فوضى الكترونية تجتاح العالم و”سنودن” يحمل المسؤولية لوكالة الامن الامريكية

تعرض العالم يوم امس الجمعة لأشرس هجوم إلكتروني, حيث واجهت شركات ومؤسسات في مختلف دول العالم،  هجوما الكترونيا واسعا بفيروس أطلق عليه اسم “وانا كراي”.

​ورجح موظف سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية أن يكون القراصنة الذين شنوا هجوما شرسا على الأنظمة الإلكترونية في أنحاء العالم يوم الجمعة استخدموا فيروسياً صُنع في وكالة الأمن القومي الأمريكية.

وقال إدوارد سنودن، موظف وكالة الأمن القومي سابقا، عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” إن “قرار وكالة الأمن القومي بإنشاء أدوات الهجوم على برامج الكمبيوتر يهدد الآن حياة المرضى في المستشفيات. لقد صنعت وكالة الأمن القومي هذه الأدوات على الرغم من التحذيرات. واليوم نرى ما ترتب على ذلك”.

وبدأ فيروس WanaCrypt0r 2.0 هجومه في إسبانيا والبرتغال، ثم توجه إلى دول أخرى ليهاجم في نهاية المطاف 74 دولة.

ويجدر بالذكر أن إدوارد سنودن كان غادر وطنه الولايات المتحدة الأمريكية اضطراريا بعدما كشف للعالم برامج التجسس الأمريكية.

وفي التفاصيل فان اكثر من 74 دولة في أوروبا وآسيا،  تعرضت مساء امس الجمعة، لهجمات إلكترونية بواسطة برنامج خبيث لابتزاز الأموال، تسبب في تعطيل عمل مؤسسات حيوية فيها.

وأقرت سلطات تلك الدول، في بيانات رسمية، من بينها بريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفيتنام وتايوان، تعرضها لهجمات إلكترونية باستخدام برمجيات تسمى “الفدية الخبيثة”، مناشدة في الوقت ذاته ضحايا تلك الهجمات عدم الدفع للقراصنة.

ومن أبرز تلك الاستهدافات، الهجوم الذي تعرضت له خدمة الصحة العامة في بريطانيا، ما تسبب في شل عمل أجهزة الحاسوب في العديد من مؤسساتها في البلاد، وإحداث بلبلة في عشرات المستشفيات التي اضطرت إلى إلغاء إجراءات طبية وإرسال سيارات إسعاف إلى مستشفيات أخرى.

ولجأ الأطباء في مراكز الرعاية الصحية المتأثّرة بالعطل إلى استخدام الورق والأقلام في عملهم، بعد تعطل جميع نظم الحواسيب والهواتف، حسب هيئة الإذاعة البريطانية.

وقالت الهيئة الوطنية للرعاية الصحية إنها تعمل بالتعاون مع المختصين في مجال مكافحة القرصنة الإلكترونية على حل المشكلة.

وفي السياق ذاته؛ أكدت وزارة الطاقة والسياحة والأجندة الرقمية الإسبانية، أن هجوماً إلكترونياً واسع النطاق استهدف عدداً من كبرى الشركات الإسبانية، مطالباً بدفع فدية لاستعادة الملفات المخترقة.

وقالت الوزارة إنها تعمل مع الشركات المتضررة لإصلاح الأضرار المترتبة على الهجوم الإلكتروني، مشددة على أن الاختراق أثر على أجهزة العاملين في تلك الشركات، لكنه لم يؤثر على خدمة العملاء.

وذكرت شركة “فيديكس” الأمريكية للبريد السريع، من جانبها، الجمعة، أنها تعاني من مشاكل في بعض أنظمة “مايكروسوفت ويندوز” فيما يتعلق بالهجوم الإلكتروني العالمي.

وأفادت متحدثة في بيان بأن شركة “فيديكس”، كغيرها من العديد من الشركات الأخرى، تواجه تداخلا مع بعض أنظمة الويندوز الناجمة عن البرمجيات الخبيثة.

كما نقلت وسائل إعلام، عن تعرض شركة الاتصالات الإسبانية تيليفونيكا، ومشغل الشبكات الخلوية الروسية “ميجا فون”.

ويبدو أن القراصنة استغلوا ثغرة في أنظمة التشغيل “ويندوز” كشفت في وثائق سرية لوكالة الأمن القومي الأمريكية “أن أس أي” تمت قرصنتها.

وقالت الوكالة البريطانية للأمن المعلوماتي في بيان لها، “اليوم شهدنا سلسلة هجمات إلكترونية استهدفت آلاف المؤسسات والأفراد في عشرات الدول”. وأوصت الوكالة بتحديث برامج أمن المعلومات وبرامج مكافحة الفيروسات الإلكترونية.

من جهتها قالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكي في بيان: “لقد وردتنا تقارير عديدة عن إصابة أجهزة حاسوب ببرنامج معلوماتي للحصول على فديات.. نحض الأفراد والمنظمات على عدم دفع الفدية لأن هذا الأمر لا يضمن الوصول مجددا إلى البيانات”.

وفي هذا الصدد، أفادت شركة “مايكروسوفت”، الجمعة بأن مهندسيها أضافوا خاصية الكشف والحماية على ضوء هذا الهجوم الذي عطل أنظمة المستشفيات في إنكلترا وتأثرت به أجهزة الكمبيوتر في العديد من الدول في أنحاء العالم.

وقال متحدث باسم مايكروسوفت في بيان إن المهندسين أضافوا أنظمة الكشف والحماية ضد برامج ضارة جديدة معروفة باسم “Win32.WannaCrypt”.

وتثير هذه الموجة من الهجمات الالكترونية “على مستوى عالمي” قلق خبراء امن المعلوماتية الذين لفتوا إلى أن البرنامج الخبيث يقفل ملفات المستخدمين المستهدفين ويرغمهم على دفع مبلغ من المال على هيئة بيتكوينز مقابل إعادة فتحها.

يشار إلى أن الهجمات الإلكترونية في العالم تسببت في خسائر اقتصادية تقدر بنحو 450 مليار دولار بنهاية العام 2016، ومن المتوقع أن يصل حجم الخسائر الاقتصادية إلى ثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2020 إذا لم تتخذ الحكومات التدابير اللازمة لمواجهة هجمات القرصنة

 

وتوقع الخبير في تكنولوجيا المعلومات في حديث لوكالة أنباء الأناضول على هامش مؤتمر مكافحة الاحتيال بالشرق الأوسط في دبي، أن يصل حجم الخسائر الاقتصادية إلى ثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2020 إذا لم تتخذ الحكومات التدابير اللازمة لمواجهة هجمات القرصنة الإلكترونية، بحسب مؤسسة “أوبن ثينكينغ” للتدريب في دبي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى