غداً الذكرى الاربعون لرحيل عبدالحليم حافظ.. عندليب الزمن الجميل

غداً الخميس تنقضي أربعون عاماً على رحيل عندليب الطرب العرب, عبدالحليم حافظ، الذي لا تزال أغانيه خالدة فى الوجدان العربي، وبالتحديد اغنياته الوطنية التي تحتل مساحة واسعة من تاريخ الأغنية الوطنية المصرية والقومية العربية.

فقد كان لأغنيات عبدالحليم الوطنية طابع خاص لن يتكرر، فهو صوت الوطن المعبر عن ثورة 23 يوليو ونهضة الامة العربية فى الستينيات، حتى وإن رأى البعض أنها كانت الأكثر تعبيرا عن فترة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لكنها لم تكن «نفاقًا» سياسيًا، كما ادعى البعض، بل كانت نتيجة حُب وإخلاص لمصر والعرب والقيادة الناصرية.

جهات فنية واعلامية مصرية كثيرة تًحيى هذا الاوان الذكرى الأربعين لرحيل «العندليب»، وتقدم ملامح جديدة فى غنائه الوطنى المدفوع بحب مصر والتعبير عن شعبها، والتى كانت ولا تزال تؤجج مشاعر الجمهور مهما مرت عليها السنوات.

وقد وصف الشاعر المصري مصطفى الضمرانى، ثورة يوليو بأنها «فجرت» فى الشعراء والمطربين والملحنين باقات من الإبداع الشعرى، ولذلك تغنى عبدالحليم حافظ بمبادئ الثورة الـ 6 قائلاً: «ثورتنا المصرية مبادئها الحرية وعدالة اجتماعية»، مضيفًا أنها نفس مبادئ ثورة 30 يونيو، لكن «حليم» وأغنياته سبقت الشعراء الحاليين بمراحل.

وأضاف «الضمرانى» يقول : لو ان عبدالحليم متواجد بيننا الآن لكان «سيعدل ميزان الأغانى الهابطة»، والتى وصفها بـ«التيك أواى»، ذلك لان «حليم» كان يقود ثورة فى الغناء, حيث كان الشعراء يتبارون للكتابة له ليتغنى بها، مشيرًا إلى أنه كان مطرب الثورة ومؤرخ إنجازاتها ولم يكن يمجد شخص «عبدالناصر» فقط ولكنه كان يمجد مبادئ ثورة.

واعتبر أن ما تغنى به عبد الحليم، للرئيس الراحل جمال عبدالناصر من أغان وطنية تحمل اسمه لا يُعتبر نفاقًا سياسيًا حيث إن الشعب بأكمله كان يحب ناصر.

وأوضح أن هناك قصيدة كانت لكامل الشناوى «أنا الشعب» تغنت بها أم كلثوم، ولحنها عبدالوهاب، وفى ختامها قال «ومن الجمال ومنى جمال» فليس عبدالحليم وحده من كان يتغنى بجمال عبدالناصر.

وتابع: غنى حليم «عاش اللى قال الكلمة بحكمة فى الوقت المناسب» أثناء وقت العبور فى 1973 وغناها لقرار العبور الذى قرره «السادات» فكانت الأغانى مرتبطة بأحداث فرحت الشعب المصرى وغير مرتبطة بشخص، لذلك الجيل الحالى من المطربين مشغولين بـ«الكليبات والألبومات»، بينما جيل «عبدالناصر» جمع كوكبة من المبدعين مثل أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، محمد عبدالوهاب، والموجى.

وواصل «الضمرانى» قائلا: الأغنية الوطنية الحالية، تتصف بـ «التسرع» فى كتابتها وأنه لايوجد أحد يجلس ليفكر كثيرًا قبل طرح فكرتها، ملتمسًا العُذر للشباب لعدم وجود لجنة استماع تجيز هذه الأعمال مثلما كانت فى الماضى، حيث كانت تضم نُخبة من كبار الملحنين والشعراء مثل أحمد رامى، حسين السيد، محمد عبدالوهاب، كمال الطويل، وأنه هو شخصيا كان ضمن أعضاء إحدى هذه اللجان.

وأشار إلى أن الأغانى المقدمة كانت تقترب من الـ 50 أغنية يتم اختيار 5 أغنيات منها على الأكثر، وأن اللجنة التى كان عضوًا بها كانت تضم فى عضويتها الملحنين الكبار حلمى بكر، محمد سلطان، ميشيل المصرى، والإعلامى الراحل وجدى الحكيم، وقال: إن ثورة 23 يوليو فجرت إبداعات عظيمة فى عالم الفن فكانت إنجازات عبدالحليم يجسدها فى الأغانى، لذلك سُمى «زمن الفن الجميل» وأنه منذ بداية مرحلة بناء السد العالى ترجم أحمد شفيق كامل الحدث فى «حكاية شعب» والتى كانت تضم «ضربة كانت من معلم» وحينها أعلن «عبدالناصر» تأميم القناة.

وتابع أنه كان وقتها هناك عدد من الأغانى الأخرى مثل ما لحنه الموجى فى أغنية أخرى هى «النجمة مالت على القمر» عن أحداث القناة، بينما فى 1956 أثناء العدوان الثلاثى، ظهر نشيد «الله أكبر فوق كيد المعتدى» والذى لحنه محمود الشريف وكتبه الشاعر عبدالله شمس الدين، فأصبح شعاراً ناجحاً وقتها، بالإضافة إلى أغنية «بستان الاشتراكية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى