اتصال هاتفي اجراه ترامب مع السيسي امس فرمل دول المقاطعة عن اتخاذ اجراءات حاسمة وعاجلة ضد قطر

يبدو ان صمود قطر وفزعة حلفائها ومضاعفة جهودها وتحركاتها, قد احبط هجمة دول المقاطعة الاربع, وافرغها من اي مضمون درامي مفاجئ بعدما كانت تهدد حكام قطر بافدح العواقب.

فقد اتهم محمد بن عبد الرحمن آل ثاني, وزير الخارجية القطري مسؤولي البلدان المقاطعة لبلاده بأنهم طالبوا بتغيير النظام في قطر وأرادوا إحداث انقلاب فيها، بحسب ما أفادت به صحيفة الراية القطرية اليوم الخميس.

وتحدث آل ثاني، خلال جلسة للمعهد الملكي للعلاقات الدولية في بريطانيا (تشاتام هاوس) امس الأربعاء، عما سماه “حملة” شنتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد بلاده وبلغت ذروتها في 24 أيار ، حين نشرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أقوالا منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في واقعة اعتبرت الدوحة أنها ناتجة عن عملية قرصنة.

وقال إن قطر سارعت إلى نفي الأمر ولكن وسائل الإعلام في الدول الأربع استمرت في نشر ما اعتبر أنه “أخبار مزيفة”.

وأضاف “لم يكن المسؤولون من البلدان المحاصرة ينتقدون سياسات قطر فحسب وهو أمر رحبنا به دائما لكنهم كانوا يطالبون بتغيير النظام في قطر وإحداث انقلاب”.

واعتبر آل ثاني أن مطالب الدول المقاطعة لقطر الـ13 لا تمثل شكاوى “معقولة وقابلة للتنفيذ” وليست “مدروسة وواقعية”.

وقال “إذا قرأنا بين السطور فقد كانت دول الحصار تطالبنا أن نسلم سيادتنا كثمن لإنهاء الحصار، وهو أمر يعرفون أن قطر لن تفعله أبدا”.

غير ان بيانا مشتركا أصدرته الدول الأربع المقاطعة لقطر امس قد اتسم بالروية والرمادية خلافا لما كان متوقعا حيث جاء فيه إن “قطر قدّمت ردا سلبيا على مطالب الدول الأربع”. وأعلنت هذه الدول أنها “تأمل من قطر أن تسلك طريق الحكمة وأن تتخذ القرار الصحيح”.

كما أشار البيان إلى أن “المطالب التي قدمت لقطر تأتي في سياق الحفاظ على الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب”.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن “الإجراءات ستستمر حتى تعدل قطر سياستها وهناك تشاور بخصوص الخطوات القادمة”.

وأضاف الجبير: “لن نسمح لقطر التي هي حليف عسكري وعضو بمجلس التعاون أن تفعل ما تفعل”.

وقال الجبير: “قمنا بتدابير في السعودية لمواجهة الإرهاب ومنعنا الجمعيات الخيرية من إرسال أموال للخارج وهناك مراقبة صارمة”.

وأصدر وزراء خارجية الدول العربية “مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين” بياناً مشتركاً، عقب اجتماعهم المطول الذي انعقد اليوم الأربعاء، في القاهرة.

وقال البيان الذي تلاه وزير الخارجية المصري سامح شكري: “اجتمع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين في القاهرة فى 5 يوليو/ تموز 2017، للتشاور حول الجهود الجارية لوقف دعم دولة قطر للتطرف والإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتهديدات المترتبة على السياسات القطرية للأمن القومي العربي وللسلم والأمن الدوليين”. بحسب البيان. وأضاف: “تم التأكيد على أن موقف الدول الأربع يقوم على أهمية التزام باتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية والمبادئ المستقرة في مواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى واتفاقيات مكافحة الإرهاب الدولي مع التشديد على مبادئ الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة. وإيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف”.

وشددت الدول في بيانها على أن “التدابير المتخذة والمستمرة من قبلها هي نتيجة لمخالفة دولة قطر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية ودعمها للتطرف والإرهاب وما ترتب على ذلك من تهديدات لأمن المنطقة”.

وقدمت الدول الأربع الشكر للشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت على “مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع دولة قطر”، وأعربت عن “الأسف لما أظهره الرد السلبي الوارد من دولة قطر من تهاون وعدم جدية التعاطي مع جذور المشكلة وإعادة النظر في السياسات والممارسات بما يعكس عدم استيعاب لحجم وخطورة الموقف”. بحسب ما قال البيان.

وأكدت الدول الأربع على “حرصها الكامل على أهمية العلاقة بين الشعوب العربية والتقدير العميق للشعب القطري الشقيق، معربة عن الأمل في أن تتغلب الحكمة وتتخذ دولة قطر القرار الصائب”.

وقد عزا المراقبون اعتدال لغة بيان الدول الاربع الى الاتصال الهاتفي الذي اجراه امس الاربعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، لبحث ملف حصار قطر.

وقال البيت الأبيض، إن ترمب دعا للتوصل إلى حل للأزمة الدبلوماسية مع قطر في اتصال هاتفي مع السيسي، مؤكدا في الوقت ذاته على “ضرورة وقف تمويل الإرهاب”.

ومن جانبها، قالت الرئاسة المصرية في بيان لها، “إن السيسي بحث مع ترمب الموقف المصري الخليجي إزاء قطر”.

وأضافت “تم التشديد على ضرورة مواصلة جهود التصدي للإرهاب، ووقف تمويله، وتقويض الأساس الأيديولوجي للفكر للإرهابي”.

وتابع البيان “أكد ترمب دعم الولايات المتحدة الكامل لمصر في حربها ضد الإرهاب”، مؤكدا على توافق رؤى الرئيسين حول سبل التعامل مع الأزمات الإقليمية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى