مصر تستعيد دورها العربي بالانفتاح على سورية والاختلاف مع السعودية

استأنفت مصر- فيما يبدو- دورها العروبي المدون بحروف المجد على صفحات التاريخ، وعادت لتستعيد مجدداً مكانتها القيادية المعهودة بين ظهراني امتها، وتناضل جهد طاقتها لجمع الصف القومي، واحياء التضامن العربي، واطفاء الحرائق الفتنوية التي اهلكت البلاد والعباد ما بين المحيط والخليج.
ورغم ”قوةالتآمر” المتعددة الاطراف المسلطة على ارض الكنانة، وشدة المصاعب الامنية والسياسية والاقتصادية التي تكابدها ليل نهار، الا انها قد باشرت التحرر مؤخراً من الارتهان للوصاية السعودية والمعونات المالية، والانطلاق- من ثم- لاداء رسالتها وتحمل مسؤوليتها في استنهاض امتها، والنظر بعين العدل والانصاف الى مختلف اقطارها العربية، والعمل على مساعدتها في حل مشاكلها وتجاوز ازماتها.
ولعل الجدير بالاهتمام، ان استئناف مصر لدورها القومي العربي، قد تقاطع مع توجهها نحو المصالحة الوطنية، وتصفية الخلافات السياسية داخل البيت المصري، وهو ما يعني معاودة الوقوف مجدداً على قدمين ثابتتين.. داخلياً وخارجياً.
انفتاح مصر العروبي ابتدأ، قبل بضعة اسابيع، على الجزائر، ثم العراق ولبنان، ثم الفصائل الفلسطينية كافة، واخيراً على الدولة السورية وجيشها الصامد المقدام، حيث دأبت مصر، منذ اقدم العصور، على اعتبار سوريا توأمها الشمالي، وشريكها الاستراتيجي في معادلة الامن القومي العربي.
وفي اوضح مؤشر على التوجه المصري الجديد، اعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، صراحة، أنه يدعم ”الجيش السوري” المدافع عن الدولة السورية.
وأضاف السيسي يقول في مقابلة مع قناة ار تي بي البرتغالية في ختام زيارته للعاصمة لشبونة إنه من الأولى دعم الجيوش العربية الوطنية لفرض السيطرة على أراضى دولها وتوفير الاستقرار فيها.
وأشار السيسي إلى أن ”سوريا تعاني من أزمة عميقة منذ 5 سنوات، وموقفنا في مصر منها يتمثل في أن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية هو الخيار الامثل، ولا بد من التعامل بجدية مع الجماعات الإرهابية ونزع السلاح منها، بالإضافة إلى وحدة الأراضي السورية، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب فى سوريا”.
ورغم النفي المصري الشكلي لما اوردته صحيفة السفير اللبنانية، الا ان الصحيفة اكدت وصول وحدة جوية مصرية تضم 18 طيارا ومباشرتها العمل في مطار حماة العسكري، منذ الثاني عشر من الشهر الجاري.
وقالت الصحيفة إن هؤلاء الطيارين ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص، دون أن يكون واضحا ما إذا كانوا قد بدأوا العمل في العمليات الجوية أم لا، مشيرة إلى أن انضمامهم واختيارهم من تشكيل الحوامات المصرية يعكس قرارا مصريا – سوريا بتسريع دمج القوة المصرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية قد تقدمها هذه الوحدة لدى وصولها الاراضي السورية، في حين يعمل ضابطان مصريان برتبة لواء، في مقرّ الأركان السورية بدمشق منذ شهر، كما يقومان بجولات استطلاعية على مختلف الجبهات السورية.
وقد شارك اللواءان المصريان، في اجتماع تقييمي لمنطقة عمليات الفرقة الخامسة السورية التي تنتشر حول درعا، حيث عقد هذا الاجتماع المصري السوري في مقر الفرقة السورية في بلدة ”أزرع”، بعد زيارة استطلاعية قاما بها لقاعدة ”الثعلة” الجوية في ريف السويداء.
وقالت ”السفير” أن ما يجري ليس سوى ثمرة جهود واتصالات مصرية – سورية تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة، بعد سلسلة من اللقاءات الأمنية غير المعلنة، التي بدأت قبل أكثر من عام بين القاهرة ودمشق، فقد وصلت الوحدة المصرية بعد ثلاثة أسابيع من الزيارة القصيرة التي قام بها إلى القاهرة في السابع عشر من تشرين الأول الماضي، اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، للقاء اللواء خالد فوزي نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى