مجاهدات “داعش” من النكاح الى الحرق في النار حفاظاً على الاسرار

نساء داعش أو “عرائس داعش” أو “العلبة السوداء” كما اسمتهم الصحافية الجزائرية ناهد زرواطي الباحثين والخبراء الذين يدروسون التنظيمات الإرهابية الذين حاولوا فهم هذه الظاهرة المتطرفة.

أكدت زرواطي التي عادت من ليبيا مؤخراً أن التنظيم لا يزال ناشطا هناك، وما زالت هناك معسكرات تدريب ومناطق تحت سيطرته.

وتحدّثت الصحافية الجزائرية في مقابلة مع “موقع الحرة” عن ملف “عرائس داعش”، أو “العلبة السوداء”، كما وصفتهن، حيث قالت أنها تمكنت من إجراء مقابلات في مدينة سرت الليبية مع “داعشيات” تدربن على أيدي ضباط في الجيش العراقي السابق وحتى الجيش المصري.

ورأت زرواطي أن شبكات التجنيد تنشط على نحو سري داخل بلدان المغرب العربي، وتكمن مهمتها في “استقدام أكبر عدد من النساء وتوفير وسائل نقلهن من أمام منازلهن” إلى مناطق الصراعات لاستخدامهن في مهام عديدة كسجانات وجلادات أو الجنس أو العمليات الانتحارية أحيانا.

وتتعدد أسباب التحاق النساء بالتنظيم المتطرف، فإلى جانب انخداع بعضهن بدوافع دينية، تلعب السياسة وانعدام الحريات في بعض البلدان دورا كبيرة في جعل هؤلاء النسوة صيدا سهلا لعناصر داعش.

وبحسب زرواطي، النقمة على النخب السياسية الحاكمة، عامل مهم في هذا المضمار.

وفي المجال الاجتماعي، أشارت زرواطي إلى دور الأفلام الدعائية التي يبثها التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي في إيهام بعض النسوة بإمكانية حل المشاكل التي يعانين منها وقالت: “هناك العنوسة التي تقابلها فيديوهات للتنظيم يعرض خلالها شبابا جهاديين وسيمين يخيل للفتاة أنه فارس أحلامها.”

وما أثار انتباه زرواطي في بحثها عن خبايا نساء داعش “التونسيات الموجودات بشكل رهيب جدا داخل التنظيم”، مبينة أن المهام القيادية تناط بهن مثل “إدارة السجون ومضافات السبايا وتطبيق العقوبات على النساء الأخريات”.

وتابعت إن “أكبر نسبة من التونسيات (اللواتي التحقن بتنظيم داعش) كن مستقدمات من شبكات الدعارة، نساء وجدن المقابل المادي والزوج الذي قد لا يحظين به في بلدانهن”، مضيفة أنّ انتماءهن إلى التنظيم وحصولهن على القوة يعني لهن انتقاما “من مجتمع كان يضطهدهن لكونهن بنات ليل.”

وأكدت أن “الحقائق الأكثر خطورة” التي كشفت عنها وثائق حصلت عليها الصحافية الجزائرية خلال رحلتها إلى ليبيا، قيام التنظيم بحرق نساء وهن أحياء بسبب امتلاكهن معلومات خشي التنظيم وصولها إلى السلطات في حال تم اعتقال تلك النساء.

وأضافت تقول : “ولهذا أقول إن نساء داعش هن العلبة السوداء، الأسرار التي يحملنها جعلت البغدادي يأمر بحرقهن أحياء عوض إلقاء القبض عليهن واعترافهن بأمور سرية.”

ورأت زرواطي أنّ منطقة المغرب العربي قد تعاني أمنيا في المستقبل، بسبب عوامل منها شبكات التجنيد التي لا تزال تنشط داخل دول المنطقة، والتي غالبا ما يكون أعضاؤها من النساء المتطرفات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى