هل نجح دحلان في اقناع السعودية بعدم مطالبة قطر بمقاطعة حماس ؟

قال الكاتب البريطاني ورئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” ديفيد هيرست إن العرض الذي تقدم به محمد دحلان لحركة حماس من أجل تخفيف الحصار عن قطاع غزة “سام ومغر في الوقت نفسه” ويوضح سبب عدم ورود اسم الحركة في قائمة المطالب المقدمة من السعودية لقطر.

وأوضح هيرست في مقال له أن معلومات خاصة وصلته بأن الاجتماع الذي عقد في القاهرة بين حماس وتيار دحلان شارك فيه القيادي المفصول من حركة فتح بنفسه بالإضافة إلى وجود يحيى السنوار مسؤول حماس في غزة.

وكشف هيرست عن أن دحلان قدم خطة شاملة للسنوار خلاصتها تقول “اسمحوا لي بالعودة إلى غزة وأنا أتعهد بتخفيف الحظر المفروض عليكم من الجانب المصري من الحدود”.

ولفت إلى أنه ونظرا لكون الحصار المفروض من الجانب المصري شديدا, فقد وصل الإغراء إلى الحد الذي دفع السنوار إلى مصافحة يدوية مع دحلان تعبيراً عن الدخول في الصفقة وخلال أيام قليلة بدأت شاحنات الوقود تعبر الحدود عند نقطة رفح باتجاه غزة.

ويرى الكاتب البريطاني أن خطورة العرض المقدم من دحلان لحماس وفقا لما نقله مصدر مطلع في الحركة هو المحاولة الإماراتية لتقليص دور تركيا وقطر في قطاغ غزة بالإضافة لمحاولة أبو ظبي مع دحلان توجيه ضربة قاصمة لمحور قطر وتركيا وإحداث شق داخل حماس.

ويكشف هيرست أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أخبر قياديين في الحركة بأنه لم يكن على علم باجتماع السنوار مع دحلان علاوة على عدم معرفته بالاتفاق الذي قيل إنه تم بين الطرفين.

وقال إن هذا الإجراء هو الأول للسنوار منذ انتخابه برئاسة فرع الحركة في غزة والذي تسبب في نشوب أزمة غير مسبوقة داخل الحركة ككل على الرغم من حرصها على مدى عقود على انتهاج سياسة التفكير الملي في أي خطوة تتخذها وتستغرق فترات طويلة للتشاور والحوار مع كافة قطاعاتها.

ويلفت هيرست إلى أن تعديل ميثاق حماس استلزم الحركة أربعة أعوام من النقاش الداخلي لكن تعديل السياسة التي انتهجتها الحركة على مدى أحد عشر عاما منذ بدء الحصار على غزة لم يستغرق من السنوار سوى اجتماع واحد.

ونقل عن مصدر مطلع في الحركة قوله إن ما قام به السنوار “أمر خطير جدا وغير مسبوق بالنسبة للحركة بل يمكن اعتباره محاولة سافرة لشق حركة حماس بعد انتهاج الحركة منذ عام 1992 وهو تاريخ انتقال قيادتها من الداخل للخارج بانتهاج اتخاذ قراراتها الاستراتيجية بعد نقاشات جماعية مطولة واستشارات كلية مكثفة”.

ويرى الكاتب أن حماس في غزة لا تعدو كونها جزءا من حركة تتوزع في ثلاثة قطاعات رئيسية مع الضفة الغربية والشتات وأهميتها من كونها دولة أمر واقع لكنها تبقى مجرد واحدة من ثلاثة.

ويشدد هيرست على أن العرض الأخير المقدم من دحلان لحماس كان توني بلير تقدم به سابقا لخالد مشعل القائد السابق للحركة وكان عرضا يتحدث عن رفع الحصار مقابل اتفاق هدنة لكن المحادثات فشلت بسبب رفض تأييدها من إسرائيل ومصر لكن مشعل في الوقت نفسه كان حذرا من مقايضة ما تعتبره حماس حقا في المقاومة مقابل شحنة من المعكرونة والشوكولاته.

وعلى الرغم من حديث الكاتب عن اتفاق لم تستشر فيه الحركة وتجاوز لنهجها على مدى سنوات طويلة إلا أنه رأى أن المقارنة بين عرض بلير ودحلان ليس مناسبا لأن الأحوال في غزة هذه المرة أسوأ بكثير مما كانت عليه من قبل في ظل تهديدات ترامب وتقليص عباس للتيار الكهربائي عن غزة وقرارات قطع الرواتب عن غزة بما في ذلك مخصصات معتقلي فتح في السجون.

ويرى هيرست أن جملة من الأحداث تضافرت لتهيئة الأجواء التي عقد فيها لقاء السنوار مع دحلان وعلى رأسها بيان ترامب أمام الزعماء العرب والمسلمين في الرياض والذي أعلن فيه أن حماس حركة إرهابية علاوة على العداوة المعلنة تجاه الحركة من قبل الأنظمة العربية ثم محاولة دخول “شراء تأشيرة دخول للقطاع من حماس”.

وقال إن عباس ودحلان يوفران حتى الآن خدمة للمصالح السعودية والإماراتية الراغبة في رؤية حماس تتراجع ويتضاءل حجمها بالإضافة إلى رؤية النفوذ القطري يتآكل في غزة في ظل كونها أكبر متبرع دولي لإعادة الإعمار.

وخلص هيرست إلى أن الحصار المفروض على دولة قطر مرتبط في نهاية المطاف بالحصار المفروض على قطاع غزة, ولكن الكاتب قال إن حماس وحتى ساعة لقاء القاهرة كانت تنتهج أسلوبا يعتمد على ضرب طرفي فتح ببعضها البعض من خلال السماح لمؤيدي عباس بالسفر للضفة الغربية للتصويت لجانب إقصاء مؤيدي دحلان في اللجنة المركزية وفي الوقت نفسه ترسل حماس مندوبيها لاجتماعات القاهرة التي قربتهم من دحلان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى