“عكاظ المكبر الثقافي”.. الثقافة في خدمة الصمود المقدسي

منذ نحو عامين تعيش قرى مدينة القدس المحتلة، حالة من الذّعر والقلق الذي سبّبه الاحتلال الإسرائيلي لها نتيجة الاقتحامات والاعتقالات والإعدامات الميدانية التي نُنفذها قواته، حتى بات يؤثر ذلك بشكل لافت على أهالي القرى، خاصة فئة الأطفال.

وتعدّ بلدة “جبل المكبر” جنوبي شرق القدس، إحدى هذه القرى التي عايشت ممارسات الاحتلال والعقوبات الجماعية الظالمة، ما دفع متطوّعو “مبادرة شباب البلد” بالعمل على حَدَث يعزّز “ثقافة الحياة” لدى الطلاب في البلدة ليُخرجوهم من الجو “المُحزن والكئيب” الذي يلتفّ حولهم كل يوم.

مهرجان “عكاظ المكبر الثقافي”؛ حدث اجتماعي تربوي ثقافي من شأنه استهداف الطلاب من جميع فئاتهم العمرية، خاصة بعدما استقبلت “جبل المكبر” في الفترة الماضية حزنًا على الشهداء والأسرى، ما أدخَلَ الأطفال في حالة من التخبّط والقلق، وفق المقدسية “آية جوهر” إحدى القائمات على المهرجان.

وتُضيف جوهر في حديثها لـ “قدس برس”، أن التحضيرات للمهرجان بدأت منذ نحو شهر ونصف، بالتعاون والتنسيق مع مدراء المدارس في جبل المكبر.

وتوضح أن المهرجان الذي افتُتح أمس الاول الإثنين؛ ويستمر حتى يوم السبت المقبل ، يتضمّن معرضًا للكتاب يحوي على الروايات وقصص الأطفال وكتب التاريخ والموسوعات والأدب، إلى جانب “بازار” لبيع المطرّزات التراثية والمأكولات الشعبية على هامش المعرض.

ونُظمت أمس الاول، أمسية أسماها القائمون على المهرجان “مي وملح”، تضمّنت كلمات وقراءات شعرية، كنوع من التضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام لليوم الـ 24 تواليًا في سجون الاحتلال.

وتقول جوهر أن “عكاظ المكبر الثقافي” يتضمن فعاليات وأيام دراسية يتخللها محاضرات في مختلف الموضوعات، بالإضافة إلى فعاليات للأطفال من أشغال يدوية ومعرض فنون وفرق التهريج، “وكل ما من شأنه تفريغ الطاقة المكبوتة لديهم”.

وأكدت: “نحن نبحث عن جيل متزن نفسيًا ويعرف ما يُريد ويحب الحياة، وهذه عمليًا رسالة مبادرة شباب البلد”.

ومن المتوقّع أن يُشارك نحو 8 آلاف طالب من بلدة جبل المكبر في مهرجان عكاظ المكبر الثقافي، الذي قالت جوهر إن الفئة العمرية المستهدَفة سواء الشبان أو الأطفال متعطشون لمثل هذه الفعاليات، وللتغيير والحياة والفرح، “فجميعنا نعيش حالة من الخوف والقلق في المدينة ويُراودنا سؤال هل سأعود لبيتي اليوم أم لا؟!”.

وطالبت جوهر المؤسسات والمبادرات الشبابية بالتفكير مليًّا في التخطيط لفعاليات ومهرجانات تربوية واجتماعية دورية لإخراج كل ما هو جميل في الإنسان المقدسي، الذي بات مستهدفًا بشكل يومي من قبل الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى