واشنطن تسمح لقطر بدعم الارهاب مقابل وجود القواعد العسكرية الامريكية على اراضيها

 

نقلت صحيفة نيويورك بوست عن آدم زوبين, وكيل وزارة الخزانة الامريكية لشؤون الإرهاب اعلانه أن قطر ما زالت تفتقد الإرادة السياسية في تنفيذ قوانين مكافحة تمويل الإرهاب على نحو فعال.

كما نقلت الصحيفة قول دانييل غلاسر، الذي تخلى مؤخرًا عن منصبه كأمين مساعد لوزارة الخزانة الأمريكية: إن “الممولين القطريين للإرهاب يعملون بشكل علني وشائع في البلاد”.

وقد جاء تقرير ديفيد أندرو واينبرغ في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لتأكيد  هذه الاقوال، فبعد دراسة السجلات المتاحة وجد واينبرغ أنه “من المستحيل التعرف على حالة واحدة محددة اتهمت أو أدانت أو اعتقلت خلالها قطر أفرادًا مطلوبين من قبل الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة”.

كما وجد أن ممولي الإرهاب، ولا سيما أولئك الذين يدعمون فرع القاعدة في سوريا (التي تسمى الآن هيئة تحرير الشام)، “يتمتعون بالحصانة القانونية من العقاب في قطر”.

وفي كانون الأول 2013، على سبيل المثال، أضافت وزارة الخزانة الأمريكية عبد الرحمن بن عمير النعيمي الذي يعيش في قطر إلى قائمة العقوبات مشيرةً إلى أنه “أمر بنقل ما يقرب من 600 ألف دولار إلى تنظيم القاعدة، وينوي إرسال المزيد”.

كما تشير تقارير متعددة إلى أن قطر “تقوم بدفع فدية لتنظيم القاعدة ومجموعات أخرى عندما يقومون باختطاف الغربيين” وتمثل هذه المدفوعات تمويلًا للإرهاب، وتشجع أيضًا على الاستمرار بعمليات الاختطاف.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن دولة قطر “لا تموّل الإرهاب فحسب بل تؤوي الأشرار أيضًا”.

وتوضح الصحيفة أنه “في عام 2015، سافر اثنان من كبار مسؤولي طالبان إلى قطر، حيث التقيا  خمسة من أعضاء الحركة كانوا معتقلين في غوانتانامو, وتم نقلهم إلى قطر في ظل إدارة أوباما؛ لتبادلهم مع الجندي الأمريكي الأسير بو بغدال”.

وقام القطريون بلعب دور الوسيط من خلال سفارة طالبان التي ساعدوا على إنشائها في الدوحة. وتظهر مراسلات مسربة أن المسؤولين الأميركيين قلقون منذ فترة طويلة من قيام طالبان وغيرها “باستغلال قطر كموقع لجمع التبرعات”.

ولا يتكلف القطريون عناء إخفاء هذا، فعندما زار مراسل صحيفة نيويورك بوست قطر قبل بضع سنوات أخبره أحد المغتربين أنه حضر افتتاح متجر ايكيا في الدوحة، وشاهد باندهاش قيام أعضاء من حركة طالبان باختبار نفس الأريكة التي اختبرها جنود أمريكيون.

وعلى الرغم من كل ذلك، فإن المسؤولين في واشنطن غالبًا ما يغضون الطرف، وربما يكون هذا بسبب قيمة قاعدة العديد الجوية الجوهرية بالنسبة لامريكا، أو بسبب المحفظة الاستثمارية الأجنبية الضخمة لقطر، أو ربما يكون هناك سبب آخر مجهول.

وعندما شنت إدارة جورج دبليو بوش الحرب على الإرهاب، أغفلت سجل قطر، بما في ذلك العقل المدبر لأحداث 11-9 خالد الشيخ محمد الذي وجد ملجأً له على الأراضي القطرية.

ولم يعاقب أي من بوش أو أوباما القطريين لتمويلهم الإرهاب. وبالتأكيد، كان يجب اعتبار قطر دولة داعمة للإرهاب من قبل وزارة الخارجية الامريكية. إلا أن هذا لم يحدث أبدًا.

وحين استلم الأمير القطري الجديد تميم بن حمد آل ثاني القيادة قبل ثلاث سنوات، كانت إدارة أوباما متفائلة بأن الدولة سوف تتغير، إلا أن ذلك لم يحدث أيضًا.

جدير بالذكر انه منذ آب 2014، قامت طائرات التحالف المدعومة من الولايات المتحدة بإطلاق عشرات الآلاف من الطلعات الجوية لقصف داعش، وأغلبها تقريبًا يوجه من قاعدة العديد المتطورة في قطر، وبعبارة أخرى فإن القاعدة تلعب دورًا مهمًا في جهود الولايات المتحدة الحربية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى