إجازة المعلمين حق لهم يا وزير التنمية الاجتماعية

وأخيرا جاءت بشائر الخير من وزارة التنمية الاجتماعية بصدور الكتاب الذي يتعلق بالإجازة الصيفية وبدء السنة الدراسية لمراكز المنار للتربية الفكرية والتي تُعنى بتعليم فئة من طلاب الإعاقة العقلية البسيطة ، ولكن وجريا على طريقة حكوماتنا العتيدة جاء في هذا الكتاب ما يجعلنا ننشغل بالكتابة عنه, وننسى الكتابة والتفكير بكل ما يدور حولنا وحول بلدنا ومنطقتنا من إرهاصات لا تبشر بخير مطلقا .
يبدو أن من قام على صياغة هذا الكتاب غير مُطّلع نهائيا على سير العملية التعليمية, ولا حتى على سير العمل والدوام في مراكز المنار ، لذلك أود أن أطرح بعض التساؤلات على من قام بصياغة هذا الكتاب, وأتمنى على صاحب القرار التراجع عن الأخطاء التي وردت فيه.
• النقطة الأولى وهي ينص الكتاب على أن دوام الطلاب لهذا الفصل ينتهي بتاريخ 11/6/2017 ودوام العاملين ينتهي بتاريخ 18/6/2017 ، وأن دوام الطلاب والتدريس للفصل الأول من العام الدراسي القادم 2016/2017 يبدأ بتاريخ 3/9/2017 وأن دوام الكادر الوظيفي يبدأ بتاريخ 27/8/2017 حتى الآن هذا جيد .
• هنا تأتي نقطة الخلاف وهي البند الذي يَنُص على أن العطلة الصيفية يتخللها دوام رسمي لكافة الكادر الوظيفي يومي الاثنين والثلاثاء من كل أسبوع ومن الساعة الثامنة صباحا ولغاية الثانية بعد الظهر (( كما هو معتاد سابقا )) أي يومي عمل كاملين كل أسبوع ، ويذكر النص حرفيا في هذا الخصوص كما هو معتاد سابقا وهذه مغالطة للواقع فلم نعتد سابقا على أن نداوم كمعلمين في مراكز المنار خلال الإجازة الصيفية بل كنا نستغلها كإجازة سنوية مثلنا كمثل معلمي وزارة التربية والتعليم بعد عناء عمل عام كامل مع فئة تحتاج من الصبر وطول البال ما يعجز عنه الكثيرين من موظفي وزارتنا الجالسين وراء مكاتبهم .
• ثم تستمر المغالطات عند توضيح الكتاب لمهام الكادر الوظيفي خلال هذين اليومين المَستَلبين من حق المعلم في هذه الإجازة حيث يًفَصّل الكتاب هذه المهام بما يلي :
1- استلام ومناقشة تقارير التقييم السنوي مع الأسر ونهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي !
وهنا ارغب بالتوضيح والقول أن هذه المهمة كانت تتم وكالمعتاد خلال الفترة ما بين انتهاء دوام الطلاب وانتهاء دوام المعلمين وهذه الفترة كافية لهذا الأمر .

2- المهمة التالية وهي القيام بزيارات تتبعيه لأسر الطلاب, حيث يبدو أن من صاغ هذا الكتاب نسي أو تناسى أن هذه المهمة ليست ولم تكن يوما من الأيام من واجبات ومهام معلم التربية الخاصة وتستطيع الاستعانة بكل من عمل في مديرية التربية الخاصة في وزارتنا منذ عشرات السنين للتأكد من ذلك ، علما أن هذه المهمة لها موظف مختص بها وكلكم تعلمون ذلك .
3- إعادة تسجيل الطلاب في المركز وتحديد المواقع وتوزيع الجولات, وهنا اود التذكير  بأن غالبية طلاب هذه المراكز هم أنفسهم طلاب السنة السابقة عدا عدد قليل جدا من الطلاب الجدد الذين لا يتعدون سبعة طلاب في أحسن الأحوال لذلك فان هذه المهمة نقوم بها سنويا خلال الأسبوع الأول من الفصل الدراسي الأول للعام القادم ولا تحتاج لدوام العطلة الصيفية للقيام بها ،وللعلم أيضا فهي ليست من مهام وواجبات معلم التربية الخاصة وتستطيع التأكد من ذلك .
4-  إعداد الملفات التدريبية ( تقييم الحالات ، إعداد الخطط التدريبية والتعليمية ، وإعداد الوسائل التعليمية  !
وهنا يبدو مرة أُخرى أن من صاغ هذا الكتاب ليس بصاحب خبرة في مجال التربية الخاصة كما أسلفت سابقا ، فكل ما ورد في هذه النقطة كان يتم في بداية الفصل الدراسي الجديد كونها كلها تحتاج إلى أن يكون الطالب موجودا في الفصل الدراسي لتقييمه بعد الملاحظة وغيرها من الطرق التي تساعد المعلم على وضع منهاج العام والفصل الجديد للطالب ألا وهو ( الخطة التربوية ويليها الخطة التعليمية ) ، وكل طالب كما تعلمون يختلف في قدراته عن الآخرين لذلك فان الأمر هذا لا يتم بوجود الطلاب وليس خلال الإجازة الصيفية ، إلا إذا رغبتم بتوقيع كتاب جديد يلتحق به الطلاب أيضا بالدوام خلال الإجازة الصيفية .
5-  النقطة المهمة والتي تثير الدهشة هي استقبال أولياء الأمور والإجابة على استفساراتهم !!
وهنا أُذكر مرة أخرى أن العلاقة بين ولي أمر الطالب مع المركز لا تتم مباشرة مع المعلم وان حصل وتم التواصل بها فهي مستمرة طوال العام الدراسي !

وهنا أتمنى على معالي الوزير الإيعاز بإعادة النظر في هذا الكتاب المليء بالمغالطات ومراجعته مرة أخرى وتذكير من صاغه بأن يفرق بين مسمى معلم وبين أي مسمى أخر في وزارتنا فالفرق كبير ، وأيضا يجب أن يعلم بأن كلمة معلم في وزارة التنمية لا تختلف في معناها ووظيفتها عما هو حاصل في وزارة التربية والتعليم ، ولا يجوز التمييز بين المعلم في وزارة التربية والتعليم وبين المعلم في وزارة التنمية فكلاهما يقوم بعملية تعليمية كاملة ويستحق إجازة صيفية غير منقوصة على عمله طوال العام الدراسي ، بل ان معلم التربية الخاصة يعاني أكثر بكثير من معلمي الطلبة العاديين في وزارة التربية .
اخيرا.. أتمنى أن لا أكون قد قصرت بحقي وحق كل معلمي مراكز المنار في وزارتنا للحصول على إجازتنا كاملة وكالمعتاد وأركز على كلمة كالمعتاد فنحن تعودنا على الحصول عليها سنويا وهذا حق طبيعي ، كما وأتمنى أن لا أكون أفشيت أسرار العمل كما تم اتهامي ظلما ذات مرة ، فهذا حقي ويجب أن أدافع عنه كما ذكرت سابقا .
وأختم بتمنياتي أن يكون أمر إلحاقنا بوزارة التربية والتعليم حقيقة واقعة وليس مجرد فكرة ومسألة وقت ليس إلا لننتهي من زمن الجهل الذي لا يمكن فيه التفريق فيه بين كلمات واضحة المعنى ولا لَبس فيها مثل ( منتفع وطالب ) وتدريب وتعليم ، ومعلم وإداري ، وعام وظيفي وسنة دراسية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى