مقدمات ثورة شعبية عالمية ضد توجهات ترامب العنصرية

 

تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقضاء على ما سماه بـ “الإرهاب الإسلامي المتطرف”.

جاء ذلك في كلمة متلفزة أمام 400 من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي آيه”، السبت، حيث تواجد ونائبه مايكل بنس، هناك في ثاني أيام تسلمهما منصبيهما.

وقال ترامب إن بلاده لم تكن تربح أي شيء في الفترة الأخيرة، قبل أن يستدرك وسط تصفيق للحضور: “لكنني أعدكم بأننا سنعود للفوز”.

وتعهد الرئيس الأمريكي بتقديم “الدعم الكامل” للوكالة، مؤكد أن دعمه سيكون “أكثر من أي رئيس سابق”.

وعن الحرب ضد “تنظيم داعش” والإرهاب في الشرق الأوسط، أكد ترامب أنه ليس أمام بلاده سوى القضاء على التنظيم، وأن يتعاون مع الأجهزة الاستخبارية الأمريكية من أجل القضاء على “الإرهاب الإسلامي المتطرف”.

وأشار إلى أنه كان على بلاده “أن تأخذ النفط” عقب احتلالها للعراق عام 2003، مشيراً إلى أنها “لو فعلت ذلك في حينه لما ظهرت داعش”.

وجاءت زيارة ترمب، عقب تبادل للاتهامات بينه وبين مدير الوكالة السابق جون برينان، في عهد أوباما، عقب تسريب تقرير للأجهزة الاستخبارية الأمريكية عن قرصنة الروس على الانتخابات التي أوصلت ترامب إلى كرسي الرئاسة الأمريكية.

وبالمقابل فقد تظاهر مئات الآلاف في سائر أنحاء الولايات المتحدة يوم امس السبت, تلبيةً لدعوات إلى مسيرات مؤيدة لحقوق المرأة، تزامناً مع أول أيام رئاسة ترامب.

وقد شهدت واشنطن أكبر تظاهرة، حيث قال نائب عمدة المدينة، كيفن دوناهيو، إن المنظمين رفعوا توقعاتهم لأعداد المشاركين من 200 ألف إلى نصف مليون، مع استمرار تدفق المحتجين إلى شوارع المدينة.

ولا تصدر واشنطن عادة أرقاماً رسمية لعدد المشاركين في التظاهرات، إلا أن أحد أكبر شوارعها اكتظَّ بالناس، لدرجة استحالة السير على مدى 1,5 كيلومتر، فيما تحدثت هيئة المواصلات عن تضاعف عدد مستخدمي وسائل النقل العام في المدينة.

وخرجت مسيرات مماثلة في بوسطن ونيويورك ودنفر وشيكاغو، حيث قالت الشرطة إنها تتعامل مع “حشد كبير”.

ومن ناحيتها، ذكرت صحيفة “شيكاغو تريبيون” أن 150 ألف شخص خرجوا في المدينة.

وتأتي التظاهرات غداة فوضى وأعمال شغب خلال مواجهات بين مئات المتظاهرين المعادين لترامب وعناصر الشرطة، أدت إلى حرق السيارات وتحطيم الواجهات الزجاجية للمتاجر، ووضع حاويات النفايات كمتاريس، بينما ردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

ومن المتوقع أن تكون المناسبة في واشنطن هي الأكبر ضمن سلسلة من المسيرات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك سيدني ولندن وطوكيو ونيويورك.

وأغضب ترامب الكثيرَ من الليبراليين الأميركيين بسبب تصريحات اعتُبرت مهينة للنساء والمكسيكيين والمسلمين، وأقلق البعض في الخارج بتعهده خلال تنصيبه أمس الجمعة بوضع “أميركا أولاً” لدى اتخاذ القرارات.

خرجت آلاف النساء إلى الشوارع في عدد من العواصم الأوروبية للانضمام إلى “مسيرات الأخوات” في آسيا ضد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب قبل تجمّع حاشد في واشنطن من المتوقع أن يشارك فيه نحو ربع مليون شخص.

ولوّحت المشاركات في المسيرات بلافتات كُتب على بعضها “لا للعلاقات الخاصة” و”النساء الشريرات يتحدن”. وتوقفت المسيرة النسائية أمام السفارة الأميركية في ميدان جروسفينور، ثم توجهت إلى تجمع في ميدان الطرف الأغر وسط لندن.

ومن المزمع تنظيم نحو 670 مسيرة في شتى أنحاء العالم اليوم، حسبما قال موقع لمنظمي المسيرات على الإنترنت والذي يقول إنه من المتوقع مشاركة أكثر من مليوني شخص للاحتجاج ضد ترامب الذي أدى اليمين، أمس الجمعة، ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

وعبّر عدد من المشاهير بينهم الناشطة بيانكا جاجر والمغنية شارلوت تشيرش والممثل إيان ماكلين عن دعمهم للاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وارتدت بعض المشاركات في المسيرة قبعات باللون الوردي، وحملن لافتات كتبن عليها عبارات تنتقد نظرة ترامب للمرأة في إشارة إلى عبارات جنسية تلفّظ بها ترامب في شريط مسجل يعود لعام 2005 ما أثار موجة واسعة من الغضب.

وشهدت أوروبا العديد من المسيرات المناهضة لترامب في برلين وباريس وروما وفيينا وجنيف وأمستردام.

وطبقاً لتقديرات الشرطة ومنظمين شارك نحو 2000 شخص في مسيرة في فيينا، لكن درجات الحرارة التي هبطت إلى ما دون الصفر تسببت سريعاً في انخفاض عدد المشاركين إلى بضع مئات.

وفي إفريقيا شارك مئات المحتجين في مسيرة بالعاصمة الكينية نيروبي ولوّحوا بلافتات وغنوا أغنيات أميركية تعبر عن الاحتجاج.

وفي سيدني أكبر مدن أستراليا شارك نحو ثلاثة آلاف شخص من الرجال والنساء في مظاهرة في هايد بارك قبل السير إلى مبنى القنصلية الأميركية وسط المدينة.

وقال منظمون إن خمسة آلاف شخص شاركوا في مسيرة في ملبورن.

وأوضحت ميندي فرايباند منظمة المسيرة لرويترز: “لا نقوم بالمسيرة كحركة مناهضة لترامب في حد ذاته.. إننا نقوم بالمسيرة احتجاجاً على خطاب الكراهية ولهجة الخطاب البغيضة وكراهية النساء والتعصب وبغض الأجانب، ونريد طرح صوت موحد للنساء في كل أنحاء العالم”.

وفي وقت سابق قام نحو ألفي شخص بمسيرة سلمية في أربع مدن في نيوزيلندا حسبما قالت بيتي فلاجلر منظمة مسيرة ويلنجتون لرويترز هاتفياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى