“المجد”.. حلم مشترك

يقول الشاعر الانجليزي وليم ويردزويرث: “في البدء كان الكلمة ثم كان الحوار اكبر هبة للانسان ثم كانت  الكتابة أعظم ما صنعت يد الانسان، وبعدها كانت الطباعة الانجاز الكبير في نشر الكلمة وتوثيقها، ثم جاءت الصحافة فوهبت الانسان مملكة شاسعة واسعة لنشر الحُب والسلام والتلاقي”

ولا يتسع هذا المقال المقتضب الحزين لاستعادة تغني العظماء في الصحافة التي يصفها الشاعر و المفكر اللبناني العالمي جورج شحادة : ” بأنها كل يوم ميلاد و كل يوم قيامة” ويقصد هنا الصحافة اليومية, اما الاسبوعية في رأيه ايضاَ كل اسبوع ميلاد وكل اسبوع قيامة….. وعشيات الميلاد نفتقد تجدد ولادة ” المجد” القومية التقدمية اسبوعياً, ونفتقد ولادة “السفير” اللبنانية اليومية الجريدة القومية التقدمية، ومأساة الصحافة العربية الورقية سواءً من تختفي او تتلاشى تدريجياً هي جزء من الفاجعة الكبرى التي تضرب الوطن العربي منذ سنوات فتنهار دول ومجتمعات ومؤسسات, وينهار النظام العربي بمجمله ثم تنهار انظمة او تتحلل من الداخل, وتبدأ الفوضى بالتفشي.

قبل خمس سنوات كتبت مقالاً في جريدة السفير اللبنانية عما تخطط له اميركا المتصهينة, تحت عنوان : “تخليق الفوضى وتفشيل الدول” والعنوان يغني عن سرد كل التفاصيل التي يعرفها ويعيشها الجميع.

اما عن “المجد” ووأدها فلدي عاطفة خاصة تجاهها ذكرتني بالظروف الضاغطة التي أدت الى وأد جريدتي اليومية، وقد بدأت حلم “الاخبار” مع كوكبة طليعية مثقفة وكان اخي فهد الريماوي الى جانبي منذ بدايات الحلم الى يوم الصدور، اما بخصوص “المجد” فأكاد اقول انني واياه فقط حلمنا سوياً حيث شاركته في الفكرة والحلم, كان هو متحمساً وكنت متحفظاً، وألح ان نتشارك فاعتذرت ولكنني وعدته انني ساكون معه بكل ما يريد تحريرياً حتى تقف الجريدة على قدميها, وهكذا كان حيث استمررت في الكتابة بها طيلة عامها الاول, وبعدها دام تواصلنا وكنت اغبطه على تصميمه وصموده وقدرته على الاستمرار في هذا الليل المدلهم الذي يلف الوطن العربي, والاعاصير التي تقتلع ممالك هذا الوطن وقلاعه, وكل ما هو حزين ومؤلم يعصف بالصحافة الى جانب عصفه بكل مقومات ومكونات هذا الوطن العربي الذي يتدحرج – بكل اسف- على طريق الهاوية !!

وزير الاعلام السابق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى