هل ستكون معركة  حلب الكبرى الشرارة لحرب اقليمية ؟؟

 

 

بعد انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه على الجغرافيا السورية بشكل عام, وفي مدينة حلب وريفها بشكل خاص, حتما ستشكل هذه المعارك بنتائجها المذهلة النقلة النوعية في تصفية الارهاب بعصاباته الوهابية التكفيرية الارهابية, وستضع حدا للرهانات عليهم من قبل الادارة الامريكية وعملائها الصغار.

لا شك ان علامات انهيار تحالف قوى الشر وعصاباته الاجرامية شرق حلب بدأت تظهر بقوة وأن بالغوا في قصفهم للأحياء السكنية في حلب وغيرها من المدن السورية لولا الدعم الخارجي الكبير, الأمريكي والتركي والصهيوني, فمعركة حلب وجهت ضربة قاصمة لجماعة داعش وأخواتها بعدما شنت قوات الجيش السوري وبمشاركة واسعة من الحلفاء عمليات كبيرة منذ أكثر من اسبوع أدت الى قتل وأسر أعداد كبيرة من عصابات داعش واخواتها, مما فرض حالة من القلق والتخبط في صفوف تحالف الشر العدواني على سورية ووجه صفعة قوية وخيبة أمل وفشل ذريع في تحقيق اهدافهم الاجرامية بعدما فاجأهم الجيش العربي السوري بخطط عسكرية لتحرير جميع مناطق محافظة حلب وفرض حصار خانق على هذه العصابات بعد تحرير حنذرات ومشفى الكندي والسيطرة على مؤسسة المياه ومعمل البيرة الزجاج ومعمل السجاد وصولا الى المعهد الرياضي وسكنه الطلابي والى منطقة بستان الباشا لفرض الحصار على الاحياء الشرقية للمدينة بعد قطع كل خطوط الامداد فتعمدت القيادة السورية التعقل والحكمة وعدم استمرار الهجوم على الاحياء الشرقية بسبب ووجود كثافة سكانية عالية تعمدت العصابات الوهابية التكفيرية تحويلها الى دروع بشرية ومنعت الناس من الخروج عبر الممرات الامنة  فوجهت القيادة النداءات لاستسلام العصابات المسلحة واللقاء سلاحها لان الزمن لم يعد لمصلحتها فقطعت الطريق بذلك على مخططاتهم الجهنمية, علما ان الجيش العربي السوري يملك من المفاجأة الكثير لحسم المعركة في الاحياء الشرقية لمدينة حلب بزمن قياسي مما وتر الادارة الامريكية بكل مؤسساتها  السياسية والامنية والعسكرية وعملائها الصغار, فقررت تعطيل التفاهمات مع الروس في سورية لفرض المزيد من الضغوط على القيادة الروسية والسورية وابتزازها واطلقت العنان للتصريحات والتهديدات بالتدخل لعسكري المباشر في سورية والعمل بالخطة المزعومة ” ب ” بعد رفضها الفصل بين عصابات النصرة وما يسمى المعارضة المعتدلة المزعومة, وقد اصدرت الخارجية الامريكية بيان اتهمت روسيا والقيادة السورية بتغليب الخيار العسكري على التفاهمات السياسية لإدارة الازمة وقد استفز بيان الخارجية الامريكية القيادة الروسية التي وجهت انذرا قوي للإدارة الامريكية حذرتها من التورط في التدخل العسكري في سورية, لأن هذا التدخل سيكون الشرارة التي قد تحرق الشرق الأوسط بشكل عام وليس سورية فقط .

لكن المراهنة من قبل البعض على التدخل العسكري الامريكي المباشر في سورية وخاصة اليمين الامريكي العنصري المتطرف وبعض الانظمة العربية وعصاباتها الوهابية التكفيرية فشل بعدما تجاوزت المتغيرات الميدانية اصحاب هذا الخيار وخاصة بعدما عززت القيادة الروسية قواعدها الجوية والبحرية بترسانة من الصواريخ الاستراتيجية المضادة للطائرات والصواريخ المجنحة في مقدمتها ال اس 400 القادرة على حماية قواعدها بالإضافة لتعزيز الجيش العربي السوري بصواريخ ” اس 300″  اقلق الادارة الامريكية بعد مصادقة مجلس الدوما الروسي على هذه الصفقة وغيرها من الاسلحة الاستراتيجية القادرة على حماية سورية من أي عدوان جوي او صاروخي بعيد المدى, ما خططت الادارة الامريكية وتحالفها العدواني الغربي فيما يسمى الخطة ” ب ” وفي نفس السياق قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة له امام مجلس الدوما الروسي اكد خلاها ” على  حق روسيا التاريخي ان تكون قوية ” وهذا يعني ان الروس سيواجهون التصعيد الامريكي بالتصعيد الروسي كما اكد النائب الاول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي بإمكانية زيادة الدعم والمساندة النارية للجيش السوري بعدما وصلت المدمرتان الصاروخيتان الروسية الى مياه المتوسط وانضمت لسفينة الانزال الروسية ” غيورغي ” وهذا بصراحة وجه صفعة قوية لليمين الامريكي المتطرف والمتحمس للتدخل العسكري المباشر في سورية والذي عبر عنه بشكل واضح وصريح الكاتب الامريكي توماس فريدمان في مقالة له في صحيفة ” نيويورك تايمز” دعا خلالها لمواجهة سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سورية واكرانيا والضغط عليه بسبب مواقفه السياسية التي تشكل خطرا وتهديدا استراتيجيا للاتحاد الاوروبي بشكل عام والولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص أكثر من داعش والقاعدة على حد زعمه .

وهذا يعني ان الروس يملكون استراتيجية سياسية خارجية فاعلة ومؤثرة على الصعيد العالمي وخاصة في سورية لحماية الامن القومي الروسي وحماية حلفائهم وبهذا لجمت ردات الفعل الامريكية المغامرة لتعيدها الى سياقها الطبيعي والاستسلام للأمر الواقع بخياراتها الفاشلة, وخاصة سياسة الفراغ الميداني في سورية والتي قد تنعكس بشكل سلبي على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الامريكية لتفرض حالة من التراجع على المرشحين الديمقراطيين وفي مقدمتهم المرشحة للرئاسة الامريكية هيلاري كلنتون صانعة الدواعش وهذا ما يثبت بالدليل القاطع ان الادارة الامريكية وعلى راسها الرئيس الديمقراطي اوباما فشلت في سياستها الخارجية على الصعيد العالمي وخاصة في سورية وتعاملت مع الاحداث بردات فعل مغامرة كما حصل في قصف وحدات الجيش العربي السوري في دير الزور بالإضافة لقصف الكثير من البنى التحتية السورية بحجة استهداف داعش التي كانت وما زالت تتحرك بحماية امريكية تركية شمال سورية وشمال العراق وبالرغم من الدعم والمساندة الامريكية والغربية للعصابات الوهابية التكفيرية في سورية انهزمت في معظم الجغرافية السورية تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه الذين يخوضون الربع ساعة الاخيرة في مواجهة هذه العصابات وحلفائها بقيادة العدو الصهيوامريكي لكسر التوازن بالقوة الى جانب خيارات المصالحة الوطنية التي اطلقتها القيادة السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد التي حققت نتائج مذهلة, مما  أفقدهم توازنهم وخسروا الرهان على عصاباتهم التي قد تخرج من حلب بموجب مبادرة ديمستورا الى ادلب مذلولة مدحورة وهذه المبادرة مهمة  لتجنب حلب المزيد من الدماء والدمار والخراب وحبذا لو يتم تعميم هذه المبادرة على دير الزور والرقة وبعض الجيوب في حماة وحمص ودرعا لحفظ ماء وجهة الادارة الامريكية صانعة الارهاب والارهابيين, لتشكل بداية النهاية لهذه العصابات في حلب بشكل خاص وفي سورية بشكل عام ليخرج الغرباء بفكرهم التكفيري الاجرامي الى بلادهم التي ستتجرع كاس المرارة والدماء من هذه المجاميع الارهابية التي تمردت على اسيادها وهددتهم في عقر دارهم وفجرت في المدن الامريكية والاوروبية والتركية والسعودية والحبل على الجرار بعدما تحولت هذه العصابات القاتلة لوحش ارهابي يهدد الامن والاستقرار الاقليمي والعالمي .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى