عبقرية أينشتاين لم تمنعه من مزاولة اعمال وعادات غريبة

تشير الوثائق التاريخية إلى عادات غريبة كان ينتهجها العباقرة والعلماء الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم من تقدم وحضارة. فهل أثرت هذه العادات فعلاً على ذكائهم وعمل أدمغتهم المتَّقدة. نستعرض فيما يلي أغرب عادات بعض العلماء، لعلّنا نستلهم منها بعض الشيء.

ولعل من بين كل العقول العظيمة على مرِّ التاريخ، يمكن القول إنَّ أمهر مَن تمكَّن مِن الجمع بين العبقرية والعادات غير العادية كان ألبرت أينشتاين صاحب النظرية النسبية المعروف.

ومن المعروف أنَّ النوم جيد لعقلك، وبالفعل أخذ أينشتاين هذه النصيحة بجديةٍ أكثر من معظم الناس. إذ يُقال إنَّه كان ينام لمدة لا تقل عن 10 ساعات في اليوم، حسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

ولحسن الحظ، فقد كان أينشتاين يأخذ قيلولاتٍ منتظمة أيضاً، فيما كان يتأكد أنَّه لم يتعمق في النوم، إذ كان يحمل ملعقة في يده وهو متكئ على كرسيه، فإذا نام وقعت من يده على طبق معدني ليوقظه الصوت.

وقد مارس أينشتاين المشي يومياً لمسافة ميلٍ ونصف الميل (2.4 كم) في الطريق من وإلى جامعة برنستون، أثناء فترة عمله هناك. وسار أينشتاين على خُطى المُشاة المُجدِّين الآخرين، أمثال داروين، الذي كان يمشي لمدة 45 دقيقةً يومياً.

لم يكن الغرض من عادة المشي هو مجرد الحصول على اللياقة البدنية، فهناك أدلةٌ كثيرة تشير إلى أنَّ المشي يمكن أن يساعد في تعزيز الذاكرة، والتفكير الإبداعي، وحل المشكلات. كما يمنع المشي الدماغ من التفكير ويعمل على إراحة الأجزاء المسؤولة عن وظائف التفكير المعقدة.

وتشير معلومات إلى أن أينشتاين كان يتناول معكرونة السباغيتي. إذ ذكر ذات مرةٍ مازحاً، أنَّ أكثر ما يفضله في إيطاليا هو “السباغيتي وعالِم الرياضيات ليفي تشيفيتا”.

وبرغم النظرة السيئة للكربوهيدرات، فإن الدماغ الذي يتغذَّى بشراهة بحاجة إليها؛ إذ يستهلك 20% من مخزون الطاقة الجسدية، رغم أنَّه لا يُمثِّل سوى 2% فقط من وزن الجسم.

ولا يملك الدماغ أيَّ وسيلةٍ لتخزين أيِّ قدرٍ من الطاقة؛ لذا تنفد الطاقة بسرعةٍ شديدة في حال انخفاض مستويات السكر في الدم. وفي المقابل يمكن تعويد الجسم على استخلاص السكريات من مصادر أخرى كالبروتين بالتدريج.

ورغم معرفة المخاطر الصحية للتدخين على نطاقٍ واسع اليوم، الا ان أينشتاين كان يُدَخِّنُ الغليون بشراهة، وصلت إلى درجة تمييزه في مُحيط الجامعة بالسحابة الدخانية التي تتبعه وتلازمه تماماً كنظريَّاته.

فكان يُحب التدخين لدرجة اعتقاده أنَّه “يسهم في الوصول إلى حكمٍ هادئ وموضوعي في شتَّى الشؤون الإنسانية”.

حتَّى إنَّه كان من الممكن أن يلتقط أعقاب السجائر من الشارع، ويجمع منها التبغ المُتبقِّي ليضعه في غليونه. ومن الإنصاف القول إنَّ أينشتاين كان ذكياً، على الرغم من اتِّباعه عادة التدخين، وليس بسببها.

وفي الاخير لا يمكن عرض قائمةً كاملةً توِّضح عادات أينشتاين الغريبة، دون ذكر كُرهه لارتداء الجوارب, إذ ذكر أينشتاين في رسالةٍ كتبها إلى ابن عمه، ولزوجته إلسا فيما بعد: “عندما كنتُ صغيراً، وجدتُ أنَّ إصبع القدم الكبير دائماً ما يُحدِث ثُقباً في جوربي، لذا توقَّفتُ عن ارتداء الجوارب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى