الشرق الاوسط سيشهد درجات حرارة مرتفعة لا يتحملها البشر

شهد يوم الخميس الماضي، تسجيل أعلى درجة حرارة كرقم قياسي عالمي في إيران، بعدما وصلت إلى 53.7 درجة مئوية بمدينة الأهواز غرب البلاد.

ووفق ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، عن إتيان كابيكيان، أحد خبراء توقُّع الأرصاد الجوية في وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية (ميتيوفرانس)- فإن هذه هي “أعلى درجات الحرارة المحلية الموثقة بإيران”، وأعلى درجات الحرارة المسجلة في حزيران الجاري في آسيا.

وكانت أعلى درجات الحرارة السابقة التي تم تسجيلها في إيران قد وصلت إلى 52.4.

ويشير موقع Weather Underground إلى أن حرارة الأهواز تصاعدت لتصل إلى 54.2 درجة مئوية ما بين الساعة 4:51 و5 عصراً بالتوقيت المحلي.

وفي حالة كون قراءة الحرارة التي وصلت إلى 54.2 درجة مئوية هي قراءة دقيقة، فستكون هذه الحرارة هي الأعلى على الأرض في الأزمنة الحديثة.

وحلّل كريستوفر بارت، مؤرخ الطقس في Weather Underground، درجات الحرارة العالمية القصوى، وحدد أن قراءات درجة حرارة 54.2 التي تم تسجيلها في منطقة مطربة بالكويت في 21 تموز من العام الماضي، ومنطقة وادي الموت بكاليفورنيا في 30 حزيران عام 2013، هي أعلى درجات الحرارة الموثقة في الأزمنة الحديثة.

ورسمياً، سجلت منطقة وادي الموت أعلى درجات الحرارة على الأرض في 10 تموز عام 1913 حين وصلت إلى 57 درجة مئوية، إلا أن بارت نشر نقداً مدمراً لهذا القياس في تشرين الأول 2016، ليوضح أن هذه القراءة لم تكن ممكنة من منظور الأرصاد الجوية، وأن مراقب الطقس ارتكب أخطاء.

وستحتاج قراءة 54.2 التي سجلتها الأهواز، إلى مراجعتها بواسطة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لتتساوى مع أعلى درجات الحرارة المسجلة عالمياً بشكل رسمي.

وكانت القبة الحرارية المتمركزة فوق الشرق الأوسط هي التي تمكنت من تسجيل هذه القراءة الحرارية.

وبدا طقس الأهواز -المدينة ذات الـ1.1 مليون نسمة- الساخن أكثر اختناقاً؛ بسبب الرطوبة المرتفعة.

ومع ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى الخمسينات، ارتفعت نقطة الندى –مقياس الرطوبة- كذلك لتصل إلى أوائل السبعينات عبر مقياس فهرنهايت، وهو ما يعد مرتفعاً بالنسبة لمنطقة صحراوية (بسبب تدفق الهواء من الخليج العربي نحو الجنوب)، وزاد معامل الحرارة -المستخدم لقياس الإحساس بالحرارة مع وضع الرطوبة في الاعتبار- على 140 درجة.

وكان مزيج الحرارة والرطوبة شديد التطرف حتى إنه تفوق على المستويات التي صُمم معامل الحرارة لقياسها.

وجاءت درجات الحرارة الإيرانية القياسية بعد شهر من وصول درجات الحرارة في العديد من مناطق الشرق الأوسط إلى أعلى قياس لها في أيار خلال إحدى موجات الحرارة الاستثنائية.

ففي 28 أيار، بلغت درجة حرارة تُربت الباكستانية 53.5 درجة مئوية، متعادلة مع أعلى درجات الحرارة المسجلة في تلك البلاد، ومع درجة الحرارة القياسية العالمية في أيار، وفقاً لجيف ماسترز، عالم الأرصاد الجوية في Weather Underground.

وفي الوقت نفسه، أفاد ماسترز بأن درجات الحرارة وصلت إلى 54 درجة مئوية في قاعدة كنارك العسكرية شرق إيران “لتحطم بذلك درجات الحرارة الإيرانية القياسية في أيار (50.5 في بوستان في أيار 1999).

وتعكس درجات الحرارة القياسية التي تم تسجيلها خلال الأعوام الأخيرة، وضمنها قراءة الخميس في الأهواز، وقراءات الكويت ووادي الموت في 2016 و2013، تطرُّف درجات الحرارة وهو ما يتسق مع ما يتوقع علماء المناخ رؤيته في عالم يزداد احتباسه الحراري.

ونشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم تقريراً في 2016، جاء فيه أن موجات الحرارة المتفاقمة هي من بين الأحداث المناخية التي يمكن بسهولة ربطها بالتغير المناخي الذي تسبب فيه البشر.

وحذرت دراسة منشورة في مجلة Nature Climate Change في 2015، من تصاعد درجات الحرارة في الشرق الأوسط بنهاية القرن بسبب التغير المناخي، لتصل إلى درجة لا يتحملها البشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى