القائد الاممي كاسترو.. في ذمة التاريخ

رحل فيديل كاسترو وحضر دونالد ترامب، فاي حق رُفع واي باطل وُضع.. اي ثائر اممي تقدمي غاب عن هذا العالم، واي مقامر رجعي فاشي نزل على هذا العالم نزول الصاعقة، وفاجأه من حيث لا يحتسب.
باكاليل الغار واوسمة الفخار، ودع العالم فيديل كاسترو، وبمفردات العار ومشاعر الاحتقار استقبل هذا العالم دونالد ترامب.. وشتان ما بين وداع الابطال واستقبال الانذال، او بين الفجيعة بذهاب المناضل الكوبي وانتخاب المقاول اليانكي.
ولعل من نكد الدنيا على البشرية التقدمية واحرار العالم، ان يقرأوا وصف ترامب الكذاب للزعيم الكوبي >بالدكتاتور الوحشي الذي قمع شعبه منذ ما يقارب ستة عقود<، مشدداً على ان ادارته اليمينية الفاشية >ستبذل ما في وسعها لكي يبدأ الشعب الكوبي رحلته نحو الحرية والازدهار<.
هذا الوصف المتعسف والمتخلف يأتي متعاكساً على طول الخط مع سائر قادة العالم وزعمائه الذين امطروا كاسترو باجمل وافضل باقات الاطراء والثناء، واشادوا بدوره الثوري والتاريخي في تحرير وتطوير كوبا، ووضعها – وهي الجزيرة الصغيرة- في طليعة دول العالم الناهضة.
* حتى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بادر الى تقديم تعازيه لأسرة كاسترو، واكد أن التاريخ سيحكم على تأثيره في كوبا والعالم.
ونقلت رويترز عن أوباما قوله في بيان صادر عنه: إن ”التاريخ سيسجل وسيحكم على التأثير الضخم لهذه الشخصية على الشعب وعلى العالم من حوله وفي هذه اللحظة نمد يد الصداقة إلى الشعب الكوبي”.
وأوضح أوباما أنه سعى خلال فترة رئاسته إلى طي صفحة الماضي والعمل على مستقبل يبنى على الأمور المشتركة بين البلدين.
* اما الرئيس السوري بشار الأسد فقد اعلن، في برقية تعزية بعثها إلى الرئيس الكوبي، ”ان كاسترو قاد نضال شعبه وبلاده ضد الإمبريالية والهيمنة لعقود من الزمن بكل كفاءة واقتدار وأصبح صموده أسطوريا وملهما للقادة والشعوب في كل أنحاء العالم” .
وأضاف الاسد يقول : أن ”كوبا الصديقة تمكنت بقيادته من الصمود في وجه أعتى العقوبات والحملات الظالمة التي شهدها تاريخنا الحديث فأصبحت بذلك منارة لتحرر شعوب دول أمريكا الجنوبية وشعوب العالم أجمع”، مشدداً على أن اسم كاسترو ”سيبقى خالدا في أذهان الأجيال وملهما لكل الشعوب الطامحة إلى الاستقلال الحقيقي والتحرر من ربقة الاستعمار والهيمنة”.
* كما اشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالراحل كاسترو، معتبرا أنه رمز لحقبة كاملة من تاريخ العالم.
وقال بوتين في برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الكوبي ”إن اسم رجل الدولة المميز هذا يعتبر رمزا لعصر في تاريخ العالم الحديث”، مشيرا إلى أن كاسترو كان صديقا وفيا لروسيا.
وأضاف الرئيس الروسي ”إن كاسترو كان يجسد المثل العليا لسياسي فهو مواطن ووطني مقتنع بصدق بصوابية القضية التي كرس حياته من أجلها ولذلك ستبقى ذكراه راسخة في قلوب مواطني روسيا”.
* من جانبه أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني بالنيابة عن الشعب الإيراني عن مواساته للحكومة والشعب الكوبي المقاوم ومنطقة اميركا اللاتينية بوفاة المناضل الكبير فيديل كاسترو متمنيا العزة والشموخ للشعب الكوبي.
ووصف روحاني خلال برقية تعزية بعثها إلى رئيس مجلسي الدولة الكوبي، فيديل كاستر بـ ”المناضل الذي لم يعرف الكلل” وقال: ”في العصر الذي تعاني فيه الشعوب المضطهدة في العالم من انتهاك أبسط المبادئ الإنسانية مثل السلام والعدالة والحرية هناك لحسن الحظ رجال أحرار ومناضلون لا يتخلون عن النضال حتى آخر أيام حياتهم كي تظل راية العدالة والمناداة بالحرية مرفوعة خفاقه بين الشعوب”.
* من جهته أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن كاسترو سيبقى خالدا وقال في برقية تعزية نقلها التلفزيون الرسمي الصيني ”لقد فقد الشعب الصيني رفيقا صالحا ووفيا”.
وكانت وسائل الاعلام الصينية الرسمية وجهت تحية أيضا لذكرى كاسترو، مشددة على أن ”الصين وكوبا صديقان قريبان ورفيقان”، مشيرة الى أن كوبا كانت أول دولة في الأميركيتين تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية في 1960.
* بدوره أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن تعازيه العميقة للشعب والقيادة الكوبية بوفاة كاسترو.
وقال عون في برقية إلى الرئيس الكوبي ”إن القائد الأعلى للثورة الكوبية ترك لقرابة قرن في ضمير العالم بصمة أكسبتها خبرته الطويلة قوة إقناع ومهابة حتى غدت مواقفه السياسية وجدلياته القومية نهجا تفرد به”.
* كما اعلنت الجزائر الحداد الوطني لمدة ثمانية ايام اثر وفاة قائد الثورة الكوبية كاسترو.
وجاء في بيان للرئاسة الجزائرية أن ”رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أعلن اليوم الحداد الوطني لمدة ثمانية أيام ابتداء من الغد إثر وفاة الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو الزعيم التاريخي للثورة الكوبية”.
* من جانبه وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس كاسترو، خلال برقية عزاء وجهها الى الرئيس الكوبي ، بأنه كان ”مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه وعن قضايا الحق والعدل في العالم”.
ويثني الفلسطينيون على كوبا في عهد فيدل كاسترو باعتبارها الدولة الاميركية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947.
* إلى ذلك دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى رفع الحظر الذي يعاقب كوبا بشكل نهائي.
ووصف هولاند كاسترو بأنه كان شخصية كبيرة في القرن العشرين واثار الكثير من الآمال مع الثورة الكوبية، وكان بالنسبة الى العديد من شعوب أميركا اللاتينية وليس بالنسبة لكوبا فقط مرجعا حتى ”وان كانت هناك ايضا خيبات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى