مصر تستعد لاستقبال جثمان ابنها العبقري احمد زويل

أعلن شريف فؤاد، المستشار الإعلامى للدكتور الراحل أحمد زويل، أن جثمان الدكتور زويل لن يصل الى القاهرة قبل يوم الأحد المقبل, وذلك لدفن جثمانه في مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة.

وأضاف فؤاد، حسب بيان إعلامى اليوم، أنه سيتم تنظيم جنازة عسكرية للدكتور زويل، سوف يتقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب.

وأشار المصدر، إلى أن هناك استعدادات تتم على اعلى مستوى لمشاركة الرئيس “السيسي” في تشييع الجثمان، نظرًا إلى قيمة الدكتور زويل العلمية والدولية.

وكان قد أُعلن في الولايات المتحدة الأمريكية، الليلة الماضية، عن وفاة هذا العالم المصري الشهير الحائز على جائزة نوبل للكيمياء، عن عمر يناهز 70 عاما، بعد مسيرة حافلة بإنجازات علمية سطّرت تاريخا مشرفا له.

 

ولعل المثير للاستغراب, ان هذا العالم الذي كرّس أكثر من أربعة عقود من عمره للبحث والإبتكار في حقول العلم، قد توفي بمرض عجزت اختراعاته عن إيجاد علاج له حتى الآن، وهو الذي تُنسب إليه أهم الاختراعات المستخدمة في مجال الطب وعلاج الامراض المستعصية.

وقد أعلنت عائلة زويل عن بدء الإجراءات الفعلية لنقل جثمانه إلى مصر وتنفيذ وصيته بدفنه فيها، بعد إصابته بمرض سرطان النخاع الشوكي، الذي أُعلن عن إصابته به عام 2013.

جدير بالذكر ان أحمد حسن زويل قد ولد يوم 26 شباط عام 1946 بمدينة دمنهور في محافظة البحيرة (شمال مصر)، وكبر وترعرع في مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ حيث تلقى تعليمه الأساسي فيها، قبل حصوله على شهادة البكالوريوس في تخصّص الكيمياء من جامعة الإسكندرية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمله كمعيد في الكلية إلى جانب إكماله الدراسات العليا وحصوله على درجة الماجستير متخصّصا في علم الضوء.

سافر زويل إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ومن ثم تدرّج في المناصب العلمية في جامعتي كاليفورنيا “بركلي” (1974 – 1976) و”كالتك” التي تعد من أكبر الجامعات العلمية في الولايات المتحدة، إلى أن أصبح أستاذا رئيسيا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في البلاد.

ورد اسم أحمد زويل في قائمة الشرف الأمريكية التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في نهضة الولايات المتحدة، كما جاء التاسع من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة التي تضم هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل.

وقد حصل زويل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء “الفيمتو”؛ حيث ابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

ويعتبر زويل أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، حيث أكدت الأكاديمية السويدية في حيثيات منحها الجائزة لأحمد زويل, أن هذا الاكتشاف قد أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به؛ إذ أن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة.

وفي نيسان 2009، أعلن البيت الأبيض عن اختيار زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات.

ونشر العالم المصري أكثر من 350 بحثاً علمياً في المجلات العلمية المتخصصة خلال سنوات حياته.

ويقول زويل في سيرته الذاتية التي نشرها عام 2003 تحت عنوان “رحلة عبر الزمن .. الطريق إلى نوبل”، إن البيئة الحافزة – كما أسماها – كانت سر نجاحه؛ فقد حظي بتنافس حاد بين الجامعات الأمريكية لاستقطابه لديها ورعاية ابتكاراته وتمويل أبحاثه الخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى