هل آن الآوان أن ندري.. أننا ندري ؟

 

سقط النظام الليبى, وقتل القذافى , بفعل صواريخ حلف الناتو , اِلا أن صواريخ حلف الاطلنطى لاتبنى نظاما شرعيا جديدا , بالفعل كانت هناك ارهاصات ثورية تطالب بالتغيير , لكن كان هناك قوى خارجية استغلت مطلب التغيير وحركته , واستعجلته ,تمثلت فى قوى المعارضة الخارجية التى مولتها قطر والسعودية ودول الخليج وبعض الدول الاوربية ,مما أساء لحركة التغيير الى الحد الذى وصمها بالعمالة .

كان الخطأ الذى وقعت فيه الجامعة العربية بفعل سيطرة دول الخليج على قرارها–بدلا من مساعدة الشعب الليبى – ان فوضت الأمر لمجلس الأمن الذى قام بتحويل هذه المسئولية لحلف الاطلنطى ,وهو ما أدى الى تدمير البنية التحتية وتمزيق كيان الدوله الليبية ,وهو نفس الدور الذى فعلته الجامعة العربية بفعل سطوة حكام الخليج على القرار فيها . فى الصومال والعراق والسودان , بل وفى سوريا ولبنان .

وذكر فى حينه ان هذا كان مبرمجا وممنهجا ,وأن الدور الخليجى خاصة القطرى والسعودى ,هو فى غاية الخطورة ,وأن هناك مؤامرة يتم تنفيذها لبث الفرقة والانقسام فى العالم العربى بأثارة الفوضى واستغلال المطالب الشعبية بتغيير انظمة الحكم الاستبدادية والثورة عليها , وتحويلها من الحالة الثورية الى العمالة والخنوع للامبريالية الامريكية ولتنفيذ المحططات الصهيونية التى ترمى الى استقرار اسرائيل وتمدد كيانها الاقتصادى والسياسى فى ربوع المنطقة العربية وفرض الامر الواقع على شعوبها .

لكن يبدو ان الرؤية الاستراتيجية التى ترمى الى تحليل الواقع لاستقراء المستقبل قد غامت وغيبت عن أعين كثير من القوى العربية ونفر غير قليل من شعبنا العربى , – فلم يدرك أحد أن أن مايجرى على الحدود المصرية والتونسية هو تهديد لأمنهما القومى , وان ادرك فقد تعامى عن ذلك .

كان ما حدث فى مصر وتونس قد أثار حفيظة القوى الأمبريالية والصهيونية, وكان قد اوكل سلفا لحكومه قطر وأميرها( السابق) حمد بن خليفة من جانب الموساد الصهيونى –بعد تمكينه من حكم الاماره بطرد والده منها – أن ينفث سموم دولاراته النفطية فى العبث بالأمن القومى العربى , خدمة لأمن أسرائيل وأستقرارها فى المنطقه ,وهو ما تجلى فى تمويل تنظيم الاخوان المسلمين ومساعدته بمئات الملايين من الدولارات , وبالدعاية والترويج عبر قناة الجزيرة القطرية المفضوح عمالتها للمخابرات الأمريكيه بفعل وثائق ويكيليكس , حتى دان الحكم للأخوان فى مصر وتونس , وكان مقصودا ومخططا منذ البداية ان يستولى الاخوان على حكم مصر بالذات حيث التنظيم والسمع والطاعة العمياء لمكتب الارشاد.

لكن ما جعل المخابرات الامريكية تنحاز الى الاخوان المسلمين هو تاريخهم المليىء بالعمالة للمخابرات البريطانية والامريكية , ضد ثورة 23يوليو 1952 وقائدها جمال عبد الناصر ,حيث أوكل اليهم اسقاط حكمه وأغتياله (كتاب لعبة الشيطان لروبرت داريوس ), وكان مدروسا ومرسوما ان يكون لجماعة الأخوان ذراع سياسى تمثل فى حزب الحرية والعدالة برئاسة محمد مرسى وكان مقصودا ان يكون هو رئيس الحزب, خاصة وهو من بين المحظوظين بالعمل فى وكالة ناسا , المقصور العمل بها على الأمريكان فقط, وما تبع ذلك من أزمة عالم الصواريخ المصرى القابع الى الآن بالسجون الأمريكية.

سار الدور المصرى الأخوانى الى ما يرمى اليه الغرب الأمريكى برعاية حاكم قطر ورئيس وزرائه السابق ( حمد بن جاسم) , وهو الدور الذى يهدد الأمن القومى المصرى من ناحيه الشرق بزعزعة استقرار سوريا , بعد أن بات الأمن القومى المصرى من ناحية الغرب مهددا بفعل قوات الناتو فى ليبيا . فوقف الحكم الأخوانى فى مصر مع قوى المعارضة السورية وفى القلب منها الاخوان المسلمين السوريين ,موقف الداعم والمطالب برحيل بشار الأسد , وقد سار فى موقفه متماشيا مع سياسة الولايات المتحده وحلف الناتو التى اوكلت دور الدعم المادى للمعارضة السورية لحكام قطر والسعودية .

وما زالت المؤامرة الكونية على سوريا نارا مستعرة تحرق الأخضر واليابس يوكل تنفيذ اجزاء منها لحكام قطر والسعودية بالدعم المادى ودفع فواتير السلاح المتدفق من اسرائيل للقوى الارهابية التى تمارس القتل والتفجيرات فى سوريا , وبالدعم المعنوى والسياسى واللوجستى من تنظيم الأخوان المسلمين ,خاصة المتمركز الآن فى تركيا ومن تركيا ذاتها .

من لم يدر ذلك فلعله يدرى الآن : بعد أن أعتادت القناة الثانية الأسرائيلي, على أذاعة لقاءان لمراسيليها وصور من داخل الارض السورية مع أفراد من الجيش الحر والمعارضة السورية فحواه أن المعارضة السورية ليس بينها وبين اسرائيل ثمة عداوة وأن حكام اسرائيل هم أصدقاء لسوريا, وأن هدفهم هو أسقاط بشار الأسد لا غير, وفى رد بعض من أفراد الجيش الحرعلى سؤال المراسل الصهيونى عن العلاقة مع أسرائيل بعد سقوط الأسد , أجاب بأنه ستكون علاقة سوريا بأسرائيل هى علاقة سلام !!!!

من جماع ماتقدم يتضح جليا أن ما يجرى فى دول الربيع العربى من تمكين الاخوان المسلمين من الحكم فيها, ثم انتهاء دورهم المرسوم وأستبدالهم , بحكام أشد أستبدادا من حكم مبارك وبن على -ليندم الشعب على انه قام بثورة ولتثبط همته فى أى فعل ثورى مستقبلا , ولتكون ليبيا مثالا حى على الندم الشعبى لحكم القذافى بعد أن نزعوا عنها مقومات الدولة .

وما يجرى فى سوريا خاصة ,من تفكيك لمفاصل الدولة فيها وأرهاب وعنف وتفجيرات ,هو فى الأساس خدمة لأمن اسرائيل وأستقراها والرضوخ بقبول كيانها ,فى الجسم العربى .

ونعيد السؤال من جديد هل صار لنا أن ندرى اننا ندرى حقيقة هذا الواقع التآمرى وهذه المؤامرة ؟

فلا نستجيب لفصول مسرحية الدراما بين قطر من جانب والسعودية والأمارات والبحرين ومصر من جانب آخر , عقب تصريحات قيل انها منسوبه ل”تميم” الأمير القطرى – ومحاولة الأيهام بأن قطر ذاب فى حب ايران خلافا لعداء السعودية لايران , وعقب قمم الرياض بين الرئيس الأمريكى وقادة دول مجلس التعاون الخليجى وبعض الدول الاسلامية لتدشين العداء لأيران وتصنيف المقاومة ضد اسرائيل أرهاب , لندرك أن جميع دول مجلس التعاون الخليجى بما فيها قطر لايمكن أن تحيد عن أوامر الموساد الصهيونى وال C I A.!!

ونعى جيدا أن الهجوم الدائم على الزعيم جمال عبد الناصر من جانب أعلام البترودولار الخليجى وأعلام سماسرة الصهيونية والأمبريالية ,لأجل أن يفقد شعبنا العربى ثقته فى عروبته وأمله فى الوحدة العربية , حتى يفقد الثقة فى نفسه فيهيم على وجهه فى بلاد الدنيا ,فتحقق أسرائيل أملها من النيل للفرات بل ومبتغاها فى أسرائيل الكبرى من المحيط الى الخليج. .

لكن يبدو أن الرجال أربعة, كما يقول العالم اللغوى العربى الخليل ابن أحمد الفراهيدى.. رجل يدرى انه يدرى (فذلك العالم فسألوه ), ورجل يدرى ولايدرى انه يدرى(فذلك الناسى فذكروه), ورجل لايدرى ويدرى انه لايدرى (فذلك الجاهل فعلموه), ورجل لايدرى ولايدرى انه لايدرى (فذلك الأحمق فأجتنبوه)

وعليه.. أَمَا آن الآوان لأن ندرى أننا ندرى ؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى