ترامب يدعم سلاماً عجيباً لا يتضمن حل الدولتين

لان الرئيس الامريكي الطازج دونالد ترامب, هو ملك الغرائب والاعاجيب, فقد صرح مسؤول كبير في البيت الأبيض امس الثلاثاء إن هذا الرئيس “العبقري” يدعم هدف السلام بين إسرائيل والفلسطينيين حتى إذا لم يتضمن حل الدولتين.

وقال هذا المسؤول الامريكي, قبل يوم من اجتماع في البيت الأبيض بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, إن السلام هو الهدف النهائي.

وأضاف “سواء تحقق هذا في شكل حل الدولتين إذا كان هو ما يريده الطرفان أو شيء آخر” وقال إن ترامب لن يحاول “إملاء” حل على احد.

ويعتبر تنصل رئيس أمريكي من دعم حل الدولتين, بمثابة انهاء عقود من السياسات الأمريكية التي تبنتها حكومات جمهورية وديمقراطية. وطالما كان هذا الحل الثنائي هو حجر الأساس للموقف الأمريكي بشأن حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني الطويل الأمد وهو أيضا في صلب جهود السلام الدولية.

وأي علامة على تخفيف الدعم الأمريكي لإقامة دولة فلسطينية قد يغضب أيضا العالم الإسلامي بما في ذلك الحلفاء العرب السنة الذين تحتاجهم إدارة ترامب في الحرب ضد تنظيم داعش.

وقال المسؤول بالبيت الأبيض إن ترامب يعتبر السلام في الشرق الأوسط “ذا أولوية عليا”. وأوكل ترامب إلى صهره اليهودي, جاريد كوشنر مهمة التفاوض من أجل اتفاق سلام.

وقال المسؤول “سنسعى للعمل على هذا سريعا جدا”.

ومن الجدير بالذكر ان ديفيد فريدمان الذي رشحه ترامب سفيرا لدى إسرائيل يدافع عن بناء المستوطنات ويشكك في حل الدولتين.

ولم تقتصر غرائب ترامب على تخليه عن حل الدولتين, بل امتدت لتطالب بالاطلاع على تفاصيل التحقيقات الجارية في تل أبيب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبل عقد أي لقاء مباشر معه، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

فقد توجّه مسؤولون في البيت الأبيض، مؤخرا، إلى السلطات الإسرائيلية بطلب تزويد الإدارة الأمريكية بتقرير حول كافة القضايا التي يتم التحقيق مع نتنياهو بشأنها؛ وجميعها تتعلّق بشبهات فساد مالي.

وبحسب الصحيفة العبرية؛ فإن ترامب أراد من خلال هذه الخطوة أن يتعرّف أكثر على شخصية نتنياهو، ليتمكّن من تحديد “ما إذا كان يقف أمامه رئيس حكومة ينازع سياسيا أم شخصية يمكن عقد صفقات معها”.

يذكر أن الشرطة الإسرائيلية فتحت تحقيقات جنائية ضد نتنياهو لفحص شبهات متعلقة بالفساد في ملفات؛ منها ما يعرف باسم “الملف 1000” بخصوص تلقيه لهدايا ممنوعة من رجل أعمال، وآخر باسم “الملف 2000″، ويتعلق بعلاقته مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” ومحاولة استمالته وصحفيين آخرين لصالحه لقاء وقف دعم صحيفة “يسرائيل هيوم” المنافسة لها.

غير أن كبرى هذه القضايا هي المعروفة إعلاميا باسم “الملف 3000″، وتتمحور حول دور نتنياهو في الدفع نحو إتمام صفقة شراء ثلاث غواصات متطورة من ألمانيا، بهدف خدمة مصالح مقربين منه، على الرغم من معارضة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي.

ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس الأمريكي، اليوم الأربعاء، برئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يجري زيارة رسمية لواشنطن.

وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض، شون سبيسر، الليلة الماضية، أن “الرئيس الأمريكي يرحب بنتنياهو، وسيتحدث معه عن تعزيز العلاقات بين البلدين، وعن الحاجة الى تحقيق الاستقرار في المنطقة، وعن التهديد الايراني والحاجة لمحاربة داعش والإرهاب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى