رفعت السعيد يكشف في كتابه “الارهاب المتأسلم” داعشية حسن البنا

 

مؤلف كتاب “الإرهاب المتأسلم” د. رفعت السعيد، هو كاتب ومفكر يساري مصري، رأس حزب التجمع التقدمي الوحدوي، ومن المؤسسين لصحيفة “الأهالي” لسان حال الحزب، ورأس تحريرها فترة طويلة، وله عشرات من الكتب في الفكر السياسي والاجتماعي منها: “مجرد ذكريات” و”التنوير عبر ثقب الإبرة”.

وفي هذا الكتاب “الارهاب المتأسلم” يحذر السعيد من فكر جماعة الإخوان المسلمين، من حيث توجهاتها الشاذة وتأسلمها الخاصة بها، مشيرا إلى أن هذا الفكر المتأسلم تبلور في آليات الجهاز السري الإرهابي الذي أسسه حسن البنا واختار رجاله بنفسه بعد أن تلقى بيعتهم بنفسه أيضا.

لم يكن حسن البنا ذلك الوديع الهادئ، ولا كان ذلك “الرجل الرباني” كما أسماه أصحابه، ولا مجرد داعية للخلافة باعتبارها وراثة النبوة، ولا كان مجرد سياسي متلون بتملق الحكام، وينتقل بولائه من حاكم لحاكم.. فماذا كان إذن؟

يجيب الكاتب: في كتاب “مذكرات الدعوة والداعية للبنا” تحدث فيه عن “منهاج” (برنامج) الجماعة فقال نصا: على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهاج كله من الإسلام، وأن كل نقص منه نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة (ص 183) وتفسير هذه العبارة مخيف، فبرنامج الإخوان كما يقول البنا كله من الإسلام، فهل يجرؤ أي إنسان أن يعترض على عبارة أو رأي أو فكرة أو حتى حرف من “الإسلام”، ونأتي إلى شخصية أصبحت ولم تزل من أهم شخصيات الإرهابي المتأسلم، نأتي إلى أمير المؤمنين في جماعة القاعدة أيمن محمد ربيع الظواهري.

ويشير الكاتب إلى اعترافات أيمن الظواهري وما كتبه عن نفسه كاذبا، وما كتبه عن منتصر الزيات وتصفيته لحسابات غير معلومة ومتناسيا أنه هو أيضا اعترف فور القبض عليه.

ويحكي الظواهري عن بدء خلافه مع الإخوان، فبعد الإفراج عن الإخوان في عهد السادات اتصل بهم زميله يحيى هاشم (وكيل النيابة) باعتبارهم هم القادة الشرعيون للحركة الإسلامية وعرض عليهم مشروعه الجهادي، وكان ردهم أن تكون لهم القيادة، ولكنهم لا يتحملون مسؤولية أية مشكلة قد تحدث.

وفي قضية الفنية العسكرية حاول يحيى هاشم تهريبهم من السجن، وهرب يحيى هاشم هو وعدد من رفاقه إلى منطقة جبلية في محافظة المنيا وتمركزوا تحت غطاء أنهم وحدة عسكرية، لكن الشرطة هاجمت الموقع، وقتل هاشم الذي وصفه أيمن الظواهري أنه رائد في جهاد النظام المعادي للإسلام في مصر.

وبعد ذلك بدأ الظواهري في هجوم عنيف على الإخوان الذين لم يتحركوا لإثارة قضية السنانيري، ثم يهاجمهم لأنهم امتدحوا مبارك لأن في زعمهم لم يعذب الإخوان، ولأنه فتح باب الحريات واسعا، بل وأرسلوا برقيات تهنئة لحسن أبو باشا قاتل السنانيري على نجاته من محاولة اغتياله ويمضي الظواهري ليروي حكايات غير موثقة ولم يقل بها غيره مدعيا لنفسه ولإخوانه بطولات بعضها صحيح وكثير منها مبالغ فيها.

وفي هذا الجزء من الكتاب المعنون بـ “شهود يستدرجون شهودا” يقول الكاتب: قد أدلى بشهادته من رجال الشرطة سواء أمام النيابة أو أمام المحكمة ثمانية وعشرون ضابطا من رتبة لواء إلى ملازم أول، ويشير إلى شهادة فؤاد علام أخطر لواء أمن دولة، يقول علام في شهادته: “القدر وحده هو الذي أنقذ مصر بعد اغتيال السادات فلو نفذت خطة الجاتوه لكان من الصعب وقف عمليات التخريب، ففي الوقت الذي اتجه فيه السادات إلى مكان العرض العسكري، وأرسل عبود الزمر بعض رجاله إلى كتيبة الحراسات، حيث يوجد أحد أعضاء الجماعة الذي أوهم حرس السلاحليك أنه رزق بطفل ووزع عليهم جاتوه، وكان الجاتوه محشوا بالمخدرات، وتمضي شهادة فؤاد علام: شاء القدر أن تكون كمية المخدر كبيرة مما جعل مذاق الجاتوه مرا، ولم يستطع أكله، وفشلت عملية الاستيلاء على أسلحة هذه الكتيبة، وفشلت محاولة الاستيلاء على مبنى ماسبيرو.

وينتقل الكاتب إلى موضوع معقد بعض الشيء وهو ما أعلنه بعض المحكومين في قضية اغتيال السادات وما سبقها وما تلاها ما أسمى “بالمراجعات”، ثم التراجع عن المراجعات أو محاولة إثبات بعض من حسن النيات انتهت عند البعض منهم بما يسفر عن سوء النيات.

وتأتي الصعوبة من أن البعض أراد يقول بالتراجع دون تراجع متلاعبا بالألفاظ ومحاولا الإيحاء بفكر جديد بينما هو على الطريق القديم لم يزل، ويستخدم البعض المفردات ويتلاعب بها محاولا الإيهام بما هو وهمي في واقع الأمر.

وكنموذج للتلاعب الفج بالمفردات، فإن سيد قطب وبعده جماعته ومن تبعه يقصرون معنى الجهاد على مجرد التقاتل بين المسلمين، وعدم النظر إلى آيات القرآن التي تأمر المسلم بجهاد النفس في طاعة الله، والابتعاد عن المعاصي والمخالفات، والالتزام بمكارم الأخلاق. والاكتفاء بالانحراف بالمقصود من هذه الكلمة إلى إشعال قتال بين المسلمين في المجتمعات الإسلامية بعد تكفيرها.

كما لا يتورع سيد قطب ومن تبعه الذين تواصلوا من بعده في تقطيع سياق الآيات ترويجا لفتنة التقاتل بين المسلمين، ففي كتابه “معالم على الطريق” يقطع سياق الآية ويكتفي بإيراد نصفها، فنقرأ في كتاب المعالم: وقاتلوا المشركين في كل الأحوال وحتى لو كانوا مسالمين أو موالين بينما النص الكامل للآية “وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة” التوبة – 36.

يذكر أن كتاب “الإرهاب المتأسلم” للدكتور رفعت السعيد ، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، في طبعة جديدة ، ويقع في نحو 285 صفحة من القطع المتوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى