كاتب تركي يفضح مخطط المخابرات الامريكية وبعدها البنتاغون لاسقاط النظام السوري

اعلن الكاتب التركي نهاد علي أوزرجان في مقالة نشرتها صحيفة “ملليت” التركية, انه في الأيام الأولى لاندلاع الأزمة السورية، حرصت الحكومة الأمريكية على تقصير مدة “الثورة” ، وعملت على الإطاحة بالحكم السوري بسرعة. وبحسب القواعد الأمريكية فإن من الواجب القيام بذلك عبر “عملية سرية”.

وأشار الكاتب أوزرجان إلى أنه خلال فترة قصيرة، تدخلت وكالة الاستخبارات الأمريكية وبدأت التحرك كما تقتضي القواعد. وأقامت تعاونا مع أجهزة الاستخبارات الصديقة في البلدان المجاورة، وبعد ذلك بدأت العملية السرية التي تتمحور حول تقديم كافة أنواع الدعم للمعارضة المسلحة. “نتحدث هنا عن سلسلة من العمليات السرية تنكرها الولايات المتحدة في كافة الظروف.”

ولفت أوزرجان إلى أن الهدف الرئيسي كان تنظيم الفصائل العسكرية في الميدان، وإنشاء قدرات جديدة لها، وإضفاء هوية إيديولوجية عليها. وفي هذا الإطار أنفقت الولايات المتحدة على المعارضة الصديقة لها بسخاء، وقدمت لها الأموال وزودتها بالسلاح، ووفرت لها التدريب العسكري، والأنشطة الدعائية، وأقامت الاجتماعات لها في فنادق خمس نجوم.

وقال اوزرجان: مع استمرار الحرب فترة طويلة زاد عدد اللاعبين في الساحة، وبعد مدة تغيرت طبيعة الحرب. وقفت روسيا وإيران وحزب الله بقوة إلى جانب الأسد. واتضح بعد فترة أن “الجيش السوري الحر”، الذي انقسم وتكاثرت فصائله، لن يتمكن من الإطاحة بالأسد. أظهر “صعود الراديكاليين” أن طبيعة العملية في سوريا تغيرت بالنسبة للولايات المتحدة.

وأوضح أوزرجان أن التطور الأبرز، الذي وسم التغير في الحرب السورية، كان حملة تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا. ليتضح بعدها أن المشكلة تجاوزت الحد الذي يمكن لجهاز استخبارات أن يحلها، وخرجت من قائمة الأمور التي يمكن التعامل معها عن طريق عمليات سرية. طبيعة العنف وشدته وحجمه والحسابات السياسية، كل ذلك أبرز الصفة العسكرية للأزمة..

ودفع فشل القوات المحلية في إخراج “داعش” من عين العرب والموصل وتزايد الهجمات الإرهابية في الغرب، بوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إلى الواجهة، بينما تراجع دور وكالة الاستخبارات المركزية. وأكسب مجيء إدارة ترامب والتقدم العسكري على الأرض المشروعية والزخم للبنتاغون.

وأكد أوزرجان أن الجيش الأمريكي هو من يدير الملفين السوري والعراقي اليوم. “بطبيعة الحال هذا لا يعني أن وكالة الاستخبارات أوقفت عملياتها، لكن الأفكار والتطلعات والأهداف والحلفاء والمؤسسات والأساليب والوسائل في السنوات الأولى من الحرب السورية تعرضت لتغير كبير”. وتحول التدخل من “عملية سرية” تديرها أجهزة الاستخبارات إلى حرب مفتوحة يخوضها الجنرالات.

وذكر الكاتب في مقالته أن صحيفة واشنطن بوست أوردت خبرا في عددها الصادر بتاريخ 19 تموز الجاري، يشير إلى مدى التغير. وقالت الصحيفة إن ترامب أوقف برنامج تسليح المعارضة السورية المعتدلة، الذي تشرف عليه وكالة الاستخبارات. وبينما انقطع دعم وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” للمعارضة المعتدلة، عمّقت البنتاغون علاقتها بحزب الاتحاد الديمقراطي من خلال تدريب وتسليح عناصره.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى