السعودية والامارات تضغطان على تركيا الاخوانية بواسطة الورقة الكردية

أثار استضافة وسائل إعلام سعودية شخصيات كردية مناوئة لتركيا تكهنات بشأن مستقبل العلاقات السعودية- التركية، في ضوء موقف أنقرة من أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر والمواقف التركية لمؤيدة للدوحة والتي رفضت عزلها وحصارها.

ويتحدث المسؤولون الأتراك عادة عن علاقات “ممتازة” تجمع تركيا بالمملكة العربية السعودية، غير أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المساندة لقطر، دفع بإعلاميين وناشطين سعوديين إلى توجيه انتقادات حادة للسياسة التركية

آخر الشخصيات الكردية التي استضافتها وسائل الإعلام السعودية هو رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، الذي أصدرت أنقرة العام الماضي مذكرة اعتقال بحقه لاتهامه بالوقوف خلف تفجير دام وقع في شباط من العام الماضي أودى بحياة 30 شخصا، وتبنته ما تسمى حركة “صقور حرية كردستان” المقربة حزب العمال الكردستاني.

وقد أجرت صحيفة الرياض يوم الخميس الماضي مقابلة مع مسلم، خصصت معظمه للحديث عن ما سمته “التحالف الإيراني، القطري، التركي”، حيث يقول القيادي الكردي في إجابته عن سؤال بهذا الشأن: “هذا التحالف قائم ونحن عانينا ولا زلنا نعاني منه الأمرَين ونقاومه ونتصدى له إلى الآن، فهذا التحالف غزانا في عقر دارنا وتسبب في استشهاد الآلاف من فلذة أكبادنا، منذ 2012 وإلى الآن بأدوات تختلف أسماؤها وتلتقي أفعالها. فنحن أكثر من عانى من سياسات الإبادة وإنكار الوجود على أيدي هؤلاء”.

وردا على سؤال آخر حول “الدور التركي والقطري في المنطقة”، يقول مسلم: “أولهما منفذ وثانيهما ممول، يقومان بتسخير أدوات خارجة عن العصر لا تعرف القيم الإنسانية ولا معاييرها، تأتي على الأخضر واليابس وتحاول فرض الظلمات والظلام والظلم على كل بقعة تطالها أيديها، هذا التحالف بأدواته خطر على كل شعوب الشرق الأوسط، بل البشرية جمعاء”.

وكانت الصحيفة ذاتها أجرت مقابلة موسعة الأسبوع الماضي مع الرئيسة المشتركة لما يسمى “مجلس سوريا الديمقراطية”، إلهام التي تهاجمها أنقرة وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الكردي السوري، وحدث أن قصفت مواقعها في سوريا.

ويأتي الظهور الكردي المناوئ لأنقرة على وسائل إعلام سعودية، بالتزامن مع تقرير نشرته صحيفة يني شفق المقربة من الحكومة يوم الأربعاء الماضي، تحدثت فيه عن تنسيق سعودي أمريكي إماراتي لدعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي(PYD) في المناطق التي يوجد فيها بسوريا بعد الانتهاء من محاربة تنظيم الدولة.

وقالت الصحيفة في التقرير أن اجتماعا عقد في مدينة الحسكة السورية في العاشر من الشهر الجاري بحضور ممثلين عن المخابرات الأمريكية والسعودية الإماراتية والمصرية، وممثلين عن الأكراد وعشائر عربية تدعمها الإمارات.

وتضيف الصحيفة أن الاجتماع جاء لـ”تحديد استراتيجية مشتركة لمستقبل النفط السوري”، وقد تم اختيار ممثلي العشائر العربية من الداخل السوري من قبل الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا المحسوب على أبو ظبي، بينما اختار القيادي المفصول من حركة فتح  محمد دحلان الشخصيات السورية من الخارج يقيم بعضهم في القاهرة وبعضهم الآخر في اسطنبول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى