اصداء واسعة لعملية ابو صبيح الفدائية الجريئة بالقدس

شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ فجر اليوم الاثنين، حملة دهم واقتحامات واسعة في مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلتيْن، أسفرت عن اعتقال نحو 39 مواطنًا فلسطينيًا؛ بينهم ابنة الشهيد مصباح أبو صبيح وأطفال قاصرون.

وقال تقرير لجيش الاحتلال، إن قواته اعتقلت 16 فلسطينيًا ممّن وصفهم بـ “المطلوبين”؛ بينهم سبعة متهمين بممارسة أنشطة تتعلّق بالمقاومة ضد الجنود والمستوطنين.

وبيّن التقرير العبري أن الاعتقالات طالت فلسطينيًا من مدينة طولكرم وستة من بلدة عزون شرقي قلقيلية، وأربعة شبان من ضواحي القدس، وآخر من بلدة سردا شمالي رام الله، وأربعة من بلدتي بيت أمر ويطا قضاء الخليل.

بدورهم، رصد مراسلو “قدس برس” اعتقال قوات الاحتلال لـ 35 فلسطينيًا من الضفة والقدس؛ من ضمنهم الـ 16 حالة اعتقال التي ذكرها تقرير جيش الاحتلال.

كما رصدوا اعتقال الاحتلال لـ 19 فلسطينيًا من مدينة القدس، لم يتطرق لهم التقرير العبري؛ 8 من بلدة الطور وواد الجوز والبلدة القديمة و6 من العيساوية واثنان من العيزرية وآخرين من حارة السعدية وشارع الواد.

كما ذكرت وكالات الانباء أن قوات الاحتلال قد اعتقلت الفتاة إيمان أبو صبيح (ابنة الشهيد مصباح أبو صبيح)، عقب دهم منزل عائلتها في بلدة الرام شمالي القدس.

وكانت قوات الاحتلال، قد اعتقلت الليلة الماضية 17 فلسطينيًا من مدينة القدس المحتلة وضواحيها، ممن احتفلوا بتنفيذ عملية إطلاق النار التي نفّذها الشهيد مصباح أبو صبيح في حي الشيخ جراح بالقدس.

هذا وقد باركت الفصائل الفلسطينية، العملية الفدائية التي وقعت في مدينة القدس المحتلة، صباح امس الأحد، وأدت إلى مقتل اثنين من الإسرائيليين وإصابة ستة آخرين بجراح متفاوتة، بالإضافة إلى استشهاد منفّذها مصباح أبو صبيح.

وقال الناطق باسم حركة “حماس” فوزي برهوم في تصريح صحفي له، إن هذه العملية تؤكد على استمرارية الانتفاضة، مشيراً إلى أن “كل محاولات الاحتلال لكسرها وتصفيتها لن يُكتب لها النجاح”.

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن هذه العملية ردٌ طبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة ضد شعبنا، والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين.

وأضافت تقول :  أن مواصلة شباب القدس للفعل المقاوم يعكس إصرار شعبنا بكافة شرائحه على استمرار خيار المواجهة والاشتباك، مشيدة بروحهم التي تعكس إصرارهم وتحديهم لإجراءات الاحتلال وسياساته العدوانية، التي تحاول يائسةً كبح الانتفاضة ووأدِها.

أمّا حركة “فتح”، فقد أعلنت الحداد في مدينة القدس المحتلة على روح الشهيد مصباح أبو صبيح، وقالت: “نعلن رفضنا الكامل لجرائم الاحتلال المتواصلة ضد شعبنا، والتي تُمارس على مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية التي عجزت عن إلزام حكومة الاحتلال بالانصياع للقوانين الدولية والتي تتعامل مع نفسها ككيان فوق القانون الدولي.

وأضافت الحركة، أن على حكومة الاحتلال وأذرعها التنفيذية تحمّل تبعات ما ترتكبه بحق المسجد الأقصى من الاستخفاف بمشاعر المسلمين والسماح للمستوطنين باقتحامه وتدنيسه وانتهاك حرمته بشكل يومي، بحماية شرطة الاحتلال، بينما يمنع المئات من المرابطين والمرابطات من دخوله.

بدوره، قال الناطق الإعلامي لحركة “المقاومة الشعبية” خالد الأزبط، إن عملية القدس البطولية هي عملية نوعية بالمكان والتوقيت حيث أن دلالاتها قوية لكل المرجفين, ولكل من يراهن بأن انتفاضة القدس قد دُفنت.

وأضاف الأزبط في تصريحات صحفية، أن العملية التي نفذت في قلب القدس تدل على شرعية الدفاع عنها إضافة إلى أنها أرض محتلة، كما أن توقيت العملية يدلل على قوة شعبنا ومقاومته لاختراق كل الحواجز وإفشال إجراءات الاحتلال الأمنية، خاصة بعد الإعلان الإسرائيلي الأخير عن ضبطه عشرات الأسلحة بالضفة الغربية، والتي زعم بأنها معدة لتنفيذ العمليات الجهادية.

أمّا “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، فقد أشادت بالعملية مؤكدة أنّها تأتي في سياق الانتفاضة الثالثة المتجددة، وكرد طبيعي على ممارسات الاحتلال ومستوطنيه.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة كايد الغول، في تصريح صحفي له، إن ما حدث هو تأكيد على هوية القدس الفلسطينية ومكانتها السياسية والدينية النقيضة لمخططات العدو الرامية إلى تهويدها.

وبيّن الغول أنّ هذه العملية، تفرض مجدداً ضرورة احتضان وتطوير الحالة الشعبية الكفاحية ونظمها من خلال قيادة وطنية موحدة، وبأهداف محددة وواضحة تقود إلى انخراط مزيدٍ من القطاعات الشعبية فيها، وصولاً إلى تحقيق أهداف الانتفاضة في الحرية والاستقلال.

وكان إسرائيليان قد قتلا في عملية إطلاق النار التي نفّذها الشهيد مصباح أبو صبيح صباح امس الأحد، والتي أسفرت ايضا عن إصابة ما لا يقل عن 6 إسرائيليين.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” ، أنه تم الإعلان عن مقتل الشرطي الإسرائيلي والمستوطِنة الذيْن أُصيبا في عملية إطلاق النار في حي الشيخ جراح صباح امس من داخل إحدى المشافي الإسرائيلية.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن التحقيقات الأولية أظهرت أن الفلسطيني (منفّذ العملية) قد استقلّ مركبته باتجاه مقر “القيادة القُطرية الإسرائيلية” في حي الشيخ جراح، وشرع بإطلاق الرصاص صوب المستوطنين الذين تواجدوا في المكان قبل انسحابه.

وأشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية و قوة من وحدة “اليسام” الخاصة لاحقت المنفّذ في محيط المكان، وأطلقت العيارات النارية باتجاهه ما أدى إلى إصابته واستشهاده.

من جانبها، أصدرت الشرطة أمرا بحظر النشر حول كافة التفاصيل المتعلقة بعملية إطلاق النار لمدة شهر.

وأغلقت المحال التجارية في القدس والبلدة القديمة أبوابها، كما شهدت المدينة توتّراً شديداً بسبب إعدام أبو صبيح، حيث تم اعتقال مدير نادي الأسير الفلسطيني ناصر قوس، إضافة إلى اثنين من أقرباء الشهيد من البلدة القديمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى