هل انتقم اردوغان من اتاتورك ؟

 

أثار تغيير مكان تمثال ضخم لمؤسس تركيا العلمانية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك من ساحة رئيسية في معقل الرئيس رجب طيب إردوغان إلى موقع جانبي، جدلا واسعا في تركيا.

ونقل التمثال يوم الخميس الماضي من الساحة الرئيسية في مدينة ريزي (شمال شرق) الساحلية معقل إردوغان، إلى ساحة ولاية ريزي الأقل شهرة. وتعود جذور أسرة الرئيس التركي إلى ريزي.

ويتهم المعارضون إردوغان على الدوام بالسعي إلى أسلمة المجتمع التركي وتفكيك إرث الجمهورية العلمانية الحديثة التي أقامها أتاتورك.

واعتبر البعض نقل التمثال نوعا من التهميش. وقال عمر توبراك رئيس جمعية الفكر الكمالي “إنهم يحاولون محو أتاتورك من ذاكرة ريزي”، بحسب ما أوردت صحيفة حرييت.

ونظم توبراك مع نائب محلي من حزب الاشتراكيين الديمقراطيين (معارضة) الذي أسسه أتاتورك، تظاهرة ضد إزالة التمثال من الساحة الرئيسية للمدينة.

وأضاف توبراك “في السابق كانوا يريدون إزالة هذا التمثال واستبداله بتمثال يجسد كاس شاي” في إشارة إلى مقترح للبلدية العام الماضي تم التخلي عنه لاحقا بسبب الاحتجاجات.

وبدلا من ذلك قررت السلطات أن تقيم في الساحة الرئيسية نصبا لضحايا محاولة انقلاب 15 تموز الماضي ضد نظام إردوغان.

وتابع توبراك “هذا اليوم هو يوم أسود لريزي”. وتم تداول العبارة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا بالمشروع.

وحذر توبراك من أن المتظاهرين سيعيدون بأنفسهم تمثال أتاتورك إلى مكانه إذا لم تتراجع البلدية.

ورفض ريسات كاساب رئيس بلدية ريزي وهو من حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم، هذه الاتهامات.

وقال أن تمثال أتاتورك نقل إلى موضع يقع أمام مكتب الوالي لأن الاحتفالات الرسمية تقام في هذا المكان.

وأضاف في بيان “نشعر بألم كبير للجهود التي يبذلها البعض الذين يسعون من هذه الأفعال إلى غايات خفية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى