العربية وكيف يمكن تجاوزها” يقول تقديم المجلة. ويضيف أن مواد العدد “ساءلت أيضا مدى اتساق البنى الفكرية والمجتمعية والقيمية العربية مع الطرح الليبرالي بعد الحراك وقبله”. فهل يمكن المواءمة مثلا بين القكر والاممارسة الليبرالية والتدين في العالم العربي الإسلامي الحديث؟ كما وقفت مواد هذا العدد عند أهم العوائق التي تقف أمام انتشار وترسيخ الفكرة الليبرالية في العالم العربي الحديث.

وتضمن العدد مساهمات عدد من المفكرين والباحثين المغاربة، العرب والأجانب. حيث عنون المفكر المغربي محمد سبيلا مقالته بـ ” في الأسس الفكرية لليبرالية”، فيما حملت مقالة محمد أندلسي عنوان” نحو إعادة استشكال فلسفي لمفهوم الحرية على ضوء الثورات الربيعية”. وفي مجال السوسيولوجيا نقرأ مقالا للباحث الجزائري مصطفى راجعي تحت عنوان: المتدينون ودعم الأسواق الحرة في العالم العربي الإسلامي: نحو منظور فرداني منهجي وأدلة من المسح الدولي للقيم”. وفي السياق ذاته توقف عزيز مشواط عند ما سماه” المثقفون وسر العداء لليبرالية”.

وبخصوص المساهمات الأجنبية تضمن العدد مقالا لـ”داليبور روهاتش” ترجمه إلى العربية الباحث العراقي علي الحارس، ومقالا آخر لـ”رالف ريكو” بعنوان لمحات من تاريخ الليبرالية ترجمه الباحث الاقتصادي المغربي رشيد أوراز الذي حاور في نفس العدد المفكر الليبرالي محمد تملدو.

يذكر أن المركزالعلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية الذي أصدر المجلة مؤسسة بحثية علمية عربية تأسست بالرباط من طرف ثلة من الباحثين وساهم منذ تأسيسه قبل أربع سنوات في تنشيط الحركية الثقافية المغربية والعربية من خلال انتاج وترجمة عدد من المراجع الكلاسيكية في العلوم الإنسانية بالإضافة إلى احتضانه عددا من المحاضرات والندوات المحلية والدولية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى