صدور الطبعة الثانية من كتاب «اتحاد الطلبة المغدور»

صدرت في لندن الطبعة الثانية من «اتحاد الطلبة المغدور»، الكتاب الذي يوثق فيه مؤلفه، الزميل عدلي الهواري، تجربة تأسيس وانهيار فرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الولايات المتحدة في النصف الأول من عقد الثمانينيات.

يمر الكتاب على تجربة منظمة الطلبة العرب في الولايات المتحدة، التي تأسست في عام 1952، وخاصة المؤتمر الذي عقد في عام 1978، والذي يعتقد أن قرار تأسيس فرع للاتحاد قد تم بعده نظرا لإقصاء مؤيدي تيارات سياسية لمنافسيهم من التيارات الأخرى.

يمزج الكاتب بين ذكرياته كطالب أجنبي درس في الولايات المتحدة، وذكريات المشاركة في العمل الطلابي العربي والفلسطيني، وتأسيس فرع للاتحاد العام لطلبة فلسطين في الولايات المتحدة عام 1980، وتجميد هيئته الإدارية المنتخبة بعد أربع سنوات من التأسيس، وهو في ذروة العطاء في العمل من أجل القضية الفلسطينية. وكانت النتيجة في النهاية انهيار الاتحاد في الولايات المتحدة، مثلما حدث لمنظمة الطلبة العرب، ولكن انهيار الاتحاد تم بعد سنوات قليلة، وليس بعد أكثر من 50 عاما كما في حال المنظمة.

يكتب المؤلف من موقع المشارك، ويعتمد على وثائق فترة تقارب سبع سنوات شهدت اجتياح لبنان عام 1982 وخروج قوات الثورة الفلسطينية منه، والانقسام الذي حدث بعد ذلك. ويتميز الكتاب بأنه من الكتب القليلة التي تسلط الضوء على دور أحد الاتحادات الجماهيرية في دعم القضية الفلسطينية، ومن الكتب الرائدة في توثيق تجربة ثاني أكبر فرع للاتحاد في العالم.

وذكر المؤلف في مقدمة الطبعة الثانية أن الوثائق التي اعتمد عليها في توثيق التجربة قد حُوّلت إلى صيغة رقمية (بي دي اف)، وهي متوفرة الآن في أرشيف رقمي مفتوح يضم نسخة كاملة وطبق الأصل من الرسائل والبيانات والنشرات التي صدرت في تلك المرحلة.

وجاء في الكتاب في معرض تقييم التجربة الطلابية ما يلي:

“لعب الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الولايات المتحدة دورا مهما ومميزا في الساحة الأميركية، وضم بضعة آلاف من الطلبة الفلسطينيين في صفوفه، وكان هؤلاء في خط الاتصال الأول والمباشر مع جموع الطلبة في الجامعات وأهالي المدن التي يدرسون فيها، وبالتالي يمارسون عملا مهما على مستوى يسمى حرفيا “جذور العشب”، وهو أفضل بكثير من عمل مكاتب إعلام في عواصم القرار السياسي، أو اللجوء إلى توظيف جماعة ضغط على أمل التأثير على صانعي القرار في الولايات المتحدة.

“وتميز الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الولايات المتحدة بتجربة ديموقراطية، وكان أول مؤسسة فلسطينية في الولايات المتحدة تنهض من حالة الإحباط التي سادت بعد خروج مقاتلي الثورة الفلسطينية من بيروت، فعقد مؤتمره الثالث في أواخر شهر كانون الأول 1982. وكان ذلك المؤتمر بشهادة أنصار كل الفصائل مؤتمرا نوعيا”.

وكانت الطبعة الأولى من الكتاب قد صدرت في تموز 2015 عن دار عود الند، لندن.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف حاصل على دكتوراه في الدراسات السياسية من جامعة وستمنستر في لندن، وعمل معدا ومقدما ومنتجا للبرامج الإذاعية من عام 1987 وحتى 2003، وهو حاليا ناشر ورئيس تحرير مجلة «عود الند» الثقافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى