تداعيات جريمة اغتيال الموساد للطيار التونسي (الحمساوي) الزواري

قالت الحكومة التونسية، إن الدولة “ملتزمة بتتبع الجناة الضالعين في عملية اغتيال المرحوم محمد الزواري داخل أرض الوطن وخارجه بكل الوسائل القانونية وطبقًا للمواثيق الدولية”.

وأفادت في بيان مقتضب لها امس الأحد، بأنها تتابع تقدم التحقيقات والأبحاث الخاصة بجريمة اغتيال المواطن التونسي محمد الزواري، “والتي توصلت آخر الأبحاث إلى إثبات تورط عناصر أجنبية فيها (دون الكشف عنها)”.

وأكدت التزام الدولة التونسية بحماية كل مواطنيها، مبينة أن وزارة الداخلية ستتولى اطلاع الرأي العام على كل مجريات الواقعة في الوقت المناسب حفاظًا على سرية التحقيق وضمان نجاعة أوفر للأبحاث الجارية.

ومحمد الزواري هو مهندس تونسي من مواليد 1967، عمل على مشروع تطوير طائرات بدون طيار وتصنيعها، ويعتبر مخترع أول طائرة من دون طيار في تونس، وطيّار سابق في شركة الخطوط الجوية التونسية.

وقد تعرض للاغتيال في مسقط رأسه مدينة “صفاقس” في 15 كانون أول الجاري، ويعّد الزواري أحد قادة الجناح العسكري لحركة “حماس” الذين أشرفوا على مشروع طائرات “أبابيل” القسامية، “والتي كان لها دور بارز في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، عام 2014، بحسب ما أعلنت عنه “القسّام”.

وجاء في بيان الكتائب، أن المهندس التونسي قد التحق قبل 10 سنوات في صفوف المقاومة الفلسطينية وانضم لكتائب القسّام وعمل في صفوفها.

وبحسب ما أعلنت عنه وزارة الداخلية التونسية في سلسلة بيانات رسمية على مدار الأيام الماضية؛ فإن الزواري قضى عقب إصابته بثماني أعيرة نارية أُطلقت بشكل مباشر على جمجمته أثناء جلوسه في سيارته أمام منزله الكائن بمنطقة “العين” في محافظة صفاقس بجنوب تونس.

وقال رضوان الزواري شقيق المهندس الشهيد الزوادي، أن بيت الشهيد قد تحول إلى مزار لكل شرائح المجتمع المدني التونسي.

ونفى الزواري أي اتصال من الحكومة أو من أي زعيم حزب سياسي بهم منذ وفاة شقيقه للعزاء أو للسؤال عن الجريمة.

لكن الزواري، أعرب عن ارتياحه لطبيعة التضامن الشعبي والمدني التونسي معهم، وقال: “كنت أعتقد أننا سنتألم وحدنا لفقد شقيقي محمد رحمه الله، لكن اليوم بيتنا وساحاته لم تعد تتسع للزائرين إلينا من كل حدب وصوب، ونحن نشعر أن محمد ليس ابننا وحدنا بل هو ابن تونس بكاملها”.

وعما إذا كانت العائلة على علم بأن محمد الزواري رحمه الله كان واحدا من كتائب القسام، قال رضوان: “لم نكن نعلم جميعنا أن شقيقي الراحل الشهيد محمد على علاقة بفصائل المقاومة، ولكننا كنا نلاحظ عليه انشغاله الدائم بالعلم ومتابعة ورشات التعليم التي أقامها”.

وكانت زوجة الشهيد المهندس محمد الزواري الذي تم اغتياله يوم الخميس الماضي أمام منزله، قد نفت هي الأخرى علمها بنشاط زوجها مع المقاومة الفلسطينية.

وأضافت زوجة محمد الزواري في تصريحات اعلامية، أن  زوجها غادر المنزل يوم عملية الاغتيال في حدود الساعة 13:50 وفجأة سمعت 3 طلقات نارية وعند خروجها عثرت على زوجها داخل سيارته.

وأوضحت أنها رأت رصاصة أصابته على مستوى القلب ورصاصة ثانية على مستوى الرقبة.

وأكدت عائلة الشهيد الزواري، أنها تعتز وتفتخر بعمل نجلها مع كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقامة الإسلامية “حماس”.

وشدد أحد أشقاء الشهيد في كلمة هاتفية له، وجهها للحاضرين في بيت عزاء شقيقه الذي أقامته له كتائب القسام في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة مساء امس الأحد، على أنهم لم يكونوا على علم بأن نجلهم يعمل مع القسام، مشيرًا إلى أن اغتياله شكّل صدمة لهم في البداية.

وأكد أن تبني القسام للشهيد خفّف عنهم، باعتباره أحد جنودها، الذين قاتلوا الاحتلال.

وأضاف أن عائلته تعتز بعمل نجلها في القسام، متقدما بالشكر للكتائب لإقامة بيت عزاء له في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى