صراع حاد بين قطر ودولة الامارات لشراء الذمم والولاءات بالضفة الغربية

تتصارع جملة قوى ودول عديدة على ساحة الضفة الغربية، بغرض السيطرة على القرار والاستحواذ على الورقة الفلسطينية، وجميعها تسعى لقلب المشهد السياسي الفلسطيني، انها الاختراقات والامتدادات وصراع المقاولين والوكلاء، وصمت القيادة، وغياب القدرة الاعلامية، وعدم حسم مواقف.

بعض صناع القرار، سمح من خلال الصمت للعواصم التدخل والعبث والتخريب، وجندت وكلاء ومقاولين لها، بتمويل مالي ضخم، ولكل عاصمة وجهة نظر ومبررات فارغة كاذبة وواهية، والقيادة الفلسطينية، بمستوياتها العليا، متباينة المواقف في التعليق والرد، منهم، من يحارب هذا التدخل الفظ، لكن، عبر بيانات غير مقروءة وغير مسموعة فالعجز الاعلامي الرسمي يضرب أطنابه، وهناك من هذه القيادات، من ينتقد عبث الدول بخجل، وآخرون يضعون قدما تحت بلاط هذا الأمير أو ذاك الشيخ، وقدما في دائرة القرار، بانتظار “ميلان الكفة” وهذه الشريحة خطيرة ايضا، خاصة، وأن أيا من الفئات والشرائح الثلاث، لا تنقل بأمانه، لرأس الهرم السياسي الحقائق كاملة وتقاريرهم المرفوعة ناقصة وكاذية، ومستندة الى مصالح ومنافع.. وبالتالي تكون قراراته أحيانا خاطئة.

الضفة الغربية باتت مسرحا لعبث الدول، وجميعها تنسق مع واشنطن وتل أبيب، والحبل ممدود لوكلائها، ومن ينجح يفوز بلقب المقاول الأول، والفوز هنا، يعني هدم الهرم والمشهد الفلسطيني، أي اسقاط القيادة الفلسطينية الحالية.

وكلاء الانظمة تحت تصرفهم ميزانيات مالية ضخمة، يعقدون المؤتمرات، ويقدمون “الرشى” المالية، وينشرون “وعودا” بتولي مناصب في فترات مقبلة، بمعنى أساليب التدخل والتخريب كثيرة، استزلام، وطباعة كتب ونشرات، وتسريبات معلومات كاذبة، وماكنة اعلامية تحركها الاموال الطائلة، وتشكيل خلايا انتظار لتعليمات أجهزة الاستخبارات في أكثر من عاصمة، بينما تغط القيادة في سبات عميق، كيف لا، ومن اعضائها من التحق بدواوين وبلاط عواصم العبث، وكل مقاول لديه الأوهام والاحلام بأنه “الفارس” القادم، والرئيس المرتقب، وجميعهم وقعوا في عهود ووعود وضمانات بقبول ما يطرح من حلول لقضية شعب ما زال مصرا على رفض تصفية قضيته.

في ساحة الضفة الغربية “خلط” غريب عجيب، وكلاء أنظمة يتصارعون ويوزعون الأموال، واعلام عاجز ونائم، أضعف من أن يواجه ماكنات اعلامية تنتشر في كل الجهات، وفئة من “مستويات عليا” تواصل رفع الجدران واغلاق الابواب والنوافذ، في عملية حصار مدروسة بعناية ودقة لصاحب  القرار الاول، حيث التغييب والتضليل واضحان.

ومن أمثلة العبث الذي بدأ يتجذر في الساحة الفلسطينية الصراع القطري- الاماراتي، هذا اضافة الى الامتدادات التركية والاسرائيلية والامريكية، واخرى انطلقت من دول الجوار.

مشيخة قطر لها وكلاؤها، والامارات لها مقاولون، والحرب قائمة ومشتعلة، صراع على نفس الهدف، الامساك بالورقة الفلسطينية، بعد أن يكون المشهد السياسي الفلسطيني قد ترنح وسقط، عندها تأتي قوى عديدة ذات تاثير لتنصيب قيادات، في مشهد سياسي جديد، لا حول له ولا قوة، مجرد جسر تعبره الدول المتصارعة اشهارا وتلاحما وارتماء باتجاه البوابة الاسرائيلية، ومعروف لاسباب كثيرة أن قوى التأثير ترى وتجد في نفسها أنها وحدها من تمتلك تنصيب الرؤساء وتمرير قطعان القيادات.. أي أن قرار الفلسطينيين ليس في أيديهم.

الصراع الاماراتي القطري واضح المعالم، وسيء الأهداف، ووكلاء الطرفين، يتحركون علانية وبوقاحة، والسؤال الذي يطرح نفسه.. ما هو الموقف الصريح الحقيقي للقيادة الفلسطينية، وماذا فعلت للجم العابثين وداعميهم ومموليهم؟! أم أن ما نراه ونشاهده ونتابعه ، من عبث وتخريب وتضليل وصمت مريب، هو بداية “الانهيار”؟؟!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى